شهادات جديدة حول الفشل الأميركي في اليمن
أكدت وسائل إعلام أميركية بينها “وول ستريت جورنال” أن أميركا تلقّت هزيمة في اليمن، وأنها لا تعلم محتويات ترسانة “الحوثيين”، وهو ما دفع بواشنطن للقبول بالتهدئة.
| بالتزامن مع تأكيد مفتي سلطنة عمان، أحمد الخليلي، أن واشنطن هي من طلبت وساطة بلاده لدى صنعاء لوقف الهجمات المتبادلة، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «القتال مع الحوثيين قدّم تجربة قتالية لا تُقدّر بثمن، على رغم أننا أمطرناهم بذخائر لا تقلّ قيمتها عن 1.5 مليار دولار منذ أواخر 2023»، مشيرة إلى أن «هناك اندهاشاً أميركياً من عزيمة وقدرة الحوثيين على التكيّف وتطوير صواريخهم بشكل لافت».
وأجرت الصحيفة تحليلاً معمّقاً حول تمكّن «أنصار الله» من اختبار أقوى أسطول بحري في العالم، حيث شاركت 30 سفينة أميركية في العمليات القتالية في البحر الأحمر منذ أواخر 2023، أي ما يمثّل نحو 10% من إجمالي أسطول البحرية الأميركية. ووفقاً لها، فإن «الحوثيين نوّعوا أخيراً في أنماط مهاجمة السفن الأميركية بالهجمات الليلية والطائرات المُسيّرة والصواريخ الانزلاقية فوق الأمواج، ما عقّد من تتبّعها، وإن البحرية الأميركية أصيبت بالإرهاق إثر العمليات اليمنية ضدها في البحر الأحمر». وأقرّت الصحيفة بفقدان حاملة الطائرات «هاري ترومان» 3 مقاتلات بـ201 مليون دولار في 5 أشهر فقط في البحر الأحمر بسبب المواجهات مع اليمن، لافتة إلى أن «البنتاغون يصف الحوثيين بالخصم الصعب بعد أشرس المعارك البحرية منذ الحرب العالمية الثانية».
وفي الاتجاه نفسه، ذكر تقرير لموقع «لابور أوتلوك» البريطاني اليساري، أن الولايات المتحدة «اضطرت في النهاية إلى عقد اتفاق مع صنعاء. وعلى الرغم من تكبّد الأخيرة خسائر مادية وبشرية كبيرة، ولكنّ الحملة ضدها لم تحقّق أهدافها». وقال إن «العملية العسكرية الأميركية الأخيرة على اليمن والتي أُطلق عليها اسم الفارس الخشن، على رغم تميّزها بضربات مكثّفة، إلا أنها لم تحقّق النتيجة المرجوّة منها وهي القضاء على حركة أنصار الله، أو على حدّ تعبير ترامب في بداية الحملة، إبادة أنصار الله». وأشار إلى أن الحملة الأميركية انتهت بعد أكثر من 1100 غارة جوية امتدّت على سبعة أسابيع ونصف أسبوع، وفاقت كلفتها مليارَي دولار.
الإعلام الغربي يقرّ بهزيمة أميركا في اليمن
ولفت معدّو التقرير إلى تغيير السياسة الأميركية إزاء «الحوثيين»، معتبرين أن توقيع أميركا اتفاقاً مع جماعة كانت قد أُدرجت أخيراً على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، «يعكس تراجعاً عن سياسة التصعيد وفشل العقوبات والضغوط». كما سخروا من ادّعاء ترامب «الانتصار» على القوات اليمنية، واصفين هذا الادّعاء بأنه تغطية سياسية لهزيمة ميدانية واضحة تعرّضت لها واشنطن.
وأشار التقرير إلى أنه «في المحصّلة تبيّن أن صنعاء حقّقت تقدماً في قدراتها العسكرية، ونجحت في فرض معادلة ردع بعد أن تبيّن أنها استطاعت تهديد أسلحة أميركية متطوّرة بصواريخ أقل تكلفة». وختم بالتأكيد أنه «في نهاية المطاف اتّجه ترامب إلى اتفاق أقل ما يعنيه أنه يعكس تراجعاً أميركياً تحت ضغط الواقع العسكري والمعنوي في البحر الأحمر والذي فرضه اليمن».
وفي الإطار عينه، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية لموقع «ذا وور زون» المتخصّص في الشؤون العسكرية، إن «الولايات المتحدة لا تزال في حيرة بشأن طبيعة وحجم الترسانة العسكرية التي تمتلكها قوات صنعاء في اليمن»، مشيراً إلى أن «واشنطن تفتقر إلى فهم واضح لعدد الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون أو كيفية تطويرها». وأكّد التقرير أن «الحوثيين أظهروا قدرة عالية على الابتكار في تطوير ترسانتهم العسكرية، ما يجعلهم لاعباً صعباً في المشهد العسكري الإقليمي».
وأضاف أن «الضربات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على أهداف في اليمن لم تنجح في وقف قدرة الحوثيين على إنتاج الأسلحة واستخدامها، ما يثير تساؤلات حول فعالية هذه العمليات في الحدّ من تهديداتهم». وأشار إلى «وجود جدل داخل الأوساط العسكرية الأميركية حول محتويات ترسانة الحوثيين»، معترفاً بأن هناك «الكثير مما لا نعرفه حالياً عن قدراتهم العسكرية».
رشيد الحداد الجمعة 6 حزيران 2025