دعوة حكيم .. وتلبية حكماء ….بقلم/علي احمد جاحز

 

بعد ثمانمائة يوم من العدوان والحصار على اليمن والشعب اليمني ، هاهي منظومة العدوان تتفكك وعقد تحالفاته ينفرط ومكوناته يأكل بعضها بعضا ، وبصيغة اخرى ، بعد ثمانمائة يوم من الصمود والثبات اليمني ، هاهو الشعب اليمني يرتقي درجة في سلم المجد ويرسي قواعد جديدة في طريق تماسكه ووحدته ويجدد شباب جبهته الواحدة ويقوي روابط الوحدة والاخاء بين مكوناته ومشاربه.

اجتماع العاشر من رمضان اثمر وثيقة جديدة تؤسس لبناء واقع مختلف ، ولم لا يثمر ، ومن دعا اليه قائد حكيم ومن لبى الدعوة حشد من الحكماء يمثلون شعبا حكيما ، وادارته اياد حكيمة ، وهذا ما يجعلنا نلمس تجليات الوصف النبوي لشعب اليمن ” الحكمة يمانية ” كما نلمس اجسادنا حقيقة لا خيالا .

ظلت التساؤلات تعصف باذهان الكثيرين حول نجاح دعوة السيد القائد الى عقد الاجتماع الوحدوي لحكماء اليمن منذ انطلاقها في تهنئته الرمضانية ، وكان البعض قد بدأ يشتغل على التحريض لافشاله وتنفير الناس من حوله بدوافع مشبوهة ، غير ان كلمة السيد القائد عشية الاجتماع حسمت كل جدل واجابت على كل التساؤلات وقطعت كل حبال التردد ، ليحتشد حكماء اليمن من كل التيارات والاحزاب والمشارب الوطنية لتجسد حرصها على اليمن فوق اي حرص وتثبت ان مصلحة اليمن لدى الجميع فوق اي مصلحة .

لم يكن يتوقع احد ان يكون التفاعل والتعاطي مع الاجتماع سيكون بذلك المستوى العالي من المسؤولية ، وترجم ذلك الحشد الكبير الذي ملأ قاعة المؤتمرات بالقصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء ، وفوق ذلك لم يكن يتوقع احد ان يخرج الاجتماع بتلك الوثيقة الهامة والمفصلية .التي مثلت طوق نجاة لليمن وحصنا لجبهته الداخلية في حال جرى تنفيذها وترجمتها عمليا .

الوثيقة التي تعد ثمرة الاجتماع ، حسمت الجدل الذي كان دائرا حول تنفيذ النقاط الـ 122 التي كان السيد القائد قد دعا السلطات الى تبنيها وتنفيذها ، وبعد ان كانت تلك النقاط محل خلاف وموضع تنازع ، اصبحت اليوم ضمن وثيقة اجمع عليها الجيمع ولا مناص من اعتبارها استحقاقا ملزما للجميع .

ولعل من اللافت ان السيد القائد في خطابه عشية الاجتماع كان قد تحدث عن امتعاض البعض من المطالبة بتنفيذ الاستحقاقات وقال لهم تعالوا لنناقش الامور سويا ونخرج بحلول بدلا من التصرفات التي وصفها بـ “السوقية ” وهو يقصد المكايدات والمزايدات على حملة عبء المواجهة وجبهات التصدي للغزاة ، ولهذا فان وثيقة اجتماع العاشر من رمضان صارت ملزمة للجميع ولا مجال لوصفها املاءات من طرف على طرف .

حكمة الشعب اليمني وحكمة قائد الثورة وحكمة قيادة السلطة ، من شأنها ان توصل اليمن وشعب اليمن الى بر الامان ، فالمتمعن في وثيقة العاشر من رمضان سيجدها تضمنت خطوات واجراءات عملية فاعلة تعالج كل الاشكالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية وتحل معظم المشاكل التي يتخذ منها العدوان ومرتزقته ثغرة لتثبيط الناس وتركيعهم وابتزازهم ، وعلى راس تلك المشاكل الرواتب والوضع الاقتصادي .

المصفوفة التي تضمنتها الوثيقة بالامكان ان تكون سفينة نجاة لليمن واليمنيين وحصنا منيعا لجبهتهم وتجعلهم بمأمن من الابتزاز الذي تمارسه قوى العدوان والذي وصل الى درجة ان تتبناه الامم المتحدة التي جاءت لتقايض المواطن اليمني بان يسلم جزءا من ارضه مقابل راتبه .

لا ينبغي ان نفوت الفرصة ونضيع المنجز الذي وقع عليه حكماء اليمن ، لان لا بديل لتلك الفرصة الا الغرق في مستنقع النكايات والمناكفات والبيع والشراء للخارج ، وهذا مالن يسكت عليه الشعب اليمني وسيتحرك تحت قيادة الثورة بوجه اي تحرك او ممارسات تعيق تنفيذ وثيقة العاشر من رمضان وتمعن في تفويت فرصة النجاة التي خرجت بها ، واي محاولة من هذا النوع سيتم اعتبارها خدمة للعدوان ، وهي بالفعل لا تفسر الا بانها كذلك .
#جبهة_الوعي

يوميات – صحيفة الثورة – عدد اليوم الاربعاء الموافق 7 يونيو 20177م

قد يعجبك ايضا