د/ عراقي يكتب: اليمن العنيد

الدكتور محسن القزويني*

وحدهُ اليمن لا زال يرفع عاليا برؤوس المسلمين والعرب، فبعد ان خَمدت النيران التي كانت موجهة نحو إسرائيل لا زالت صواريخ اليمن تدك قلاع بني صهيون وتحرق كبرياء إسرائيل وتوقف عجلة الحياة في عاصمتهم تل أبيب، فقد أحدث الصاروخ اليمني دمارا في أحد مرافق مطار بن غوريون نتج عنه حفرة بعمق 25 مترا في ارض المطار، وحفرة بعمق تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أعادت الإسرائيليين إلى مخادعهم مرعوبين.

فقد صمد اليمن أمام القنابل والصواريخ الأمريكية حتى عجزت ان تنال من إرادة الشعب اليمني في مواجهة إسرائيل، اذ خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل يوم ليقول للعالم بأنه سيوقف الحرب ضد اليمن، وبعده مباشرة خرج محمد عبد السلام، كبير المفاوضين اليمنيين، ليقول للإسرائيليين: (بأن الاتفاق لا يشمل إسرائيل بأي شكل من الاشكال). وهذا ما يؤكد الالتزام المبدئي لأنصار الله في دعمهم ومؤازرتهم للشعب الفلسطيني الذي لا زال عُرضة للإبادة الجماعية من قبل إسرائيل التي عادت إلى قتل الأطفال والنساء بالجملة كما كانت قبل الهدنة الماكرة التي لم تكن سوى عملية لكشف عناصر المقاومة.

وكما كانت لا زالت حركة أنصار الله إلى جانب القضية الفلسطينية بعد ان استفردت إسرائيل بأهل غزة في صمت عالمي لم يشهد له التاريخ المعاصر مثيلا، فحتى الكلمات والتصريحات المؤيدة للقضية الفلسطينية توقفت، وتُرك الشعب الفلسطيني في غزة لوحده لتفعل به أدوات الفتك الإسرائيلي ما تشاء من قتلٍ للأطفال والنساء وحرقٍ للمستشفيات والبيوت، فأعاد الموقف اليمني الروح إلى عضد المقاومة الفلسطينية، فقامت بعملية نوعية في محاصرة العدو في مواقعه المحصنة داخل البيوت المهدمة.

وأخيرا اكتشفت الإدارة الأمريكية ان اليمن عصيٌ أمام الضغوطات العسكرية وأمام آية محاولة للغزو وإسقاط السلطات في صنعاء وصعدة، فقد حبى الله اليمن بشعبٍ مقاتل من الطراز الأول لا ينكسر ولا ينكس رأسه لمن يريد اذلاله، وهذا تاريخه شاهد على ذلك. وأيضا حباه الله بتضاييس لا تستطيع آية قوة عسكرية من قهره والسيطرة عليه.

فقد خططوا للقضاء على حركة أنصار الله واحتلال صنعاء وصعدة وإسقاط سلطات الحوثيين فيها خلال مدة وجيزة وذلك بتكرار السيناريو السوري في اليمن. فمن الجو كانت الطائرات الأمريكية تُغير على المواقع العسكرية والمنشآت الحيوية بقصد تضعيف السلطة، وعلى وتيرة واحدة خلال ساعات اليوم كانت الهجمات الأمريكية تواصل ضرب تلك الأهداف المهمة، واما على الأرض فكانت القوات البرية تتأهب للتوجه نحو الحُديدة وصنعاء وصعدة لإسقاط السلطة، لكن إصرار أنصار الله على خوض المعركة ضد إسرائيل أفشل كل تلك المحاولات وجعل من أبناء اليمن معاندين واقفين على أقدامهم مقاومين حتى النفس الأخير آخذين بوصية إمامهم علي بن ابي طالب عليه السلام.

يا حار حمدان من يمت يرني من مؤمنٍ أو منافقٍ قَبلا غير عابئين بالموت شهداء على المنافقين الذين يضعون أيديهم بأيد إسرائيل في السر وفي العلن يظهرون تعاطفهم الكاذب مع الشعب الفلسطيني.
لقد انتصر اليمن في معركته مع إسرائيل ومع كل قوى البغي سواء كان شاهدا أو شهيدا.
* كاتب عراقي

قد يعجبك ايضا