فزت ورب الكعبة….بقلم/ صوتي حر

 

فزت ورب الكعبة :
تلك العبارة أو الصرخة التي أطلقها أمام الإنسانية في لحظة اختراق السيف لجمجمته تختزل كل مشوار حياة الإمام عليه السلام.
فزت ؟ ؟
بماذا فزت يا علي ؟ ؟
بالجنة والحور العين ؟ ؟
الجنة يحصل عليها من هو أدنى منك علم وعمل وجهاد فهي للمتقين فبماذا فاز أمام المتقين ؟ ؟
أغلب البشر عبر الأزمان كانوا ينظرون للكمال الإنساني الذي وصل إليه الأنبياء كسقف لا يمكن الوصول إليه، فالأنبياء يوحى إليهم وهم على إتصال مباشر مع السماء أن دعو أجيبوا وان يئسوا أو ضاقوا أو تحرك في صدورهم سؤال يبحثون له عن إجابة سيجدون الإجابة من علام الغيوب تصلهم عبر رسول من الملائكة المكرمين. .
للأنبياء مكانة خاصة ورعاية مباشرة من الله توجيهآ ونصره وتبيان لذى كانت الإنسانية ترى أن الوصول إلي الكمال الإنساني وان يصبح الإنسان كما أراد الله في أعلى تجليات الكمال الإنساني هو ضرب من المستحيل وحصري على الأنبياء. ..
كان الأمام علي هو المعجزة الإلهية ومرحلة ذروة إكتمال المشروع الإلهي، فالبشرية مرت باطوار من النمو والتقدم مشابهه لاطوار نمو وتقدم الإنسان كفرد يبداء كطفل بعقل طفل وإمكانيات طفل وجهل طفل ثم يكبر عبر الوقت ليكتسب المهارات والمعرفة حتى يصبح مراهق وتصقله التجارب والسنيين والإطلاع ليصبح أنسان عاقل يملك من المعرفة والتجارب كا يساعده على خوض مشوار حياته بشكل صحيح وبأقل قدر من الأخطاء. .

لذى كانت البشرية تحتاج للرعاية والإرشاد الإلهي عبر الأنبياء في مراحل طفولتها وكانت رسالة الأنبياء بسيطه واوليه في مراحل الطفولة وهي دعوة الناس للأيمان بوجد آله وأحد لا شريك له، ومع مراحل تطور البشرية عبر الأزمان كبرت مدارك البشرية وبالتالي ازدادت رسالة الأنبياء عمق فأصبحت الرسالة هي الدعوة لعبادة الله وليش فقط الإيمان به وهكذا تطورت البشرية وتطورت الرسائل السماوية عبر الانبياء حتى وصلت لإنزال الكتب وتقرير الشرائع، حتى وصلت البشرية إلي المرحلة التي طورت فيها خبرات تراكميه فطورت اللغه والمفاهيم وأصبحت حقيقة الإله الواحد شبه راسخه ووجوب طاعته وان بشكل مشوه كاتخاذ أصنام أو وسطاء للتقرب من هذا الإله،
في مرحلة النضوج البشري أصبحت البشرية مؤهله لإستقبال كتاب الله الخاتم الدستور الدائم للبشرية الذي يحوي كل شئ يحتاج البشر من التعريف بالله وصفاته ولماذا خلق الخلق وحكمته في خلقه إلي الدروس والعبر والأمثال وشرح طبيعة النفس البشرية وميولها إلي تفاصيل طقوس العبادة والغاية منها. …ألخ من المعارف التي يحتاجها الإنسان ولا يحتاج لغيرها في مشوار حياته وفترة خلافته وبالتالي لا يعود بحاجه لانبياء أو رسل وإنما يحتاج للعمل بموجب الإيمان والمعرفة التي وفرها القرآن للوصول إلي حالة الكمال الإنساني أي الإنسان كما يريده الله في أبهى صورة وتجلياته وايمانه وسلوكه وصبره وحكمة تصرفه ليكون الإنسان عبارة عن تجلي للصفات الإلهية في أرقى صورها، فأيمان يرادفه عمل وجهاد واستعانة بالعبادات للوصول إلي التقوى ومنها الوصول إلي الغاية وهي الفوز بالرضوان من الله ..

لقد كان الإمام علي ذروة المشروع الإلهي وأول خلق الله الذين وصلوا للكمال الإنساني بدون وحي أو توجيه فقط بالإيمان والعمل والجهاد والتمسك بهدى الله وكتابه ومغالبة المصاعب والتحديات والصبر وتزكية النفس والترقي والجهاد . .

لقد فاز أمير المؤمنيين بالرضوان الإلهي وأصبح هو القمه التي يجب أن يسعى جميع خلق الله للوصول إليها ..

إن كان آدم هو بداية المشروع الإلهي
فإن الأمام علي هو ذروة المشروع
الإنسان الكامل الذي عرف الله كمعرفة الملائكة دون أن تكشف عنه الحجب
فلقد قال أمير المؤمنيين
لوكشف عني الغطاء ما ازددت يقين
أنها أعلى تجليات اليقين فوق اليقين وعين اليقين انه حق اليقين …
#امام_المتقين

قد يعجبك ايضا