بطاقة سلاح: صاروخ سجيل الباليستي

في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي الأمريكي على إيران، ومع توالي الردود الصاروخية الإيرانية الدقيقة، يعود الحديث مجدداً عن منظومة الصواريخ الإيرانية البعيدة المدى، وخصوصاً صاروخ سجيل، باعتباره أحد أبرز أسلحة الردع الاستراتيجية وأكثرها تطوراً. فخلال عمليات الرد الإيراني على العدوان المستمر يُرجَّح أن يدخل هذا الصاروخ المتطور حيّز الاستخدام الميداني، ليُسهم في كسر ميزان الردع الإسرائيلي وتوسيع نطاق الضغط العسكري.

التحول الكبير: وقود صلب ومدى بعيد

يمثل صاروخ سجيل قفزة نوعية في الصناعة الصاروخية الإيرانية، إذ يعد أول صاروخ باليستي بعيد المدى يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين. هذه التقنية تمنحه سرعة في التهيئة والإطلاق، تميّزه عن نظيراته العاملة بالوقود السائل، مما يجعله أكثر مرونة ومباغتة من الناحية العملياتية، خصوصاً في بيئة الحرب متعددة الاتجاهات.

المواصفات الفنية

النوع: صاروخ باليستي بعيد المدى

المدى: يتراوح بين 2000 و2500 كلم

المحرك: محركان يعملان بالوقود الصلب

السرعة القصوى: تفوق 17,000 كلم/س (أي أكثر من 14 ماخ)

التهيئة للإطلاق: خلال دقائق معدودة

الوزن: 500 كغ

الطول: 5 أمتار

القطر: 370 ملم

نظام التوجيه: عبر الرادار

القاذفات: طائرات مقاتلة من طراز اف 14

أو منصات برية متحركة

النشأة والتطوير

يُرجّح أن تطوير سجيل بدأ في أواخر التسعينيات، على قاعدة التطوير التدريجي الذي انطلق مع صواريخ زلزال قصيرة المدى. وقد استفادت إيران خلال تلك الفترة من التعاون التقني مع الصين في مجال الوقود الصلب، وهو ما انعكس مباشرة في تصميم سجيل. أُعلن رسمياً عن سجيل للمرة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 خلال تجربة إطلاق ناجحة. وبذلك أصبح أول صاروخ إيراني بعيد المدى يعمل بالوقود الصلب ثنائي المرحلة، وهي نقلة استراتيجية تتيح سرعة في الإطلاق وقدرة أعلى على المناورة والتنقل.

الفوارق التقنية عن شهاب-3

رغم التشابه في الحجم والمدى مع صاروخ شهاب-3، إلا أن سجيل يتفوق بوضوح في جوانب عدة:

الوقود الصلب: يجعل سجيل أسرع تجهيزاً للإطلاق، وأكثر أماناً خلال التنقل، ويقلص زمن التهيئة إلى دقائق.

ثنائية المرحلة: توفر مدى أطول وقدرة على تجاوز منظومات الدفاع الجوية، مقارنة بالصواريخ ذات المرحلة الواحدة.

التوجيه المطوّر: أدخلت إيران أنظمة توجيه متقدمة حيث عدّلت برمجيات شهاب.

ورغم التوقف الظاهر منذ 2012، أعيد تفعيل البرنامج عام 2021 ضمن مناورات “الرسول الأعظم”، مع مؤشرات على تحديث شامل في التوجيه والتقنيات الباليستية.

نماذج أخرى وتطويرات قيد الدراسة

سجيل-2: النسخة الحالية الأكثر تطوراً

سجيل-3 (قيد التجربة): يقال إنه صاروخ ثلاثي المراحل بمدى يصل إلى 4000 كلم ووزن 38,000 كجم.

فعالية سجيل في الحرب الجارية

في ظل العدوان الإسرائيلي-الأمريكي المتواصل على إيران، يُنظر إلى سجيل كأحد أوراق القوة. وقد أكّد البروفيسور في معهد “ام أي تي” الأميركي تيودور بوستول، أن هذا الصاروخ يملك القدرة على كسر القبة الحديدية الإسرائيلية بسبب سرعته الفائقة وخصائصه البالستية.

وإذا ما استُخدم في المرحلة القادمة من الحرب، فسيكون بمثابة تحول في موازين الردع، خصوصاً مع استهداف عمق المستوطنات الإسرائيلية جنوباً ووسطاً.

المصدر: الخنادق

قد يعجبك ايضا