جلب العدالة” أم جلب الخيبة؟ غارات إسرائيلية على صنعاء بعد الفشل الدفاعي

الكيان في صدمة: القبة الحديدية ومقلاع داوود وحيتس فشلوا أمام صاروخ واحد

تحقيق عاجل في تل أبيب: هل يحمل “فلسطين 2” رأسًا انشطاريًا يغيّر قواعد الحرب؟

خاص الحقيقة ـ جميل الحاج

في حدث عسكري لافت، وتطور في العمليات اليمنية المساندة لغزة.. أعلنت القوات المسلحة اليمنية مساء الجمعة عن تنفيذ عملية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي جديد من طراز “فلسطين 2”.

وأكد بيان المتحدث العسكري أن الصاروخ نجح في تجاوز المنظومات الاعتراضية الإسرائيلية كافة، ليصيب هدفه بدقة عالية، في أول استخدام معلن لهذا السلاح المطور محليًا.

العملية لم تمر مرور الكرام داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ فُتحت على إثرها تحقيقات عاجلة لمعرفة سبب الفشل الدفاعي، فيما تداولت وسائل إعلام عبرية مشاهد لتعامل الشرطة مع شظايا صاروخية كبيرة سقطت قرب “تل أبيب”.

تحقيق عاجل في فشل “القبة الحديدية”

صحيفة يديعوت أحرونوت وإذاعة كان العبريتان أكدتا أن جيش الاحتلال فتح تحقيقًا معمقًا بعد أن عجزت منظوماته الدفاعية  بما فيها “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” و”حيتس” ومنظومة “ثاد” الأمريكية  عن اعتراض الصاروخ.

وبحسب التحقيقات الأولية، فإن “فلسطين 2” قد يكون مزودًا برأس حربي انشطاري أو ذخائر عنقودية، وهو ما يفسر انتشار الشظايا في أكثر من موقع.

مصدر عسكري إسرائيلي نقل عنه قوله: “للمرة الأولى نتعامل مع صاروخ يمني من هذا الطراز، وقد مثل تهديدًا مختلفًا عن كل الضربات السابقة.”

صنعاء تكسر المعادلات

خبراء عسكريون رأوا أن العملية تحمل رسائل مزدوجة:

للداخل الإسرائيلي: لا حصانة لتل أبيب ومطاراتها الحيوية أمام التطوير العسكري اليمني.

للخارج: إصرار صنعاء على استمرار إسناد غزة عسكريًا وشعبيًا، بالتوازي مع تعزيز ترسانتها الاستراتيجية.

ويرى المراقبون أن امتلاك اليمن لصاروخ برأس انشطاري يعني دخول المواجهة مرحلة جديدة، حيث تصبح “تل أبيب” ومراكزها الحساسة في مرمى نيران متعددة المسارات.

لم يتوقف المشهد عند الصاروخ الباليستي؛ فقد كشفت تقارير عبرية أن طائرات مسيرة يمنية نجحت في ضرب مواقع عسكرية في صحراء النقب، حيث تنتشر كبرى قواعد الجيش الإسرائيلي.

هذا التطور زاد من قلق القيادة الأمنية، التي وصفت العمليات بأنها “نوعية وغير مسبوقة”، مشيرة إلى أن الهجوم المركب بالصاروخ والمسيّرات كشف هشاشة المنظومة الدفاعية التي لطالما روجت لها تل أبيب على أنها “الأكثر تطورًا في العالم”.

غارات استعراضية للعدو على صنعاء

في رد مباشر، وضمن العمليات الاستعراضية للعدو.. شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية عصر الأحد سلسلة غارات على العاصمة صنعاء ومحيطها.

وطالت الضربات محطة شركة النفط بشارع الستين، ومحطة كهرباء حزيز المركزية جنوبي العاصمة، في محاولة واضحة لمعاقبة البنية التحتية اليمنية.

من جانبها أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن الدفاعات الجوية محلية الصنع نجحت في تحييد معظم الطائرات المهاجمة وإجبارها على مغادرة الأجواء بعد اعتراض تشكيلات قتالية عدة.

وأطلق الاحتلال على عمليته اسم “جلب العدالة”، معلنًا أن 14 طائرات شاركت فيها وألقت 40 قنبلة وصاروخًا.

لم تكن هذه الغارات الأولى بل هي ضمن سلسلة عدوانية متكررة خلال العام كامل، بهدف ايقاف العمليات اليمنية المساندة لغزة، فقد شن الاحتلال في 5 مايو 2025 عملية سماها “مدينة الموانئ”، استهدفت ميناء الحديدة ومصنعًا للإسمنت في مديرية باجل.. واستخدمت في العدوان 30 مقاتلة للعدو الإسرائيلي في 8 موجات ألقت خلالها 48 قنبلة.

وفي 6 مايو 2025، دُمّر مطار صنعاء الدولي بالكامل جراء غارات مكثفة للعدو الإسرائيلي.

وفي 10 يونيو، نفذت العدو الإسرائيلي هجومًا بحريًا على ميناء الحديدة، معتبرة أنه يُستخدم لنقل أسلحة.. كما دعت إلى إخلاء عدة موانئ، وهددت بحصار بحري وجوي، في ظل تصاعد التوترات في العدوان على غزة.

هذا السلوك، بحسب مراقبين، يعكس فشل تل أبيب في تحقيق ردع استراتيجي ضد اليمن، فلجأت إلى ضرب منشآت مدنية وخدمية لإظهار “قوة وهمية” أمام جمهورها الداخلي.

تصدّع صورة الردع الإسرائيلي

صحيفة يديعوت أحرونوت وصفت ما جرى بأنه “إخفاق دفاعي خطير”، بينما اعتبر خبراء عسكريون أن عجز القبة الحديدية ومقلاع داوود وحيتس عن اعتراض “فلسطين 2” يعني أن “تل أبيب” دخلت مرحلة انعدام الثقة بقدرتها على حماية عمقها الحيوي.

ويرى المحللون أن العملية اليمنية ليست مجرد “سقوط صاروخ في منطقة فارغة” كما يحاول الإعلام العبري الترويج، بل هي مؤشر على تحول استراتيجي يجعل العمق الإسرائيلي مكشوفًا، ويقوّض معادلة “الأمن الداخلي” التي يكرر قادة الاحتلال التفاخر بها.

اليمن: لا توقف عن دعم غزة

من جهتها، أكدت صنعاء أن العمليات العسكرية المساندة لغزة لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عنها.

ويقول مصدر عسكري يمني: “ما تحقق بفضل الله ليس سوى بداية، والمرحلة القادمة ستشهد مفاجآت أكبر تجعل الكيان يندم على عدوانه.”

هذا الموقف يعكس ارتباط العدوان على اليمن بالعدوان في غزة، لتصبح معادلة الحرب شاملة، تضع الاحتلال الإسرائيلي أمام استنزاف متعدد الجبهات.

مرحلة جديدة من الصراع

نجاح صاروخ “فلسطين 2” في اختراق الدفاعات، مقرونًا بضربات الطائرات المسيّرة في النقب، يضع الصراع في مرحلة مفصلية.

فاليمن لم يعد مجرد “داعِم سياسي لغزة”، بل تحول إلى طرف فاعل في المواجهة العسكرية مع الكيان الصهيوني.. ويؤكد مراقبون أن (إسرائيل)  تواجه اليوم أخطر تحدٍ استراتيجي منذ حرب 1973، إذ تتعرض جبهتها الداخلية لهزات متلاحقة: من غزة ولبنان وسوريا، وصولًا إلى اليمن.

بصاروخ “فلسطين 2” اليمني، وبتزامن الضربات على المطارات والقواعد العسكرية، تتبدد صورة “(إسرائيل)  الآمنة خلف منظوماتها”.. فالعمق الإسرائيلي أصبح في مرمى النيران، والمعركة لم تعد مقتصرة على جبهة غزة وحدها، بل باتت معركة إقليمية مفتوحة.

قد يعجبك ايضا