طلع البدر علينا.. من المدينة إلى اليمن احتفاءً بالمولد النبوي الشريف

ـ حين يتجدد النور.. اليمنيون يحيون ذكرى المولد النبوي بإرث حضاري وإيماني

ـ اليمنيون أول من ناصر الرسول.. وذكرى المولد تجدد العهد

ـ المولد النبوي.. مناسبة إيمانية وحضارية متجذرة في وجدان اليمنيين

خاص الحقيقة ـ جميل الحاج

مع حلول شهر ربيع الأول من كل عام، يستعد اليمنيون لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بفعاليات دينية وثقافية واجتماعية واسعة، تعكس مكانة المناسبة في وجدانهم وهويتهم التاريخية والدينية. وتحت شعار “لبيك يا رسول الله”، تتزين المدن اليمنية بالأضواء الخضراء واللافتات والشعارات، وتقام الفعاليات المتنوعة في المساجد والمدارس والجامعات والأندية والمؤسسات الحكومية والخاصة.

إرث تاريخي وروح إيمانية

احتفال اليمنيون وسائر الشعوب الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي، الذي كان له تأثيره العظيم في مسيرة حياة البشرية لأكثر من أربعة عشر قرنا وسيظل مشرقا على الكون إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

ويرتبط الشعب اليمني بالمولد النبوي الشريف ارتباطاً وثيقاً، فهو أول من ناصر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وآمن بدعوته دون قتال. ويكفي اليمنيين فخراً أن الأنصار الذين ينتمي إليهم جزء كبير من الشعب كانوا أول من استقبل النبي الكريم بأبيات خالدة: “طلع البدر علينا من ثنيات الوداع…”. كما يعتبر اليمنيون أن تسمية السنة الهجرية بالهجرة المباركة لرسول الله هي جزء من هذا الإرث العريق.

ورغم محاولات الوهابية في العقود الماضية تقليص إحياء هذه المناسبة، إلا أن ذكرى المولد النبوي عادت اليوم بقوة أكبر بعد ثورة 21 سبتمبر، حيث تحوّل الاحتفال إلى حدث استثنائي يجمع ملايين اليمنيين على كلمة سواء.

وتبدأ الفعاليات منذ منتصف شهر صفر وتستمر حتى نهاية ربيع الأول، وتختلف الطقوس من محافظة إلى أخرى، لكنها تجتمع في جوهرها على التعظيم والفرح بقدوم النور الإلهي.

 

مظاهر التحضير والاحتفال

يتحضر اليمنيون منذ وقت مبكر وبشغف كبير لاستقبال اعظم مناسبة في تاريخ البشرية، وأغلى حدث في المعمورة .. وهي ذكرى المولد النبوي الشريف مولد المصطفى، النبي المجتبى محمد صلى عليه وعلى آله وسلم، وذلك بالآتي:

التزيين العام: تتزين الشوارع والأحياء والحدائق والمساجد بالأنوار الخضراء، وتُرفع اللافتات واللوحات المضيئة، مع أعمال نظافة وصيانة للأرصفة وزفلتة للشوارع الرئيسية.

الأنشطة الثقافية والدينية: تتنوع بين المواعظ والمحاضرات، والندوات والمسابقات الدينية والرياضية، إضافة إلى المهرجانات والمسرحيات والأمسيات الإنشادية.

المبادرات الخيرية: يتم إطلاق مبادرات إنسانية وخيرية، أبرزها إرسال القوافل الغذائية والمالية إلى الجبهات، وتقديم مساعدات طبية وصحية تشمل أدوية وسيارات إسعاف، إلى جانب مبادرات اجتماعية مثل إطلاق سراح سجناء معسرين، وتقديم تخفيضات في المستشفيات على الفحوصات والعمليات.

اليمنيون.. لوحات إيمانية وجغرافيا خضراء

وبزخم كبير تتواصل التحضيرات والترتيبات الرسمية والمجتمعية لاستقبال ذكرى مولد رسول الأمة والإنسانية ونبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله في انتظار الفعالية المركزية الكبرى التي ستحتضنها أمانة العاصمة يوم الثاني عشر من شهر الربيع المحمدي والفعاليات المركزية المماثلة التي ستقام في بقية المحافظات.

ومن صنعاء إلى صعدة، ومن إب إلى الحديدة، ومن تعز إلى ذمار، يرسم اليمنيون لوحة جغرافية موحدة عنوانها الحب لرسول الله. ورغم اختلاف الطقوس بين المحافظات والمديريات، إلا أن الجميع يلتقون على بهجة واحدة وروح واحدة، تؤكد أن المولد النبوي في اليمن ليس مجرد مناسبة دينية، بل حدث حضاري وثقافي واجتماعي يجدد العهد مع الرسول الأعظم ويعكس التلاحم الشعبي والإيماني.

قد يعجبك ايضا