في رحاب محاضرات السيد القائد الرمضانية “أهمية الوعي القرآني في قضية الصراع مع أهل الكتاب”.

 

ضمن سلسلة دروسه الرمضانية، يواصل السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله، في محاضرته التاسعة والعشرون الحديث عن أهمية الوعي في قضية الصراع مع أهل الكتاب، مؤكداً أن الآيات القرآنية تكشف وتوضح حجم خطورتهم على هذه الأمة، وكذلك الأحداث والواقع الذي نعيشه اليوم في صراعنا معهم، ولكن المرض يجعل البعض من الناس يغمضون أعينهم عن آيات القرآن، وعما يحدث، وأن ما يجري وما يرتكبونه من جرائم بحق هذه الأمة كفيل بأن يستفز أبناءها لمواجهة هؤلاء الأعداء الذين يستهدفون الجميع بلا استثناء.

 

تحذير إلهي

ولفت السيد القائد إلى أن هناك الكثير من الشواهد والأحداث والمتغيرات التي تزيد الإنسان بصيرة، وتزيده إيماناً وثقة بالله تعالى في قضية الصراع مع أهل الكتاب قال الله تعالى  {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من أهل الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين}، خطاب قرآني للمؤمنين يتناول جانب الطاعة، وجانب التطويع الذي يسعى إليه أهل الكتاب، وهو بمثابة تحذير إلهي للمؤمنين أن عليهم أن تكون طاعتهم لله مطلقة، وأن لا ينحرفوا ويطيعون أهل الكتاب لأن المسألة خطيرة ورائها كفر وارتداد.

وبيِّن السيد القائد أنه لا يمكن أن يتجه الإنسان المسلم إلى تولي أهل الكتاب، ثم يبقى في حالة سليمة من إيمانه وإسلامه، لأن الله قد حذر، وفصًّل الموضوع بشكل نهائي، {من يتولهم منكم فإنه منهم}، يصبح حكمه حكمهم، ومواقفه مواقفهم، ويصبح مفصولاً عن الأمة الاسلامية، ويصبح شأنه شأن أولئك عدواً لله، وعدواً للإسلام والمسلمين، وهذا ملاحظ اليوم بما يتعلق مع العملاء الخونة المطبعين.

 

مواقف العملاء

وأشار السيد القائد إلى مواقف أولئك العملاء الخونة الذين صارت مواقفهم تصب في مصلحة أهل الكتاب، قائلا: “إنهم يتحركون بقوة لخدمة أهل الكتاب في شتى المجالات، يعارضون، ويقفون في وجه من يتخذ مواقف ضد أهل الكتاب،بل وصل بهم الحال إلى بذل الأموال، وتقديم التضحيات في سبيل خدمة اليهود، يعارضون من يعارضهم، ويعادون من يعاديهم، وهذا يعني أنهم صاروا في حالة طاعة تامه لهم، وحالة تولي لهم وارتدوا عن دينهم، وهؤلاء لايمكن أن يكونوا مؤمنين إطلاقا، بل هم من العدو نفسه، هم من الأمريكيين والاسرائيليين أعداء لله، وأعداء للأمة، وهم في نفس موقف العدو يطيعونه، أو ليس هم يريدون مسح الجهاد من حركة الأمة، أليسوا بذلك في طاعة للعدو؟ أليسوا في خدمة العدو؟، بلى هم كذلك لقد اتجهوا للتطبيع مع العدو، وهو يقتل في الأمة، ويعتدي على الأمة، أليسوا ممن يعارضون حتى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، ويمكن أن يصل بهم الحال إلى التوجيه بإصدار فتاوى تحرم المقاطعة، أليسوا في موقع الطاعة لهم؟، هؤلاء أرادوا للأمة أن تستسلم  لهم أن تكون خاضعة لهم، أليسوا في موقع الطاعة لهم؟

 

تشخيص قرآني

وأوضح السيد القائد بأن الله سبحانه وتعالى شخص نفسيات وميول وانحراف أولئك الذين انطلقوا للتطبيع، والطاعة والتولي لأهل الكتاب ينطلقون بمسارعة إلى اهل الكتاب لخدمتهم وطاعتهم، واسترضائهم، {في قلوبهم مرض}، وهناك أدلة من واقعنا اليوم على سبيل المثال النظام السعودي الذي يخدم أمريكا إلى مستويات مبالغ فيها، لم يكن يطمح إليها أهل الكتاب بهذه السهولة، ولكن المرض، والزيغ، والتيه، والخذلان الذي وصلوا إليه جعلهم يصلون إلى أحط المستويات في طاعتهم لهم.

 

توجيهات لتحصين الأمة

كما أوضح السيد القائد إلى الأوامر والتوجيهات الموجودة في كتاب الله لتحصين الأمة من الداخل، وأخرى تصل إلى مستوى إلزام كل شخص لتحصين نفسه، وعواقب هذه المواقف مع العدو يؤكد أن الندم هي العاقبة، والخسارة، والوبال عليهم، ومهما اجتهدوا، فالعدو لا يرضى عنهم، لا قيمة لهم في نظره، بل يحتقرهم ويزدريهم، ثم أن من يعطل توجيهات الله، ويسعى لطاعتهم واسترضائهم، وقد يحارب من أجلهم، وفي الأخير لا يبلغ شيئا مما أمل أن يجنيه من هذا الموقف المخزي.

 

بشارة ووعد قادم

وتطرق السيد القائد إلى البشارة الإلهية والوعد قادم لا محالة، يؤكد أنه مهما بلغت قوة ونفوذ أهل الكتاب وخدامهم، وأحذيتهم، فإن الله تعالى سوف يأتي هو بقوم يحبهم ويحبونه، يغيرون الواقع من الأسوأ الى الأفضل لمصلحة المستضعفين، وهذا يدفع المؤمنين إلى تأهيل أنفسهم بالوعي والتقوى والإيمان، ليكونوا هم أولئك الذين يحبهم ويحبونه، ويكون شرف النصر والفتح والتغيير على أيديهم.

 

مواصفات المؤمنين

مواصفات المؤمنين الذين وعد الله بهم في آخر الزمان لتغير الواقع لمصلحة الإسلام والمسلمين ـ يحبهم ويحبونه ـ أذلة على المؤمنين ـ أعزة على الكافرين ـ يجاهدون في سبيل الله ـ ولا يخافون لومة لائم، وهذه المواصفات متى ما توفرت بشكل شامل في أمة معتصمة بالله، فسوف يتحقق التمكين الإلهي لهذه الأمة، وسوف يدمغ الله الباطل بالحق، وينتصر الحق، ويزهق الباطل، ومن أهم المسائل عند الله هي أن يحرص الانسان المؤمن على أن يبقى في واقعه الشخصي والايماني ضمن المواصفات القرآنية.

 

مسك الختام

ختاما فإن من أهم الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من هذه المحاضرة العظيمة، والتي يجب على الإنسان أن يهتم بها، هو أن يحرص كل الحرص أن يكون في الاتجاه الصحيح، والمواقف التي يجب أن تكون هي السائدة والتي يريدها الله، هي المسارعة والطاعة، والاستجابة لله ورسوله، ولما أنزله الله في القرآن الكريم، وهذا هو الذي يحصن الأمة، ويجعلها قوية وكريمة، وعزيزة، ومستقلة.

كذلك فإن محاضرة السيد القائد يحفظه الله تمثل تنمية توعوية قرآنية بقضايا مصيرية، ومهمة وخطيرة، تتعلق بالصراع الشامل مع أهل الكتاب ليس فقط في يوم القدس فحسب، بل يجب أن تكون ثقافة عامة مترسخة باستمرار يبنى عليها مواقف وتخلق في داخل الأمة بصيرة عالية بواقعها، وبأهداف ومخططات أعدائها، وفرز وغربلة قرآنية في قضية الطاعة والتولي، من منطلق قول الله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، {وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.

قد يعجبك ايضا