شهادة صينية :اليمنيون آخر الرجال الحقيقيين في الشرق الأوسط القادرين على فرض معادلات جديدة وإرباك حسابات القوى العظمى

صدمة في الأوساط العسكرية الإسرائيلية التي لم تتوقع أن تمتلك قوة محاصرة في أفقر دول العالم تقنيات بهذا المستوى.

قالت منصة 163.com الصينية إن القوات المسلحة اليمنية أثبتت خلال السنوات الأخيرة أنها تمثل النموذج الأصدق لرجال الشرق الأوسط الحقيقيين، بعد أن نقلت المعركة مع العدو الإسرائيلي والأمريكي إلى مستويات لم يتجرأ عليها أحد في المنطقة منذ عقود.

وقالت الصحيفة بأنه وفي صباح الخامس من أغسطس/آب أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع تنفيذ هجوم صاروخي جديد بصاروخ “فلسطين-2” فائق السرعة على مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، ليكون الهجوم الثالث من نوعه خلال ثمانية أيام فقط، وهو تصعيد اعتبرته الصحيفة مؤشراً على دخول الصراع مرحلة استراتيجية جديدة في المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الضربات لم تأتِ من فراغ، فأنصار الله الذين حملوا لواء نصرة فلسطين منذ اندلاع جولة المواجهة الأخيرة في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعّدوا عملياتهم البحرية والجوية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن، ووسعوا مدى استهدافاتهم لتشمل عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأغرقوا سفينتي شحن كبيرتين كانتا في طريقهما إلى الموانئ الإسرائيلية خلال أربعٍ وعشرين ساعة فقط، في رسالة مباشرة بأن يدهم الطويلة باتت قادرة على تعطيل الشريان البحري والاقتصادي للعدو.

ورأت الصحيفة أن صلابة أنصار الله فاجأت الولايات المتحدة وإسرائيل على حد سواء، خاصة في وقت هرعت فيه بعض الأنظمة في المنطقة إلى توقيع تفاهمات تهدئة مع تل أبيب، بينما بقي اليمن في حالة مواجهة مفتوحة، متحملاً الحصار والحرب، وماضياً في تطوير قدراته رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، بل وناقلًا المعركة إلى قلب الكيان الإسرائيلي.

وأوضحت الصحيفة أن الطبيعة الجغرافية للمناطق التي يسيطر عليها أنصار الله، بمرتفعاتها التي يزيد ارتفاعها عن ألفي متر وتعقيد تضاريسها، جعلت أي عمل عسكري أمريكي أو إسرائيلي محفوفاً بالفشل والخسائر، إذ إن استهداف القرى والمنازل الطينية لا يؤدي إلى إضعاف البنية القتالية، بل يمكن إعادة البناء بسرعة، فيما تبقى مراكز القوة محمية في الجبال والكهوف، لتواصل إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من مواقع يصعب كشفها أو تدميرها.

وأضافت الصحيفة أن ما يثير قلق العدو أكثر هو امتلاك أنصار الله لترسانة تكنولوجية متطورة رغم الحصار، تشمل طائرات مسيرة بعيدة المدى وصواريخ مضادة للسفن، وأجهزة تشويش متقدمة على أنظمة الملاحة، وصولاً إلى أنظمة دفاع جوي وصواريخ استراتيجية أسرع من الصوت. ولفتت إلى أن “فلسطين-2” الذي استخدم في ضرب مطار تل أبيب يمتاز بمدى يصل إلى 2150 كيلومتراً وسرعة تبلغ 16 ماخ، مع قدرة عالية على المناورة واختراق أنظمة الدفاع المتطورة مثل القبة الحديدية، ما يجعله سلاح ردع نوعي يغير قواعد الاشتباك في المنطقة.

وكشفت الصحيفة أن دراسة فنية إسرائيلية مكونة من 87 صفحة أجريت على حطام أحد هذه الصواريخ أظهرت استخدام سبائك نادرة عالية النقاء من “رينيوم-نيكل” لا تنتج إلا في الصين وروسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى رقائق إلكترونية متقدمة تتجاوز القدرات الصناعية للدول الصغيرة والمتوسطة، وهو ما شكل صدمة للأوساط العسكرية الإسرائيلية التي لم تتوقع أن تمتلك قوة محاصرة في أفقر دول العالم تقنيات بهذا المستوى.

وأكدت بايجيا هاو أن ما يميز أنصار الله عن سائر القوى الإقليمية هو الجمع بين الإرادة الصلبة والقدرة على تطوير أدوات المواجهة، مع الحفاظ على هدف استراتيجي واضح يتمثل في مواجهة المشروع الأمريكي-الإسرائيلي في المنطقة، وأن هذا الموقف المبدئي، المقرون بإنجازات ميدانية ملموسة، جعلهم في نظر الكثيرين “آخر الرجال الحقيقيين في الشرق الأوسط”، القادرين على فرض معادلات جديدة وإرباك حسابات القوى العظمى في البر والبحر والجو.

قد يعجبك ايضا