تنكيل الاحتلال : شبكة قدس الفلسطينية: مايو شهر الهجمات اليمنية المؤلمة للعدو
كشفت تقارير إعلامية أن شهر مايو الجاري شكّل محطة تصعيد غير مسبوق في العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية التابعة لصنعاء ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث بلغ عدد الهجمات 22 عملية متنوعة استهدفت مواقع حيوية وعسكرية داخل الأراضي المحتلة، جعلت من الشهر الجاري “الأكثر سخونة وتنكيلاً” وفق ما وصفته وسائل إعلام تابعة لصنعاء.
ووفق تقرير نشرته شبكة قدس الإخبارية بعنوان. “آيار: شهر الضربات اليمنية المؤلمة للاحتلال”، فإن العمليات اليمنية شملت استهداف مطار اللد (بن غوريون)، ومناطق حيفا ويافا، إلى جانب قاعدة “رمات ديفيد” الجوية ومنشآت حيوية في عسقلان. وأشارت قناة “المسيرة” إلى أن هذه الضربات تسببت بحالة شلل جزئي في حركة الطيران والسياحة، وأدخلت ملايين المستوطنين إلى الملاجئ.
حظر جوي وبحري يمني على الاحتلال
وكانت صنعاء قد أعلنت في 4 مايو فرض حظر جوي على المطارات الإسرائيلية، بعد ساعات من سقوط صاروخ باليستي قرب مطار بن غوريون، ما أجبر عدة شركات طيران دولية على تعليق رحلاتها من وإلى كيان الاحتلال.
وفي 19 مايو، فرضت القوات اليمنية حظرًا بحريًا على ميناء حيفا، تزامنًا مع استهدافات دقيقة طالت البنية التحتية للمنشآت الحيوية داخل العمق الفلسطيني المحتل، في وقت تعاني فيه إسرائيل من تراجع اقتصادي حاد وارتباك في السياحة والملاحة الجوية والبحرية، نتيجة تنامي الضربات اليمنية.
وكانت آخر العمليات المعلنة يوم الثلاثاء الماضي، حيث تم تنفيذ ضربة مزدوجة استهدفت مجددًا مطار اللد وهدفًا حساسًا في يافا المحتلة، في تأكيد على قدرة صنعاء على تكرار الاستهدافات الدقيقة رغم الحصار والقصف الأمريكي البريطاني الذي بدأ من يناير ٢٠٢٤ حتى ٧ مايو الجاري ٢٠٢٥، والذي بهزيمة مدوية للولايات المتحدة الأمريكية وانسحابها المذل من الحرب تاركة الكيان الإسرائيلي يواجه بمفرده الجبهة اليمنية.
الاحتلال يرد بقصف مطار صنعاء
وفي محاولة لإظهار الرد، أعلن الاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء شنّ غارات جوية على مطار صنعاء الدولي، حيث أكد مدير المطار، خالد الشايف، أن الغارات دمرت “آخر طائرة مدنية” كانت تابعة للخطوط الجوية اليمنية من تلك التي تعمل من مطار صنعاء. وأقر وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بالهجوم لكنه لم يقدّم تفاصيل إضافية، في مؤشر على محدودية الرد وتأثيره الرمزي فقط.
رسالة صنعاء: لن نتوقف حتى رفع الحصار عن غزة
وتعليقًا على هذا التصعيد، أكد رئيس وكالة سبأ، نصر الدين عامر، أن “ضرب طائرة مدنية يمنية لن يوقف الصواريخ إلى تل أبيب”، مشددًا على أن اليمن لن توقف عملياتها ما لم يُرفع الحصار عن قطاع غزة ويتم وقف الإبادة الجماعية.
صنعاء تُثبت نفسها لاعبًا إقليميًا مغيرًا للمعادلات
ومنذ انخراطها المباشر في معركة “طوفان الأقصى”، فرضت صنعاء نفسها طرفًا فاعلًا إقليميًا في مواجهة المشروع الصهيوني والأمريكي في المنطقة، مستخدمة قدراتها الصاروخية والطائرات المسيّرة لفرض كلفة باهظة على الاحتلال، رغم الحصار الاقتصادي والعسكري المفروض عليها منذ سنوات.
ورغم الهجمات الجوية الأمريكية والبريطانية، ما تزال القوات اليمنية تنفذ عمليات نوعية في عمق فلسطين المحتلة، إضافة إلى استهدافها السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر والعربي، ما جعل مطار بن غوريون وأبرز الموانئ الإسرائيلية في وضع شبه مشلول، وأحدث تحولات استراتيجية في خطوط الملاحة الدولية.