عمليّةُ إعصار اليمن الثالثة.. جرعةٌ ملتهبةٌ من بركان يماني مرتقب

يواصِلُ الإعصارُ اليماني العصفَ بالمنشأة الحيوية والاقتصادية والعسكرية التابعة لدويلة الإمارات، الأمرُ الذي شكَّلَ ذعراً لدى ممالك الخليج وأسيادهم من الأمريكان، وجعلها تتخبَّطُ بغاراتها الهستيرية، مستهِدفةً المدنيين والأبرياء.

ويُعتبَرُ وصولُ الصواريخ البالستية وطائراتنا المسيَّرة للعمق الإماراتي نقلةً نوعيةً تثبت تطور دائرة التصنيع العسكري لدى القوات المسلحة، وهو ما يؤكّـده الخبراء والمحلّلون العسكريون الذين يرَون أن عمليّة “إعصار اليمن الثالثة” أتت كرسالة تحذيرية لدويلة الإمارات؛ كي تكُــفَّ تصعيدها العسكري والجوي، وكي تنسحبَ كُليًّا من مختلف الأراضي اليمنية، وإلَّا فالقواتُ الصاروخية والطائرات المسيَّرة كفيلةٌ بتأديبها وإخراجِها مرغمةً من اليمن، مشيرين إلى أن هذه العمليّةَ تبرهنُ على مدى تطوُّر القدرات الصاروخية والطائرات المسيَّرة لدى القوات المسلحة، إذ أنها فضحت المنظومات الدفاعية التي تتغنى بها دول الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيلَ كمنظومة الباتريوت ومنظومة القُبَّة الحديدية.

عمليّة بطولية زعزعت العمق الإماراتي

وفي هذا الشأن يرى المحلل العسكري زين العابدين عُثمان، أن عمليّة “إعصار اليمن الثالثة” تأتي في ظل استمرار العدوّ الإماراتي في تصعيد العمليّات العسكرية وارتكاب الجرائم بحق الشعب اليمني.

ويشير عثمان إلى أن القواتِ المسلحة أرادت من خلال العمليّة الهجومية الثالثة على الإمارات أن توصل رسالة مفادها أن اليمن يمتلكُ مخزوناً استراتيجياً من الأسلحة النوعية من الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة، وأن بإمْكَان تلك الأسلحة الوصولَ إلى أي مكان سواء في دبي، أَو أبو ظبي.

ويقول عثمان: هذه العمليّة البطولية التي زعزعت العمق الإماراتي أتت في توقيت حساس تزامن مع موجه التصعيد التي لم تلتزم الإمارات بإيقافه، ومع الزيارة التي قام بها رئيسُ كيان العدوّ الإسرائيلي هرتسوغ إلى أبوظبي كأول زيارة رسمية بين كيان العدوّ ودويلة الإمارات، معتقداً أن عمليّة “إعصار اليمن الثالثة” حملت الكثيرَ من الرسائل والأبعاد المهمة والتي يمكن اختصارها في أنها ثبتت -وبفضل الله تعالى- قدرة القوات المسلحة اليمنية في التعامل مع كُـلّ المتغيرات العسكرية، ونقل المعركة بكل تداعياتها إلى داخل أعماق إمارة دبي، وأبوظبي عبر جسر ناري من عشرات الطائرات دون طيار والصواريخ البالستية الدقيقة.

ويلفت عثمان إلى أن العمليّة الهجومية أثبتت للمرة الثالثة فشل البنية الدفاعية الأمريكية التي تحتمي بها الإمارات، وهي شبكة الدفاع الصاروخي باتريوت باك 2و3 التي تم تحديثها وتطويرها في الفترات الأخيرة، وَأَيْـضاً منظومات الجيل الخامس THAAD التي تتواجد حَـاليًّا في القواعد الأمريكية في أراضي الإمارات منها قاعدة “الظفرة”.

ويوضح عثمان أن الصواريخ والمسيَّرات قطعت مسافة أكثر من 1400 كم دون أن تلاحظ من شبكة الرادارات، وضربت أهدافها بدقة وفاعلية، وأن العمليّة أتت أثناء زيارة رئيس كيان العدوّ الإسرائيلي للإمارات؛ وذلك لترسيخ التعاون المشترك بين “تل أبيب” وَ”أبوظبي”، بالتالي فقد شكلت ضربة مزدوجة للعدو الإماراتي والإسرائيلي بالضربة الأولى، مؤكّـداً أن الإمارات تحت الاستهداف وباتت منطقة عسكرية مفتوحة وغير آمنة.

ويختتم عثمان حديثه بالقول: إن العدوَّ الإسرائيلي يقعُ في منطقة تصلُ إليها النيرانُ اليمنيةُ وكلّ تحَرّكاته تجاه اليمن مرصودة، مبينًا أن الأعمالَ العدائية التي ينفِّذُها مع الإمارات، خُصُوصاً العمليّات الجوية قد تجعلُ عُمقَ الكيان معرضاً للقصف اليمني في أية لحظة.

دروس للمعتدين

من جانبه، يستهل المحلل العسكري عقيل معيض حديثه بقراءة الآية القرآنية (فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ، كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ).

ويقول معيض في حديثه لصحيفة “المسيرة”: إن دويلة الإمارات تحترق بعمليّة (إعصار اليمن الثالثة) والذي تم استهدافها بعدد من صواريخ ذي الفقار البالستية، وكذلك بعدد من الطائرات المسيَّرة نوع صمَّـاد 3، مؤكّـداً أن الأحداث والمتغيرات تؤكّـد للأعداء أن سبعة أعوام من الحرب العبثية في اليمن جعلت اليمن قوة استراتيجية عظمى قادرة على الدفاع عن نفسها، بل وإلزام المعتدين على إيقاف عدوانهم وذلك من خلال استهدافهم في عُقرِ دارهم.

ويبين أن عظمة عمليّة إعصار اليمن الثالثة تكمن في أنها تزامنت مع قدوم رئيس الكيان الصهيوني الغاصب إلى دويلة الإمارات، وكأن إعصار اليمن يقول لهم: “أنتم تستقبلون الرئيس الصهيوني بطريقة التطبيع والتذلل المخزي والفاضح ونحن اليمنيون نستقبله بطريقتنا الخَاصَّة والمشرفة والتي ترضي الله سبحانه وتعالى”، معتقداً أن القوة الصاروخية جعلت صواريخ ذو الفقار تتشظى حمماً يمانية ملتهبة داخل العمق الإماراتي، وذلك للتعبير عن الرفض القاطع عن التطبيع مع الصهاينة.

ويبين معيض أن “عمليّة إعصار اليمن الثالثة” شكّلت رُعباً كَبيراً على الكيان الصهيوني، وهو ما أكّـده في قنواته الإعلامية، حَيثُ صرح بصريح العبارة أن “استهداف الحوثيين لدولة الإمارات لم يكن عبثياً، بل إن لديهم تفاصيل دقيقة عن وصول زيارة الرئيس الصهيوني وتحَرّكاته داخل دولة الإمارات”.

وَيلفت إلى أن دويلة الإمارات لن تسلم من الضربات الصاروخية والطائرات المسيَّرة، إلا في حالة وقف التصعيد العسكري والهجمات الجوية، بل والانسحاب من كافة الأراضي اليمنية.

ويؤكّـد معيض أَن عمليّة “إعصار اليمن الثالث” كسرت كُـلّ الحواجز وحطمت كُـلّ الرهانات التي لا تزال تراهن عليها دويلة الإمارات، وأثبتت أن التحذيرات والتهديدات التي تطلقها القيادة اليمنية تباعاً هي تهديدات قول وفعل، وأن المثير للدهشة أن بيان العمليّة تضمن تحذيراً جديدًا أشد حدة من السابق للمرحلة المقبلة.

ويشير إلى أن عمليّات إعصار اليمن عصفت بمنشآت حيوية اقتصادية وعسكرية في دويلة الإمارات العبرية، وهز كيانها، وأثار الرعب في أوصالها، مواصلاً بالقول: “يصيح العالم ويعوي من الضربات الصاروخية والمسيَرة اليمانية التي استهدفت العمقين السعوديّ والإماراتي، ولا يحرك ساكناً تجاه ما يحدث في اليمن”.

ويختتم حديثه بالقول: “مخطئٌ من يظن أن الشعب اليمني الصامد لا يملك القدرة والقوة النفسية والمعنوية والعسكرية للرد على المعتدين، وفي عمليّة إعصار اليمن بنُسَخِها الثلاث دروسٌ وعِبَرٌ كثيرةٌ لكل الطواغيت المشاركين في العدوان على اليمن وفي مقدمتهم أمريكا والكيان الصهيوني”.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا