تحليل : الرابحون والخاسرون من توقف الحرب بين اليمن وأمريكا

الحقيقة /كتب / سامي الاحمدي

الهدنة بين اليمن وأمريكا ليست فقط إجراءً عسكرياً بل انعكاس لتحوّلات استراتيجية عميقة في ميزان القوى بالمنطقة. أنصار الله خرجوا منها قوة ندّية لأقوى دولة في العالم في وقت يقودها رئيس هو الأكثر عدوانياً في تاريخها ، بينما تراجعت مكانة من كانوا يعتبرون اللاعبين الكبار مثل مصر والسعودية، مما ينذر بتغييرات أكثر جذرية في الإقليم خلال الشهور القادمة. هذا التغيرات لها رابحون وخاسرون:
أولاً: الرابحون:
1.الشعب اليمني
أبرز الرابحين من هذه الهدنة؛ فسيتوقف استهداف المدنيين والبنى التحتية، وهذا الشعب ضرب اعظم مثال على الصمود والجلد وتحمل عبئ الحرب فلم يخرج منتصر فقط ؛ بل نال اعلى درجات العزة والكرامة يشهد بها القاصي والداني
2.ابطال القوات المسلحة ؛
برزوا كقوة إقليمية متماسكة، تمكنت من تحدي القوة العسكرية الأولى في العالم – الولايات المتحدة – لمدة تقارب 60 يوماً، دون تراجع عن أهدافهم، وأبرزها استهداف الكيان ومصالحه. الهدنة اعتراف رسمي صريح باللاعب الإقليمي الجديد.
3.دول البحر الأحمر (مصر، ارتيريا جيبوتي،)
الهدنة تعني تراجعاً محتملاً في التوترات الإقليمية، وتقليل احتمالات تعطل التجارة البحرية أو استهداف موانئ حيوية. كل تهدئة عسكرية تصبّ في مصلحتها الاقتصادية والاستراتيجية.
ثانياً: الخاسرون:
1.الولايات المتحدة الأمريكية
رغم قوتها الجوية والتكنولوجية، اضطرت واشنطن للدخول في هدنة دون أن تحقق أهدافها بإسكات اليمنيين أو ردعهم. هذه انتكاسة استراتيجية، و فشل في حماية الكيان واهانة لهيبة أمريكا دوليا!
2.دول التحالف خاصة السعودية والإمارات:
صعود انصار الله وتحوّلهم إلى قوة إقليمية – تهزم أمريكا – مؤشراً على فشل استراتيجي طويل الأمد لتحالف بذل موارد ضخمة لهزيمتهم منذ 2015. القلق الآن ليس من سيطرة انصار الله على اليمن، بل السيطرة على ممرات الملاحة و تحديد السياسات الإقليمية.
3.المرتزقة اليمنية
أضعف طرف في هذه المعادلة. الهدنة عُقدت دون اخبارهم، مما يكرّس فكرة أن العالم مستعد لسحب الاعتراف منهم وبشرعيتهم ،
.
4.الكيان
يواجه الكيان اليوم خسارة الحليف الأهم في ساحة البحر الأحمر بعد تراجع واشنطن و استمرار تهديدات اليمنيين– دون ردع – في مواجهة مفتوحة سيمارس فيها اليمنيين سياسة النفس الطويل مما سينعكس على مواقف الكيان في تعامله مع الدول العربية!!

قد يعجبك ايضا