حظر صنعاء الجوي يربك ملاحة الكيان | إسرائيل تجترّ ردودها: استعراض متجدّد في الحديدة
في الوقت الذي أربك فيه قرار صنعاء فرض حظر جوي على المطارات الإسرائيلية، حركة الملاحة في الكيان، بعد نجاح الحصار البحري في إغلاق ميناء إيلات على البحر الأحمر، جاء الرد الإسرائيلي على قصف قلب مطار «بن غوريون» في تل أبيب، بغارات إسرائيلية استهدفت ميناء الحديدة على الساحل الغربي لليمن، وهي ضربات سبق أن جُرّبت ولم يكن لها أي أثر يُذكر على القرار اليمني بإسناد قطاع غزة. وقالت مصادر محلية في الحديدة، لـ»الأخبار»، إن طيران العدو الإسرائيلي شن تسع غارات على المدينة، ست منها استهدفت ميناء الحديدة، وثلاث طاولت مطار المدينة، فضلاً عن استهداف مصنع إسمنت «باجل» في مدينة باجل شرق المدينة بغارتين، أدّتا، وفق المصدر، إلى سقوط قتلى وجرحى.
وكان الطيران الأميركي شنّ أكثر من 25 غارة طاولت محافظات صنعاء وصعدة والجوف ومأرب. وقالت مصادر أمنية في صنعاء إن طيران العدوان استهدف حي الأربعين السكني في منطقة سعوان شرق صنعاء، ما أسفر عن إصابة 14 مدنياً، وأدى إلى حريق معمل بلاستيك وأضرار في المحالّ التجارية والمنازل المجاورة. كما استهدفت غارة الطريق العام للمطار في منطقة الروضة شرق العاصمة، وأخرى منطقة الملكة في بني حشيش.
وسُمع دوي غارتين أيضاً على جبل عطان، في حين جدّد الطيران الأميركي استهداف منطقة بني مطر غرب صنعاء بست ضربات جوية، ومنطقة السواد جنوب العاصمة بثلاث. وفي محافظة مأرب، شنّ الطيران الأميركي سلسلة غارات استهدفت مناطق في مديرية رغوان، في وقت جدّد فيه قصفه محافظة الجوف بعشر ضربات، ثلاث منها طاولت منطقة صحراوية في مديرية خب والشعف وسبع مدينة حزم الجوف، مركز المحافظة. كذلك، عاود الطيران الأميركي استهداف مدينة صعدة ومحيطها بعدة غارات.
يُتوقع أن تصعّد صنعاء هجماتها على مطارات الاحتلال بهدف إيقاف الملاحة الجوية إليها
وكان المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أعلن في بيان، مساء أول أمس، أن تلك القوات ستعمل على فرض حظر جوي على العدو الإسرائيلي من خلال تكرار استهداف المطارات، وعلى رأسها مطار «بن غوريون»، مهيباً بكل شركات الطيران العالمية أخْذ ما ورد في بيانه في الاعتبار، وإلغاء رحلاتها إلى المطارات الإسرائيلية حفاظاً على سلامة طائراتها وعملائها.
وفي هذا الإطار، أبلغ «مركز تنسيق العمليات الإنسانية» في صنعاء، «منظمة الطيران المدني الدولي» و»الاتحاد الدولي للنقل الجوي»، بأن مطارات العدو الإسرائيلي معرّضة للاستهداف، مشيراً، في بيان، إلى أن هذا الإجراء يأتي في إطار مضاعفة الضغوط على الاحتلال لوقف جرائم الإبادة الجماعية وإنهاء التجويع والحصار في غزة.
وكان صدى القرار اليمني ضد حركة الملاحة الجوية الإسرائيلية واضحاً؛ إذ كشف موقع «فلايت رادار» المتخصّص في الطيران عن حالة إرباك شديد لحركة الطيران من الكيان وإليه، بما يشمل تأخير وصول وإقلاع الرحلات. وكانت أكثر من 20 شركة طيران أميركية وأوروبية وآسيوية أعلنت وقف رحلاتها بشكل مؤقت في أعقاب استهداف قوات صنعاء قلب مطار «بن غوريون» بصاروخ فرط صوتي، أول أمس.
ويأتي هذا فيما من المتوقّع أن تصعّد صنعاء هجماتها على مطارات الاحتلال خلال الفترة المقبلة بهدف إيقاف الملاحة الجوية إليها، وذلك في إطار سياسة الضغوط القصوى، والتي تقول مصادر عسكرية في صنعاء، لـ»الأخبار»، إنها لن تتوقف عند إدراج المنافذ الجوية للكيان في بنك أهداف اليمن، بل إن ثمة سلة أهداف كبيرة في حيفا أيضاً.
وتعليقاً على التطورات الأخيرة، اعتبرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، في تقرير، أن الإنجاز اليمني لم يكن في إغلاق مطار «بن غوريون» لساعتين، بل في تدمير أحد رموز «السيادة الإسرائيلية» وعزل الكيان عن العالم الخارجي. وأشارت إلى أن «الحوثيين استطاعوا تعطيل حركة الملاحة البحرية منذ أكثر من عام ونصف عام، ومنعوا السفن التجارية من الوصول إلى ميناء إيلات والموانئ الأخرى، وركّزوا جهودهم على مهاجمة موانئ حيفا وأسدود ورصيف الطاقة في عسقلان»، وأضافت أنه «في إحدى الحالات، كاد الحوثيون ينجحون عندما تحطّمت طائرة بدون طيار على بعد أمتار من الجسر المحيط بمركز الطاقة».
رشيد الحداد الثلاثاء 6 أيار 2025