غزة.. قلب فلسطين الذي كشف نفاق المجتمع الدولي : اليمن.. استثناء مشرّف
منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، تغيّر كل شيء.. في غزة، وفي فلسطين، وحتى في العالم!
كانت عملية “طوفان الأقصى” التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية نقطة تحوّل حاسمة، أعادت تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، وكشفت الظلم، وأظهرت نفاق الحكومات الغربية، كما فضحت زيف بعض الدول العربية التي تدّعي دعم فلسطين.
غزة، المحاصرة منذ أكثر من 17 عامًا، قالت للعالم رغم كل شيء: “نحن هنا، نقاوم، ولن نستسلم”. ورغم العدوان الوحشي الإسرائيلي، أكدت غزة أن القضية الفلسطينية هي أولًا وقبل كل شيء قضية تحرر من الاحتلال.
أصبحت غزة رمزًا للمقاومة، وأيقظت ضمائر الملايين حول العالم، من نيويورك إلى لندن، ومن كيب تاون إلى إسطنبول، خرجت مظاهرات ضخمة دعمًا لفلسطين ورفضًا للحرب
حرب شاملة بدعم غربي كامل
بدأت “إسرائيل” فورًا حربًا مدمرة ضد غزة: قصف مكثف، تدمير أحياء كاملة، استهداف المستشفيات، حصار الغذاء والماء، آلاف الشهداء، مئات الآلاف من الجرحى والنازحين.
لم تكن حربًا عادية، بل محاولة إبادة شعب بأكمله. وكل هذا جرى بدعم كامل من الولايات المتحدة، عسكريًا وسياسيًا ولوجيستيًا، كما أيدت دول أوروبية عديدة العدوانَ أو التزمت الصمت. وحتى محاولات وقف الحرب في مجلس الأمن تم تعطيلها.
غزة حرّكت ضمير العالم
رغم هذه الوحشية لم تسكت غزة، بل أصبحت رمزًا للمقاومة، وأيقظت ضمائر الملايين حول العالم، من نيويورك إلى لندن، ومن كيب تاون إلى إسطنبول، خرجت مظاهرات ضخمة دعمًا لفلسطين ورفضًا للحرب.
غزة، من خلال مشاهد الدمار والمعاناة، فضحت كذب الحكومات الغربية التي تتحدث عن الحرية وحقوق الإنسان، بينما تدعم الحرب ضد الأطفال والمدنيين.
مقاومة تتجدد
نعم، تم تدمير البنية التحتية في غزة بشكل شبه كامل، واستشهد العديد من القادة والمقاومين، لكن روح المقاومة لم تُكسر؛ فالمقاومة وجدت طرقًا جديدة للعمل مختلفة عن السابق، ولا تزال صامدة.
المقاتل الفلسطيني أظهر شجاعة استثنائية؛ يقاتل وسط الركام، دون سلاح، دون دعم، في ظروف قاسية جدًا.. القادة يستشهدون، لكن سرعان ما يأتي من يخلفهم! فالمقاومة مرنة، ومنظمة، ولا تتوقف.
غزة ليست فقط رمزًا للمقاومة، بل بداية مرحلة جديدة في تاريخ القضية الفلسطينية.. أظهرت الحقيقة للعالم، كشفت ضعف المؤسسات الدولية، وجددت روح المقاومة على أساس الحق والقوة لا التوسل
تخاذل الأنظمة العربية
وفي الوقت نفسه، سكتت بعض الأنظمة العربية، ومنعت التظاهرات، بل وشاركت في دعم “إسرائيل” بشكل غير مباشر! أصبحت علاقاتهم مع الاحتلال أهم من القضية الفلسطينية! استقبلوا السياسيين الإسرائيليين، وتعاونوا معهم، وتجاهلوا غزة!
اليمن.. استثناء مشرّف
وسط هذا الظلام، برز اليمن كموقف مشرّف! رغم كونه من أفقر الدول العربية، ويعاني من حرب طويلة، وقف مع فلسطين بكرامة.. القوات اليمنية استهدفت سفنًا إسرائيلية، وأربكت الملاحة، وأثرت على تحركات الاحتلال. هذا الموقف أظهر أن الكرامة لا تأتي من المال، بل من الإرادة والشرف.
من تحت الأنقاض تولد الكرامة، من الألم تولد القوة، غزة لم تطلب شيئًا من العالم.. فقط أن ينظر إلى الحقيقة
غزة بداية مرحلة جديدة
اليوم، غزة ليست فقط رمزًا للمقاومة، بل بداية مرحلة جديدة في تاريخ القضية الفلسطينية.. أظهرت الحقيقة للعالم، كشفت ضعف المؤسسات الدولية، وجددت روح المقاومة على أساس الحق والقوة لا التوسل.
غزة اليوم في قلوب الناس حول العالم.. في المدارس، في الجامعات، في الإعلام والفن، أصبحت صوت ضمير الإنسانية.
من تحت الأنقاض تولد الكرامة، من الألم تولد القوة، غزة لم تطلب شيئًا من العالم.. فقط أن ينظر إلى الحقيقة.
واليوم، هذه الحقيقة تُسمع في كل مكان: الفلسطيني، حتى في أقسى الظروف، قادر على تغيير مجرى التاريخ! والمقاوم الفلسطيني رافعَ الرأس يقول للعالم: “لن تهزمونا، لأننا في صفّ الحقيقة”!
الجزيرة نت : عمر فارس