برقية إلى الشهيد القائد .. للشاعر/ معاذ الجنيد —- مَجْمَع البحرين … للشاعر /عبدالسلام المتميز

 

مَجْمَع البحرين

                                                                                للشاعر /عبدالسلام المتميز

أسرِجَا مُهْرَ الجهادِ الأبْلَقا

أشرِعَا فوقَ البحارِ الزورَقا

(مَجْمَع البحرين) في (مندبنا)

ومضيق البحر أضحى أضيقا

يمنُ العز ، وقرآنُ الهدى

في حماه الْتَقَيا فانطلقا

هاهنا ما نسيا حوتهما

بل به جاءا وكانا أسبقا

أسَرا فيه سفينًا لم تكن

لمساكينَ تحاشَوا غرَقا

إنما كي يُنقذا شعبَ المساكينِ

في غزةَ ممّا أحدقا

بحرنا أحمرُ كالموت ولو

ظنّه الناظرُ موجًا أزرقا

ماؤه كالمهل يشوي المعتدي

في لظىً ساءت لهم مُرتَفَقا

ليس ذا بأس اليمانيّين بل

صدق وعد الله فيهم حُقّقا

هو بأسُ الله لا إقدامُنا

فهو قوّى شاءَ أسدى وَفّقا

فهو كافِينا إذا انْقَدنا له

واتقينا اللهَ حقَّ الإتّقا

هاهي اسرائيل لا تجرؤ إنْ

عبرَت في البحر تُعلي بيرقا

حلفُهم يومَ علينا اطّلَعوا

مُلئوا رعباً وولَّوا فرَقا

طمعوا أن يجعلوها مغنما

فجعلناها عليهم مَوبِقا

(يثربُ) اليومَ (فلسطينُ) انبرَى

دونَها الأنصارُ صُبْرا صُدُقا

وابنُ ودٍ سامها نيرانَه

فحفرنا في المياه الخندقا

وضربنا ضربةَ (الكرار) في

منكب (الأحزاب) حتى انفلقا

قرّبَ الرحمن مِن كل القوى

في يد الأمة هذا المَخنقا

(خيبرُ) اليومَ تجوب الأرض مِن

حيثُ شاءت مغربًا أو مَشرقا

فتح الله لنا (المندب] كي

نجعلَ الكون عليها مُغلقا

ولو اسْطَعنا أغثنا غزةً

نسقًا بالزحف يتلو نسقا

لَطَوينا لعنةَ الجغرافيا

وحدودًا قسّمَتنا فِرقا

قد طَوَينا بالصواريخ المدى

وامتطينا كالبُراق الزورقا

سألَ الدهرُ : (فمن أنطقكم)

و الدُّنَا تُلجَم صمتًا مُطبقا

قال (طوفانُ) لقد أنطقَنا

اللهُ، ثم الدمُ لمّا أُهرقا

صوتُ أيتامٍ دعا نخوتَنا

نَوْحُ ثكلى سألَتنا الموثقا

لا غفَت أعيننا إن لم نذُد

عن عيونِ الباكياتِ الأرَقا

إن خذلناهم فلا أبقى لنا

خالق الأكوان فينا رمَقا

لانجونا إن نجا قاتلهم

أو تركناهم بساحات اللِقا

قسمًا لو سألَتني غزةٌ

ماءَ عيني لَأَسَلْتُ الحدَقا

ولو استسقَت فلسطينُ دمي

لسكبتُ الدمَ كأسًا دَهَقا

منذُ (مرانَ) علَت صرختُنا

نهج عزٍ بالهداة انبثقا

وانطلقنا فيه لا (تعشيقنا)

رجع (الرَّيْوسَ) منذ انطلقا

في زمانٍ أمَريكيّ الهوى

خرِبٍ مهما تبَاهَى رَونقا

والورى يَسقُون إلا أمتي

ذادها الأعداءُ عن حق البقا

وحسينُ البدر (موسانا) الذي

قال (ماخطب العطاشى) وسقى

مدَّ من شريانه حبل الرِشا

جاعلًا مِن قلبه دلْوَ السِقا

شرفٌ فوق الذي نصبو له

أنْ أجَبْنا مُستغيثًا أُزهِقا

هو فخرٌ لم يلِق إلا بنا

وبه نلنا المقامَ الألْيَقا

فهو في عاجلنا مجد، وفي

الآجل الموعود أسمى مُرتقى

حفظَ الله (أبا جبريلَ) كم

حرّر الإنسان من قيد الشقا

وهو يُزْجِينا هَتُوناً مُمْرِعاً

ننثر الزهرَ ونذرو الزنبقا

وإذا الظلمُ دهانا باغياً

يصبحُ الواحدُ منا فيلقا

ياشواذ الأرض كِيدوا كيدَكم

لا سوى الله لدينا يُتَّقَى

والنطيحَ المتردي أَحضِروا

واجلبوا الموقوذَ والمُنخنِقا

بدِمانا سوف نسقي أمتي

بعد جدبِ العز ماءً غدَقا

تلك أمريكا تعوذون بها

وستزدادون منها رَهَقا

رسمت أشلاؤنا في غزةٍ

صورةَ الغرب فكانت أصدَقا

أين مَن بِاسْمِ الحقوق احتلبوا

أعينَ الناسِ انبهارًا أحمقا

و(حقوقُ المرأةِ) اليومَ انجلَت

مَحضَ مكرٍ مُبرَمًا مُختلَقا

و(حقوقُ الطفل) أين اندثَرَت

حينما الأطفالُ صاروا مِزَقا

سَحقَت غاراتُهم غَزّتَنا

فتَعرّى زيفُهم وانسحقا

ودخانُ القصفِ غطّى غزةً

وبه الغربُ الكَذوبُ اختنقا

يسقطُ الغرب ويهوي زيفُه

كلما استشهد طفلٌ وارتقى

في دِمَا أطفالنا الرُّضّعِ كم

وَلغَ الخِنجرُ حتى أوْرَقا

لكِنِ الأوجعُ -قالت غزةٌ-

طعنةُ الجار وغدرُ الأصدِقا

رقَصَ العربُ على أشلائنا

ذاك يُفنينا وهذا صَفّقا

بالدِمَا عينُ الثكالى اغرَورقَت

وبماءِ العهْرِ (نَجدُ) اغرَورقا

في رُبَا أطهر بيتِ جمعوا

أنجسَ الأرجاسِ فُحشًا مُوبِقا

أتُرى الطورَ لهذا دُكّ أم

منه يومًا خرّ موسى صعِقا

أغرق (الترفيه) نجدًا وهي مَن

تدّعي بالحصر عنوانَ التُقى

فلْنعد للمصطفى ياأمتي

نلتقي فيه، ونِعمَ المُلتقى

طبِّقوا (التجويدَ) في اللفظ وفي ال

فعلِ والواقعِ كي ينطبقا

بئسَتِ الأفواه لم ترعَد بما

يُمطِر الفوهاتِ موتاً مُبرِقا

فاجعلوا من (قُطبَ جَدْ) قلقلةً

تملأ القطبين منكم قلَقا

حقّقوا (الإظهار) في إيمانكم

موقفًا يشفي الغليل المُرهَقا

هاهنا لا وقت (للإخفاء) في الْ

موقفِ الصادق حتى يَصدُقا

ولْنَمَدَّ النارَ مدًّا واجبًا

لازمًا متصلاً مُتّسِقا

وارفعوا (الموت لأمريكا) مع (الْ

موت لاسرائيل) رغمَ الطُلَقا

(واصرخوا) ينشر لكم رحمتَه

ويُهيّءْ مِن لدنهُ مِرفَقا

بِوَلانا للنبيّ المصطفى

ندحرُ المحتلَّ والمرتزقا

بدأت (صهيونُ) عصرَ الإنتِها

وغرابُ الشؤم فيها نَعَقا

وغداً تصبح (إسرائيلهم)

في (فلسطينَ) صعيداً زلقا.

برقية إلى الشهيد القائد

 للشاعر/ معاذ الجنيد

لولا اصطِفاءُ الخالق العلّامِ

لظننتُ أنك خاتمُ الأعلامِ

ولكنتُ أحسبُ يا (حسين البدر) أنّـ

ـك آخرُ العُظماء في الإسلامِ

لكننا فُزنا بوعد الله في

إصلاح بالك في المقام السامي

في حين كنا نستحقُّ عقوبةَ

التفريط فيك بصمتنا المُتعامي

الله كرمنا بصِنوك شاهداً

يتلُوك أفعالاً بكل مقامِ

‏لو أنّ سُنّتهُ على من قبلنا

فينا جرَت كبقيةِ الأقوامِ

كنّا أُخِذنا.. أو أقلُّ عُقوبةٍ

سنتِيهُ عشراتٍ من الأعوامِ

أولم تكُن (مرّانُ صعدةَ) في لظى

الغارات (غزّةَ) تلكُمُ الأيامِ؟

أولم يكُ المشفى الوحيد لأهلها

جرفاً يواجهُ أبشع الإجرامِ

أوَلَم تكُن (زيداً) تُريدُ خلاصنا

وبصمتنا كنّا بصفِّ (هشامِ)

حشَدَ النظامُ عليك ما حشَدوا على

بلدي طوالَ السبعةِ الأعوامِ

وتقودُ (أمريكا) الحروبَ بنفسها

بالرصدِ والإشرافِ والإسهامِ

كانت تخافُكَ أن تسيرَ بِنا لِما

صرنا إليهِ اليوم من إعظامِ

قدّمت نفسك في سبيل نجاتنا

وقُتلتَ مظلوماً كجدِّكَ ضامي

لكنَّ ربَّ العرش ربّك لم يكُن

ليُضيع جُهدك وهو ذو الإنعامِ

وفَّاكَ أجرك، ثمّ مِن (وَيَزِيدُهُمْ

مِنْ فَضْلِهِ) آتاكَ كلَّ مرامِ

فهَدَتْ زيادةُ فضلهِ لك شعبَنا

ونجا بما أوتيتَ من إكرامِ

آهاتُك الحرَّا التي من أجلنا

كانت تُعبِّرُ عن مدى الآلامِ

الله يعلمُ صدقها.. ولأجلها

نَمَّا بذور عطائك المُتنامي

فلصدقِ سعيكَ، لا لسُوءِ صنيعنا

الله مِنك أعزَّنا بإمامِ

فأعادَك الرحمنُ فيه مجدداً

وكأنّهم قتلوك في الأحلامِ

فغدا (أبو جبريل) نسختك التي

برزت بذات الهدي والإقدامِ

لجميع ما بيديه منك مُصدقاً

يقفو الخُطى كالسعي في الإحرامِ

حرفاً بحرفٍ في (الملازمِ) لم يدع

ألِفَاً ولا استغنى بها عن لامِ

وبنفس حرصك في هداية أمة

الإسلام يسعى دائماً بدوامِ

وبنفس حرصك ساعياً لزكائنا

فيما يُطهرنا من الآثامِ

وبنفسِ حرصك بالجهادِ أقامنا

فالدين دينُ تحرُّكٍ وقيامِ

وبتوصياتِك أصبحَ القُرآنُ دُ

ستورَ البلاد وأصلَ كُلِّ نظامِ

وكأنَّ قلبَكَ قلبُهُ وشُعورَهُ

العالي شُعورُكَ، والغرام غرامي

فإذا بدوتَ أراهُ فيك مُحدِّثاً

وإذا أطلَّ أراك فيهِ أمامي

يتحرَّكُ القرآنُ في حركاتهِ

كتحرُّكِ الأرواح في الأجسامِ

حتى شعار الموت ها هو فو

قَ (أمريكا) و(إسرائيل) موتٌ دامِ

(الصرخةُ) انطلقت صواريخاً بهِ

وغدت تُطاولُ هامةَ الأجرامِ

(الصرخةُ) اشتبَكت مباشرةً بإ

سرائيل، فالصَدَّامُ في الصَدَّامِ

‏يا سيدي ألله لو شاهدتَهُ

لرأيتَ نفسَكَ فيهِ بدرَ تمامِ

ولقُلتَ فخراً: إنَّهُ لَأخي وذا

فِعلي.. وهذا منطِقي وكلامي

لأخذتَ رأسَ أخيكَ تقبيلاً لهُ

حُبَّاً وشكراً لا لقولِ ملامِ

ولكان قولك: نِعمْ ما خلَّفتَني

في أُمَّتي يا (مَرْزَحي) و(حِزامي)

لك يا (حسين البدر) أرفعُ بعضَ ما

يجري، ولن أقوى على الإلمامِ

ما كان شعري فيهِ مدحاً أجوفاً

كتزَلُّفِ الشعراءِ للحُكّامِ

إنّي أصوغُ الشعرَ فيهِ تقرُّباً

لله كي أُحظى بطِيبِ مقامِ

هو قُربةٌ لله، وهو شهادةٌ

لأخيك عند الواحدِ العلّامِ

من أنَّهُ أدَّى وبلَّغَ جاعلاً

نشرَ الهدايةِ فرضَهُ الإلزامي

ومضى بدربِك مُنذراً ومُبشِّراً

فتلاقَتِ الأقدامُ بالأقدامِ

يا سيدي والعصرُ بعدك مُشرقٌ

فينا.. وعصرُ سواك عصرُ ظلامِ

اليوم غزةُ تستغيثُ وأمةُ

الإسلام في ذلٍّ وفي استسلامِ

(عمرو بن ودٍّ) يستبيح دماءها

ويصيحُ: هل من مُسلمٍ مقدامِ

وأخوك من بين العوالم كلها

لبّى النداء كقسوَرٍ ضرغامِ

وكأن وقفتهُ تقول: (أنا لها)

والكون في صمتٍ وفي إحجامِ

أيصُمُّ وهو أخو (الحسين) عن الندا

وأبوه (بدرُ الدينِ والإسلامِ

هذا أخوك اليوم يا علَمَ الهدى

علَمُ الزمان وسيدُ الأعلامِ

هذا (أبوجبريل) سيفُك في الورى

لله درُّ أبيهِ من صِمصامِ

خاض الحروب بحكمةٍ وشجاعةٍ

فاقت حدود تصور الأوهامِ

فرضَ السيادة شامخاً بأسِنَّةِ

الأرماح بعد أسِنَّةِ الأقلامِ

وبَنا بهديك دولةً يمنيةً

عظمى تليقُ بكُنيةِ الإعظامِ

ولقد أعاد الإعتبار لمنهج

الإسلام فيهِ بمُصحفٍ وحُسامِ

فغدت لنا بين الشعوب مكانةٌ

عمت رُبوعَ العالمِ المُترامي

يا سيدي هذا أخوك لحُكمهِ

خضَعَ الزمانُ وقال: خُذ بزِمامي

والله إنّ جميع ما نحياهُ من

عزٍّ لَخيرٌ من ثمارِك نامِ

وتصيحُ (إسرائيل) من ضرباتنا

وجعاً لتبحثَ عن طريقِ سلامِ

وتمُرُّ مثل اللصِّ قُربَ مياهنا

فنقودها منكوسةَ الأعلامِ

أنَّى تُرفرِفُ للأعادي رايةٌ

وأخوك للأرض الفسيحةِ حامي

هذا (أبو حبريل) فخرُ زماننا

مُردي الطغاة مُحطّمُ الأصنامِ

أملٌ ترى فيه الشعوبُ خلاصها

وتراهُ (إسرائيلُ) موتَ زُؤامِ

مُنِيَت على يدهِ بلطمةِ (حمزةٍ)

فشَدا الوجودُ لرنَّةِ (المِلطامِ)

‏يا سيدي.. وأنا مُحبُّكَ في دمي

يمتدُّ حُبُّكَ تحت كلِّ مَسامِ

فبحُبِّكُم أحيا.. أموتُ.. وتكتسي

في حُبِّكُم يوم النُّشورِ عظامي

فغداً إذا دُعِيَ الورى بإمامِهم

فكِلاكُما في اليومِ ذاكَ إمامي

قد يعجبك ايضا