المؤامرة الإسرائيلية وأدوات الخيانة في اليمن.. مخطط فوضى بعد الفشل العسكري

الحقيقة ـ جميل الحاج

بعد ما يقارب عقدًا كاملًا من العدوان على اليمن، وفشل القوى المعادية في تحقيق أهدافها عسكريًا، لجأ العدو الإسرائيلي، وبالتنسيق مع حلفائه في واشنطن والرياض وأبوظبي، إلى تفعيل أدواته الداخلية في اليمن، وعلى رأسها ما يُعرف بـ”العفافيش”، وهي القوى العميلة التي ظلت تعمل في الظل لصالح أجندات خارجية  في محاولة جديدة لإرباك المشهد اليمني من الداخل عن مساند الشعب الفلسطيني في غزة.

خلفية المؤامرة

يرى محللون أن توقيت هذا المخطط ليس عشوائيًا، بل يأتي متزامنًا مع تصاعد الدعم اليمني العسكري والبحري للشعب الفلسطيني في غزة، من خلال استهداف مواقع حساسة للعدو الإسرائيلي في المدن الفلسطينية المحتلة، والعمليات البحرية التي تستهدف السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن.

وتكبد العمليات العسكرية اليمنية ضد العدو الإسرائيلي العدو  الإسرائيلي خسائر اقتصادية كبيرة، مما جعل  العدو عاجزًا عن مواجهة اليمن في الميدان، فاتجه إلى محاولة تحييد صنعاء عبر إثارة أزمات داخلية تستنزف قدراتها وتركّز اهتمامه بعيدًا عن فلسطين.

من المواجهة العسكرية إلى الحرب الناعمة

شهدت السنوات الماضية صمودًا استثنائيًا للقوات اليمنية في مواجهة آلة الحرب المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا وسعوديًا وإماراتيًا. هذا الصمود، المدعوم بإرادة شعبية واسعة، جعل الأعداء يعيدون حساباتهم وينتقلون من الحرب العسكرية المباشرة إلى الحرب الناعمة، التي تستهدف ضرب الجبهة الداخلية وتشويه الوعي العام، عبر الحملات الإعلامية التشويهية واثارة الفوضى والنزاعات المناطقية والطائفية، بهدف تفكيك وحدة الصف الداخلي واستنزاف القوات اليمنية واشغال اهتمامات الشعب بعيدًا عن فلسطين.

أهداف المؤامرة الجديدة

وفق مصادر سياسية وأمنية في صنعاء، فإن المخطط الإسرائيلي – عبر أدواته المحلية – يهدف إلى:

إرباك القيادة العسكرية والسياسية في صنعاء، بما يضعف قدرتها على مواصلة العمليات المساندة للشعب الفلسطيني في غزة، وإشغال الرأي العام بقضايا فرعية مثل “مرتبات الموظفين”، مع تصوير القيادة الوطنية على أنها السبب، في محاولة لتحويل السخط الشعبي نحو الداخل، بالأضافة إلى إبعاد التهمة عن دول العدوان التي تسببت في الحصار الشامل، وتدمير البنية التحتية، وقطع الإيرادات اليمنية، منذ بدء العدوان قبل نحو عشر سنوات.. كما تستهدف النسيج الاجتماعي وإثارة النزاعات المناطقية والطائفية، بهدف تفكيك وحدة الصف الداخلي.

آليات الدعاية والحرب النفسية

وفقًا لمصادر مطلعة، تعتمد أدوات الخيانة “العفافيش” على شبكة متكاملة من الوسائل والأساليب:

ـ المنصات الرقمية الممولة من الخارج.. عبر إنشاء صفحات وحسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي تدّعي الانتماء لتيارات محلية، بينما تديرها غرف عمليات خارج اليمن.. وكذلك استخدام الإعلانات الممولة للوصول إلى أكبر عدد من الجمهور المستهدف داخل المناطق الخاضعة لصنعاء.

ـ حملات الشائعات المنظمة ببث أخبار كاذبة حول قرارات القيادة في صنعاء أو حول الوضع الاقتصادي، وفبركة وثائق وصور مزعومة بهدف ضرب المصداقية.. واستغلال أحداث يومية وتحويلها إلى مادة لتأليب الرأي العام.

ـ الإعلام الخارجي الناطق بالعربية بتسخير قنوات فضائية وصحف ممولة سعوديًا أو إماراتيًا لتكرار الرسائل المعادية لسلطة صنعاء واستضافة محللين وشخصيات يمنية مرتبطة بالخارج لتمرير رسائل سياسية مضللة.

ـ اختراق الخطاب الاجتماعي وتحريك قضايا معيشية حقيقية، مثل انقطاع المرتبات أو الخدمات، وتحميل المسؤولية لصنعاء وحدها، واستخدام خطاب عاطفي لإثارة الغضب الشعبي وتوجيهه نحو الداخل بدل الخارج.

بالإضافة إلى تجنيد عناصر داخلية في مؤسسات ومرافق حساسة، لتسريب معلومات أو تنفيذ أعمال تخريبية.

وعي الشعب كفيل بإفشال المؤامرة

المؤامرة الإسرائيلية عبر أدواتها الداخلية ليست سوى فصل جديد من الحرب على اليمن، لكنه فصل أخطر لأنه يستهدف الوعي والانسجام الداخلي. ومثلما فشل الأعداء في الميدان العسكري، فإن يقظة الشعب اليمني ووعيه كفيلة بإفشال هذه المخططات، والحفاظ على مسار الدعم الثابت لفلسطين، حتى يتحقق النصر الكامل على كل جبهات المواجهة.. وذلك بتكثيف الحملات التوعوية لكشف الأكاذيب والشائعات، وملاحقة شبكات التضليل الرقمي وفضح ارتباطاتها الخارجية، وتعزيز الوحدة الوطنية وإفشال محاولات شق الصف، بالإضافة إلى توظيف الإعلام الوطني بشكل أكثر فاعلية في كشف المؤامرات.

مراحل المؤامرة الإسرائيلية وأدوات الخيانة في اليمن
        المرحلة

الوصف

الوسائل المستخدمة

 

الهدف النهائي

 

 

1

 

التخطيط الاستخباراتي

 

وضع خطة بعد فشل المواجهة العسكرية ضد اليمن

غرف عمليات إسرائيلية دعم أمريكي  خبراء حرب ناعمة  

إيجاد بدائل غير عسكرية لتعطيل عمليات اليمن المساندة لغزة

 

 

 

2

التجنيد  والاختراق       

 

التواصل مع شخصيات يمنية معروفة بعدائها لصنعاء (العفافيش)

 

 

تمويل خارجي وعود سياسية

دعم إعلامي  

 

صناعة شبكات محلية تخدم الأجندة

 

 

 

3

 

الإعداد الإعلامي

تجهيز منصات وحسابات وهمية على السوشيال ميديا   حملات ممولة قنوات فضائية صفحات وهمية خلق بيئة رقمية خصبة للشائعات
 

 

 

4

 

 

التنفيذ

 

نشر الشائعات والأخبار المضللة عن سلطة صنعاء        استغلال قضايا المرتبات والخدمات  وإثارة النعرات وتحريف الحقائق  

تشويه صورة القيادة وإرباك الجبهة الداخلية

 

 

 

5

التأثير النفسي  

دفع الشارع لليأس وفقدان الثقة

 

خطاب عاطفي وتضخيم السلبيات  وربطها بقيادة صنعاء

 

إضعاف الحاضنة الشعبية للعمليات ضد (إسرائيل)

 

 

6

النتيجة المستهدفة اشغال صنعاء بأزمات داخلية بدل دعم غزة فوضى داخلية  وضعف الجبهة الميدانية  

إنقاذ الكيان الصهيوني من الضغط العسكري اليمني

 

صورة  التقرير تعبيرية من الأرشيف

قد يعجبك ايضا