دوائر الإستخبارات في الغرب وعلاقتها بالحركات الإرهابية

الحقيقة / يحيى ابو زكريا

من أفظع ما اعترف به مؤسس وكالة الإستخبارات الأمريكية قوله : “في العالم مصطلحان الشر و الخير، نحن ألغينا مصطلح الخير في وكالتنا”… و يقول تيم وارنر في كتابه إرث من الرماد تاريخ وكالة الإستخبارات الأمريكية و هو بالمناسبة من أهل الدار و الوكالة أن الوكالة التي كان يعمل فيها أقامت الدنيا و لم تقعدها بأعقد المتناقضات… و غير بعيد عن ذلك كشف روبن كوك وزير خارجية بريطانيا أن “بن لادن هو نتاج خطأ في حسابات وكالات المخابرات الغربية، تم تسليحه من طرف وكالة الإستخبارات الأمريكية خلال سنوات الثمانينيات من أجل قيادة الجهاد في أفغانسان ضد الاحتلال الروسي… و كشف النائب السابق للمخابرات الهندية مالوف كريسنا دهار بأن القاعدة تم صناعتها من طرف المخابرات الباكستانية بطلب من  وكالة الإستخبارات الأمريكية و”ام 16” البريطانية. في نفس الإطار كشف دفيد شلفلر وهو عميل سابق للمخابرات البريطانية “ام 16” أن اﻷخيرة لجأت إلى رجالات بن لادن من أجل تنفيذ بعض المهام، و في كتابه الشهير  “لعبة الشيطان دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الإسلامي” يكشف روبرت دريفوس أن كتابه هو عبارة عن أبحاث واسعة ومقابلات جرت مع شخصيات من وكالة المخابرات المركزية “سي آي إي” ووزارتي الدفاع والخارجية، حتى يصل مؤلف الكتاب إلى حقيقة مفادها “أن العلاقة السرية التي كانت قائمة بين الحركات الإسلامية والولايات المتحدة كانت كفيلة بحدوث الانفجار الإرهابي الآن في العالم”.
و على صعيد آخر كشف الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية “إدوارد سنودن”، أن وكالة الاستخبارات الأمريكية وبالتعاون مع نظيرتيها البريطانية ومعهد الاستخبارات والمهمات الخاصة “الموساد” مهدت لظهور تنظيم “داعش”.
و حتى مرشح الإنتخابات الرئاسية الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب اتهم صراحة الرئيس باراك أوباما و هيلاري كلينتون بخلق “داعش”.. هذا التواتر في الروايات و الوفرة في التصريحات من الشرق و الغرب ومن مختلف الأجهزة الإستخباراتية العالمية و الإقليمية بشأن وجود علاقة ما بين الإنتليجانسيا الإستخباراتية الغربية و الموساد و حركات الإرهاب في العالم العربي و الإسلامي، يملي علينا فتح ملف هذه العلاقة التي يجب أن نسبر أغوارها، لمعرفة من ساهم في تفجير الأمن القومي العربي و جعل الأمن السياسي و العسكري منكشفا بالكامل و مهد لسقوط الجيوش العربية و إنتاج حروب الداخل المدمرة في خط طنجة – جاكرتا.. و إذا كانت القاعدة الأصولية و الفقهية تقول “ألزمهوم بما ألزموا به أنفسهم”، نشير إلى ما جهرت به هيلاري كلينون و هي تتحدث عن حركات العنف في العالم العربي و الإسلامي : “لقد خلقناهم، أوجدناهم”.

 

قد يعجبك ايضا