اليمن إلى حيفا بعد إيلات وبن غوريون

في كل مرة كان يعلن اليمن معها عنواناً جديداً لحرب الإسناد التي يخوضها لوقف الحرب والحصار عن غزة، كان العالم يتساءل عن مدى قدرة اليمن على تحقيق الهدف، لكن منذ اتفاق وقف إطلاق النار الأميركي اليمني، صار الجميع مجبراً على أخذ اليمن على محمل الجد أكثر، فقد رأى العالم بأم عينه أن أميركا أُجبرت على قبول اتفاق يمنعها من إسناد “إسرائيل” بينما لم تستطع منع اليمن من مواصلة إسناد غزة.
بعد وقف إطلاق النار مع أميركا وتفرّغ اليمن لمواجهة الحرب الإسرائيلية تصاعد حجم العمليات الصاروخية اليمنية على كيان الاحتلال ونوعها، وصار واضحاً أن اليمنيين يعملون على إيقاع التصعيد الإسرائيلي للحرب والحصار على غزة، بما يضمن تعريض الكيان لضغوط تجعل الحياة فيه لا تطاق بالنسبة للمستوطنين الذين اعتادوا أنّهم في كيان يشكل ملاذاً استثنائياً للأمن والرفاه، لكنه لم يعُد كذلك.
نجح اليمن خلال أكثر من أسبوعين بجعل مطار اللد الذي يسمّيه الكيان مطار بن غوريون، والذي يشكل المنفذ الجوي الرئيسي للكيان، هدفاً يومياً للصواريخ اليمنية، التي إن وصلت أو تمّ اعتراضها تتكفّل بأمرين، إنذار شركات الطيران العالمية باحتمال سقوط صاروخ على أرض المطار وتعرّض طائراتها وطواقمها وركابها للخطر، وإجبار المستوطنين على الهرولة بالملايين إلى الملاجئ في حال من الذعر والرعب تكشفه الإصابات الناجمة عن التدافع على أبواب الملاجئ وفي الطريق إليها. وهذا الضغط المتصاعد يعني إضافة لما يثيره من تساؤلات حول قدرة الداخل الإسرائيلي على تحمله دون المناداة بصوت مسموع بوقف الحرب، يشكل استهداف أحد أبرز الرموز السيادية للكيان وهو المطار إسقاطاً لكل مزاعم القوة وقدرة الردع، ويجعل الحديث عن قوة الكيان وجيشه وتقنياته العالية العسكرية مصدراً للسخرية.
أمس، أعلن اليمن دخول مرحلة جديدة من فرض الحصار على الكيان عبر ضمّ مرفأ حيفا، الميناء التجاري الأول للكيان، والوحيد بعد إقفال ميناء أم الرشراش على البحر الأحمر، الذي يسمّيه الإسرائيليون ميناء إيلات، وميناء حيفا هو محور التجارة الإسرائيلية مع الغرب، بمثل ما هو إيلات ميناء التجارة مع الشرق، ولأن كلام اليمن صار يؤخذ على محمل الجد أكثر، بعدما ثبت أن اليمن إذا قال فعل، وأنه لا يقول إلا بعد التثبت من قدرة الاستمرار، ومن التوقيت الصحيح للخطوة فإن هذه أولى تكاليف الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، وكلما اشتدت الحملة تصاعد الضغط الصاروخي المثلث، بين أم الرشراش وحيفا واللد.

التعليق السياسي ..البناء اللبنانية 

قد يعجبك ايضا