تحليلات صحيفة الحقيقة في عددها رقم 386

 

مشاريع إسرائيل التوسعية تصطدم بقوة الردع اليمانية

محمد روحاني

يبدوا ان الإسرائيليين يحضرون لتواجد أكبر في اليمن بعد ان منحتهم الانظمة العربية العميلة المطبعة ومنها الامارات التي تحتل جزء مهماً من اليمن حق التواجد العسكري في بعض الجزر اليمنية ومنها جزيرة “سقطرى”  الذي تتواجد فيها حالياً قاعدة عسكرية إسرائيلية.

لم يمض على إعلان  التطبيع بين الامارات وإسرائيل أشهر حتى بدأت مشاريعهما العسكرية المشتركة في اليمن في الظهور الى العلن بعد ان ظلت سرية طيلة الفترة الماضية .

 هاهي إسرائيل اليوم ترفع  نفس الشعار الذي يرفعه التحالف في اليمن محاربه “إيران ”  ما يؤكد ان الحرب التي يشنها التحالف في اليمن هي حرب إسرائيل بالدرجة الاولى.

ووفق مراقبين فان حديث ناطق الجيش الاسرائيلي عن توقع بلاده  هجوماً إيرانياً من اليمن أو العراق، وتطوير طهران في البلدين طائرات مُسيرة وصواريخ ذكية قادرة على الوصول إلى تل أبيب ليس سوى ذريعة تختلقها إسرائيل كمبرر لتواجدها العسكري في اليمن وربما مشاركتها في عمليات عسكرية قادمة في إطار حرب التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن .

ولا يستبعد المراقبين ان تقوم إسرائيل بضربات عسكرية على أهداف داخل الاراضي اليمنية على غرار ما قامت به من إستهداف للحشد الشعبي في العراق  خلال العام 2020 .

 لكن يبدوا ان مشاريع إسرائيل في اليمن وسعيها لتواجد عسكري أكبر في إطار مشروعها التوسعي في المنطقة سيصطدم بقوة الردع اليماني ، فصنعاء أعلنت اليوم وبشكل صريح على  لسان أكثر من مسؤول انها لن تتريث في ضرب أهداف في عمق إسرائيل في حالة أقدامها على المخاطرة والتهور بإي عمل عسكري قادم في اليمن .

وبحسب المراقبين فان صنعاء اليوم تبدوا واثقة في إمتلاكها السلاح القادر على الوصول الى عمق إسرائيل وإيقاف أي عمل عدائي على اليمن .

وكما يقول المراقبين فان إسرائيل ستعيد حساباتها بعد رد صنعاء الاخير فخبرائها العسكريين يدركون تماماً ان دولتهم ستدفع ثمن باهض في حالة تهورت وقررت الدخول في حرب مع صنعاء ، خصوصاً وان مصالح إسرائيل وشركائها في البحر الاحمر في مرمى نيران صنعاء التي حذرت من حرب شاملة في المنطقة 

 

قدرات الدفاعات الجوية اليمنية تقلق الدول العظمى

عمرو عبدالحميد

تنامت قدرات الدفاعات الجوية اليمنية، خلال الأعوام الستة من حرب التحالف، على اليمن، وهو الأمر الذي بث قلق لدى بعض الدول لاسيما العظمى منها، والتي تبرم صفقات أسلحة بشكل مستمر مع دول التحالف.

في الأسبوع الماضي اسقطت الدفاعات الجوية طائرة مقاتلة بدون طيار من طراز CH4 بأجواء مديرية مدغل في مأرب العملية لم تمر مرور الكرام خصوصاً أن الطائرة تعتبر من فخر الصناعات الصينية الحربية.

الصين تبحث عن أسرار السلاح التي اسقط CH4 في مأرب

عملية الاستهداف اقلق الصين كونها ليست المرة الأولى، التي تسقط الدفاعات الجوية اليمنية طائرة صنعتها العقول الصينية، وهو ما جعلها تحاول معرفة نوع السلاح الذي تمكن من اصطياد طائرتها فوق الأجواء اليمنية ولو بمقابل مادي، بعيداً عن ما قد يمثل لها من حرج، لانخراطها في تزويد التحالف بأسلحة قد يورطها بجرائم الحرب التي تُرتكب بحق اليمنيين.

وكشف السياسي اليمني “عبدالله سلام الحكيمي” عن عرض الصين مبلغ ضخم لـ صنعاء مقابل تزيدوها معلومات حول كيفية إسقاط طائراتها من قبل القوات المسلحة اليمنية.

وقال السياسي اليمني “عبدالله سلام الحكيمي” في تغريدة على حسابه “بتويتر” يقال إن الصين تعتبر اسقاط الجيش واللجان الشعبية للعديد من طائراتها المقاتلة المسيرة والمتطورةCH4 التي باعت المئات منها للسعودية لاستخدامها في العدوان على اليمن، اثباتاً عملياً لفشل طائراتها.

وتابع قائلاً: تجرى اتصالات سرية بصنعاء لمعرفة تفاصيل الإسقاط لتلافي العيوب مقابل مبلغ ضخم، يُدفع مقدماً.

الدفاعات اليمنية قلبت المعادلة العسكرية في وجه التحالف

أهمية المعلومة تكمن بأن الدفاعات الجوية اليمنية أصبحت رقماً مؤثراً، في المنطقة واستطاعت قلب المعادلة العسكرية، مع التحالف بالرغم من عمليات التدمير التي طالتها خلال النظام السابق بإشراف وكيل الجهاز الأمن القومي عمار محمد عبدالله صالح، بإيعاز من عمه الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، بعمليات موثقة بالصوت والصورة جرى فيها تدمير 1263 من صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية و52 قبضة من قبضات إطلاق الصواريخ المحمولة على الكتف و103 بطاريات صواريخ تابعة للجيش اليمني، كان بإمكانها أن تساهم في ردع غارات التحالف وتحد من المجازر بحق اليمنيين.

عمليات التدمير تمت بطلب أمريكي وبعد أن أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية فريق من ما يسمى مكتب إزالة الأسلحة في وزارة الخارجية الأمريكية.

القدرات اليمنية تقلق الكيان الإسرائيلي

طوال الأعوام الماضية من حرب التحالف على اليمن، اثبتت الدفاعات الجوية مقدرتها على التعامل مع طائرات التحالف الحربية، واستطاعت صناعة منظومة صاروخية دفاعية حملت اسم “فاطر وثاقب”.

إنجازات غير متوقعة لقدرات دفاعات الجو اليمني والذي تمكنت من إسقاط أكثر من 371 طائرة مقاتلة ومروحية أباتشي واستطلاعية وتجسس تابعة للتحالف من بداية الحرب على اليمن وحتى مارس الماضي.

حالة القلق من القدرات اليمنية لم تطال الدول العظمى فقط، بل حتى الكيان الإسرائيلي الذي بات يضرب حساب القدرات اليمنية وفق ما كشفته الكثير من التقارير والوسائل الإعلامية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.

 

البحرية اليمنية .. قوة رادعة تُقلق تحالف العدوان بتكتيكاتها العالية

تُظهر التصريحات التي أدلى بها مؤخراً، محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى اليمني تنامي قدرة البحرية اليمنية خلال سنوات الحرب مع العدوان السعودي، وتتضح أهمية هذه القدرة عندما نعلم أن الجبهة البحرية اليمنية، على بعد 2500 كيلومتر، تطل على خليج عدن وبحر العرب جنوباً، وعلى البحر الأحمر غرباً.

وفي تغريدة ساخرة بعد حريق ناقلة النفط في ميناء جدة، قال الحوثي: “إذا طلبت السعودية فنحن مستعدون لتأمين موانئ هذا البلد، وخاصةً أنه يبدو أن أمريكا وبريطانيا عاجزتان عن القيام بذلك”.

وفي الواقع، تقع قوة اليمن البحرية بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، ما أعطى هذا البلد أهميةً استراتيجيةً خاصةً.

ولا تقتصر أهمية اليمن بسبب مضيق باب المندب فحسب، ولكن أيضاً بسبب قربه من القرن الإفريقي، وشواطئه الطويلة في البحر الأحمر وبحر العرب، وما يترتب على ذلك من وجود موانئ مهمة مثل عدن والحديدة.

واستطاعت البحرية اليمنية أن تلعب دورها کقوة رادعة خلال سنوات الأزمة اليمنية، بعد السيطرة على ميناء “الحديدة” والإشراف على مضيق “باب المندب” على طول بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر، حيث نقطة عبور ملايين براميل النفط يومياً، ومرور السفن التجارية إلى قناة السويس والمصفاة السعودية في “ينبع”، ثم دخول الناقلات والسفن التجارية إلى المياه الحرة نحو دول مثل الصين وأوروبا.

ونظراً لأهمية قوة البحرية اليمنية، ينبغي أن نلقي نظرةً على قدرات وأهم عمليات هذه القوة، خلال أكثر من خمس سنوات من الأزمة اليمنية.

ومهمة البحرية اليمنية هي حماية سواحل البلاد على طول البحر الأحمر وبحر العرب، وتتكون من قيادة البحرية وخفر السواحل والوحدات البحرية العائمة ووحدات خفر السواحل ووحدات المشاة البحرية.

وفي 5 تشرين الأول 2015، أظهر فريق من الخبراء البحريين من الجيش واللجان الشعبية اليمنية جزءاً من تكتيكاتهم القتالية، بينما حذرت البحرية اليمنية دول التحالف السعودي من التسلل إلى المياه الإقليمية.

وفي هذا الصدد، أعلنت أنصار الله في تشرين الثاني 2017، أن لديها أيضاً سلسلة من الصواريخ البحرية المحلية التي تسمى “المندب 1”.

وإضافة إلى القدرات المذكورة أعلاه، أظهرت البحرية اليمنية الكفاءة والردع في استخدام الطائرات دون طيار والقوارب السريعة والطائرات الانتحارية دون طيار، وتصميم وبناء واستخدام ألغام بحرية يمنية بنسبة 100 بالمئة، القادرة على مواجهة السفن الحربية للتحالف السعودي، وهو ما يظهر كفاءة وردع هذه القوى.

وكانت سفينة النقل عالية السرعة HSV-2 Swift، التي تم بناؤها في الأصل للبحرية الأمريكية وتم تأجيرها لاحقاً إلى الإمارات، واحدة من أولى الضحايا في المعركة البحرية عام 2016 في اليمن، ومع تدمير البحرية اليمنية لهذه السفينة، بدأت الحرب البحرية في أزمة هذا البلد رسمياً.

وفي شتاء 2017، أعطت العمليات البحرية اليمنية بالسفن الانتحارية شكلاً جديداً للمعارك البحرية، ويعدّ تدمير سفينة “المدينة” المتقدمة التي شاركت في قصف المناطق السكنية اليمنية بطائرات مسيرة يمنية، نقطة تحول في الحروب البحرية بين التحالف السعودي واليمن.

وقد تكررت طريقة الحرب هذه فيما بعد، في الهجوم على منصات النفط السعودية في ميناء “المخا” الذي تحتله القوات الإماراتية، ومن أكثر الأساليب فعاليةً للبحرية اليمنية في إرساء سياسات الردع في البحر، هي عملية التلغيم البحري والتي تتم باستخدام ألغام “مرصاد” البحرية.

ومنذ عام 2016، برزت البحرية اليمنية كواحدة من أهم القوى وأكثرها تأثيراً في الحرب المفروضة على الشعب اليمني، وقد استطاعت هذه القوة أن تلعب دوراً خاصاً في تغيير التكتيكات العسكرية لأنصار الله في الظروف الصعبة، والحصار الذي يعيشه الشعب اليمني من خلال عملياتها الدفاعية والهجومية.

کما أن استخدام المعدات الحديثة التي صنعها المتخصصون في وزارة الدفاع، إلى جانب التخطيط المناسب والمحسوب لعمليات بحرية جديدة، يمكن أن يحوِّل التوازن لمصلحة قوات أنصار الله الشعبية.

وبالنظر إلى أهمية مضيق باب المندب والبحر الأحمر، يمكن لأنصار الله تعزيز القوات البحرية لإنهاء الأزمة في الاتجاه المطلوب واستخدام قوة ردع مهمة. لكن الأمر المهم للغاية هو عدم استخدام هذه الإجراءات كذريعة للوجود المباشر لقوى عابرة للإقليم في المنطقة.

 

 

قد يعجبك ايضا