صنعاء توسّع دائرة النار: لا هدف مستثنىً في تل أبيب

وجهت قوات صنعاء، امس، تحذيراً إلى السفارات والقنصليات العاملة في تل أبيب، مطالبة إياها بالابتعاد عن الأهداف العسكرية لها، حفاظاً على سلامة طواقمها.

| كشف أكثر من مصدر عسكري في صنعاء عن توجّه جديد لدى قواتها المسلحة، يقتضي تصعيد الهجمات الصاروخية على الكيان الإسرائيلي في أكثر من اتجاه. وقالت المصادر، لـ«الأخبار»، إنّ «الهجمات القادمة ستكون نوعية و تدميرية وذات نطاق أوسع، ملمّحة إلى أنّ هناك صواريخ وطائرات مسيّرة سيتمّ اختبارها في عمق إسرائيل قريباً».

وعلى هذه الخلفيّة، دعت حكومة صنعاء «كافة الدول التي لديها سفارات أو مقارّ دبلوماسية في تل أبيب إلى إلزام حكومة العدو بإبعادها عن تلك الأهداف إلى مسافات آمنة. وفي حال عدم التزام حكومة الكيان بهذه الإجراءات الأمنية حفاظاً على سلامة الطواقم الدبلوماسية، فعلى الدول المذكورة إغلاق المقرّات الدبلوماسية». كما دعتها إلى التواصل مع وزارة الخارجية في صنعاء، للتأكّد من عدم وجود أهداف عسكرية قريبة منها. وعدّ مراقبون التحذير الجديد الذي جاء على لسان رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، مهدي المشاط، رسالة واضحة بأنّ صنعاء عازمة على ضرب أهداف عسكرية وأمنية حسّاسة في تل أبيب.

وكان كشف السفير الأميركي في إسرائيل، مايك هاكابي، عن تصاعد المخاطر الناتجة من الهجمات اليمنية. وقال لقناة «فوكس نيوز»: «نضطر للدخول إلى الملاجئ كل يوم أو يومين بسبب صفارات الإنذار التي تُطلق نتيجة الصواريخ القادمة من اليمن»، مشيراً إلى أنّ «المدّة المتاحة للوصول الى الملاجئ 90 ثانية فقط، سواء كنا في مبنى السفارة أو في مقرّ إقامتي». وكشف أنّه «في إحدى الليالي، كنت في اجتماع مع مدير الموساد داخل المقرّ الرئيسي للجهاز، وعندما انطلقت صفارات الإنذار دخلوا مباشرة إلى الملجأ»، مؤكّداً أنه «لا أحد في مأمن من الهجمات القادمة من اليمن، فهي تحدث بشكل شبه يومي».

ومن جهته، أكّد الخبير العسكري المقرّب من وزارة الدفاع في صنعاء، العميد مجيب شمسان، لـ«الأخبار»، أنّ «صنعاء عازمة على توسيع دائرة الضغط على العدو الإسرائيلي، وأنّها تنتقل اليوم من مرحلة إلى أخرى بشكل مدروس». وأشار إلى أنّ «تحذير صنعاء للسفارات والقنصليات يضاعف الضغط على الكيان الإسرائيلي ويعزله دبلوماسياً، خاصة أنّ تأمينها في هذا الظرف أصبح مستحيلاً، فضلاً عن أنّ حكومة بنيامين نتنياهو تتعمّد تعريض الطواقم الدبلوماسية للخطر عبر عدم إخلاء الأهداف العسكرية والأمنية الموجودة بالقرب من السفارات»، مضيفاً أنّ «قوات صنعاء تملك القدرة على الوصول إلى الأهداف، وتكرّر ذلك عبر تواصل العمليات ضد مطار اللد (بن غوريون)».

السفير الأميركي: لا أحد في مأمن من الهجمات القادمة من اليمن

ولفت إلى أنّ «العملية التي نُفّذت مساء الثلاثاء في عمق الكيان الإسرائيلي، كانت لافتة ومفاجئة للعدو ووصفها الأخير بأنها غير مألوفة، وفشلت منظومات حيتس وثاد في اعتراض الصاروخ الذي استخدم فيها»، موضحاً أنّ «كل التهديدات والتحذيرات اليمنية السابقة الموجّهة ضد إسرائيل تستند إلى رصيد من العمليات التي نُفّذت على أرض الواقع». وأضاف شمسان أنّ «صواريخ جديدة تسمّى فلق وطوفان تحمل رؤوساً متشظّية سيكون لها أثر بالغ على أمن السفارات الأجنبية في تل أبيب».

في هذا الوقت، جدّدت قوات صنعاء التي أعلنت تنفيذها عمليّتين ضد مطار «بن غوريون» في تل أبيب، مساء أول أمس، باستخدام صاروخين باليستيّين أحدهما فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» والآخر من نوع «ذو الفقار»، تحذيرها كافة شركات الطيران العالمية من استمرار رحلاتها إلى المطار. وكذلك، حذّرت «كافة الشركات والجهات المختلفة من الاستمرار في التعامل مع ميناء حيفا الذي أصبح ضمن بنك الأهداف».

ووفقاً للإعلام العبري، فإنّ الهجوم اليمني الأخير على مطار «بن غوريون» ضاعف أزمة السفر. وأكّدت صحيفة «غلوبس» تمديد عدد من شركات الطيران الأجنبية منخفضة التكلفة تعليق رحلاتها إلى إسرائيل». وقالت إنّ «غياب الشركات منخفضة التكلفة يؤدّي إلى ارتفاع أسعار التذاكر وإلغاء العديد من الوجهات المتاحة أمام المسافرين الإسرائيليّين». وفي هذا الاتّجاه، علّقت شركة «إيزي جيت» منخفضة التكلفة، التي كانت هي الوحيدة المستمرّة في تسيير رحلات مباشرة بين تل أبيب وبازل وجنيف، تلك الرحلات، فضلاً عن تمديد شركة «رايان إير» تعليق رحلاتها، علماً أنها تُعدّ الوحيدة التي توفّر رحلات مباشرة إلى بولونيا وتورينو ونابولي في إيطاليا.

وفي الإطار نفسه، قلّل الإعلام العبري من جدوى الهجمات التي نفذّتها بحرية العدو ضد ميناء الحديدة، ليل الإثنين – الثلاثاء، وقال موقع «ذا ماكر» إنّ الهجوم «لن يغيّر ميزان القوى بين إسرائيل والحوثيّين».

رشيد الحداد الخميس 12 حزيران 2025

قد يعجبك ايضا