قراءات في خطاب قائد الثورة اليمنية حول آخر المستجدات في فلسطين المحتلة – 20 ديسمبر 2032م:صوت الأمل والتغيير في عالم النضال الإنساني – رسائل عابرة للحدود.. رسم معادلةَ الحاضر والمستقبل

 

قراءات في خطاب قائد الثورة اليمنية حول آخر المستجدات في فلسطين المحتلة – 20 ديسمبر 2032م

:صوت الأمل والتغيير في عالم النضال الإنساني – رسائل عابرة للحدود.. رسم معادلةَ الحاضر والمستقبل

 

القائد الحوثي :صوت الأمل والتغيير في عالم النضال الإنساني

هاشم أحمد شرف الدين

في عالم النضال الإنساني، حيث يسود الظلم وتكثر الشدائد، هناك فئةٌ نادرةٌ من القادة الذين يمتلكون القدرة على التأثير في الناس وإشعال نيران التغيير في قلوبهم ،فهم يبثون ـ من خلال كلماتهم وأفعالهم ـ الحياة في أمةٍ تتوق إلى الحرية وكسر القيود التي تم تكبيلها بها من قبل أعدائها.

دعونا نتحدّث هنا عن أحد هؤلاء القادة العظماء، عن القائد اليمني السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي. هذا القائد المميّز الذي ألقى خطاباً جريئاً اليوم، عرضتْه ـ على الهواء مباشرةً ـ أهم قنوات التلفزيون العربية والإسلامية، وصار محور اهتمام وسائل الإعلام الدولية منذ انتهائه، وتشتعل وسائل التواصل الاجتماعي بترديد صدى كلماته المؤثرة الصادقة الشجاعة. فببلاغته ووضوحه مسّ وتراً حساساً عميقاً في قلوب أبناء الأمة عامة، وأبناء الشعبين اليمني والفلسطيني خاصة، فقد لبّتْ كلماته تطلعاتهم الجماعية وغذّتْ صمود روحهم المعنوية، وأصبحت صرخته الشهيرة ـ التي ردّدها خلال الخطاب ـ تحشيداً كاملاً لتمكينهم من الوقوف بقوةٍ ضد القمع الإسرائيلي والتسلّط الأمريكي.

لقد مضى هذا القائد في رحلةٍ شاقةٍ نحو الحرية، قادتْه اليوم إلى نيل شرف قيادة الدفاع عن فلسطين وإلهام أحرار الأمة. فمن البدايات المحدودة والاستضعاف إلى موقع التمكين والقوة تغلّب على عقباتٍ لا حصر لها، وشقّ طريقاً لشعبه نحو الحرية بثباتٍ وصبرٍ فوق الاحتمال.

لقد شهد الصراعات المؤلمة، وفقدان الأحبة، وعانى الحروب والحصار، ومع ذلك، فقد رفض السماح للخوف بأن يملي عليه أفعاله أو يثبّط معنويته.

لقد فهم عمق الخوف الذي يسود الأمة، فأدرك أنّ الشجاعة ليست غياب الخوف، بل هي امتلاك الجرأة على تجاوزه. لقد فهم قوة الشجاعة والتحرك العملي بمرونةٍ وجديةٍ في مواجهة الشدائد، فغرس ـ من خلال خطاباته وكلماته ـ إحساساً متجدداً بالثبات في قلوب أبناء الشعب اليمني، مذكّراً إياهم دائماً بقوتهم الكامنة في الصمود والتغلب على الخوف. وهو اليوم يفعل الأمر ذاته مع الشعب الفلسطيني بكلماته ودعواته ونداءاته التي يوجهها إليهم.

ومثلما أصبح قائدنا قوةً موحّدةٍ لشعبه ضد مشاريع التفتيت، ها هو اليوم يسعى إلى توحيد الأمة المجزّأة، فيدعو دولها وشعوبها إلى تجاوز الانقسامات وتعزيز الوحدة فيما بينها. إنه ينجح اليوم في سدّ الثغرات وتلحيم الانقسامات وإيجاد جبهةٍ موحّدةٍ في مواجهة أعداء الأمة.

لقد سطع بدراً في أحلك الأوقات التي تمرّ بها الأمة، وأشعل ـ بكلماته وأفعاله وشعاره ـ شرارة الأمل في قلوب أبنائها لا سيما أبناء الشعب الفلسطيني، وعزّز الإيمان بمستقبلٍ تكون فيه العدالة والكرامة والحرية لهم حقائق ملموسةً، بما يحفّز الجميع على المثابرة والمساهمة في النضال الجماعي ضد إسرائيل وأمريكا.

إنه يمنح الأمة القوة التحويلية التي افتقدتْها طوال عقود ، القوة التي تحتاجها لتتحدّى الصعاب في السعي لتحقيق العدالة والتحرير، ولتتجاوز الحدود السياسية والاجتماعية والدينية.

إنه يرسم للأمة خارطة طريق انتصارها من خلال نموذج الصمود الحيوي الذي يقدّمه، المملوء بالثقافة القرآنية والشجاعة والمرونة والوحدة والأمل. يقول لها، دعونا نبدأ كفاحاً جماعياً ونسطّر قصة انتصارنا الكبير التي سيتردد صداها عبر التاريخ.

إنه قائدٌ يناشد أبناء أمته للارتفاع فوق الخوف، ووضْع الخلافات جانباً، والإيمان بإمكانية تحقيق مستقبلٍ أكثر إشراقاً.

إنه قائدٌ يعيد للأمة أملها في امتلاك قيادةٍ قوية. ويعزّز الروح الجماعية من خلال تمجيده للأثر العميق الذي يمكن أن يحدثه الشخص الواحد على مسار التاريخ إذا ما أسهم في رحلة الكفاح نحو الحرية والعدالة والكرامة.

أمّا مهارته الخطابية فلكأنّها قد صقلت إلى حدّ الكمال، فجذب الانتباه وأثار المشاعر في كل جزءٍ من كلمته. إن إيقاع صوته والعاطفة في إلقائه قد أكدّا صدقه وعمق قناعته، فكيف لا يأسر الجماهير في كل مكان.

إنني على ثقةٍ بأن تأثير خطاب قائدنا يمتد إلى ما هو أبعد من لحظة إلقائه. فكما يلهم قائدنا أبناء الأمة اليوم حين يذكّرهم بأهمية الشجاعة في مواجهة الشدائد، وبقيمة القوة التي تكمن في الوحدة، فإنه يلهم أجيالها الصاعدة القادمة، لتؤمن بأنه ـ حتى في أحلك الأوقات ـ يمكن للروح الإنسانية أن ترتقي وتنهض إلى الأعلى وتشقّ طريقاً نحو مستقبلٍ تنشده، تحقّق فيه أعظم تطلعاتها.

فلتدوّن أيها التاريخ في صفحات المجد، أننا عشنا هذا الزمن الذي ظهر فيه هذا القائد الذي ـ ببطولته ومروءته ـ نقش اسمه في قلوب شعبه وأمته بشكلٍ لا يمحى.

والحمد لله ـ سبحانه وتعالى ـ الذي جعلنا من أنصاره وأنصار رسوله محمدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ومن أنصار هذا القائد الشجاع.

فصل الخطاب

بقلم الدكتور الفلسطيني محمد البحيصي

لا تدري أفعل هذا السيد يسبق قوله أم أن قوله يسبق فعله أم هما يسيران معا ؟

لا اتجاوز الحقيقة إن قلت: أن الكلمة التاريخية للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي اليوم تدشن لعصر عربي إسلامي تستعيد فيه الأمة دورها المؤسس على هويتها الإيمانية وتطوي صفحة مثقلة بالهوان والخضوع والتبعية والضعف، وتخط في كتاب التاريخ فصلا مجيدا من فصول الإنسانية…

اليوم برز الايمان كله في مواجهة الكفر كله…

اليوم حضرت بدر والخندق والفتح واليرموك والقادسية وحطين وعين جالوت وطوفان الأقصى وكل ايام الأمة ..

اليوم تجلت العزة الايمانية ..والبصيرة المحمدية واليقين العلوي والسمْتُ الحسني والشجاعة الحسينية الزيدية والاستثنائية والإرادة الحوثية…

اليوم جاءت اليمن بكل ثقلها الحضاري الرسالي وإرثها الجهادي ونصرتها القرآنية لتميط اللثام عن الوجوه القبيحة لأصحاب الإرث الاستكباري الاستعماري وأدواتهم المحلية ولتضع حداً للعجرفة والتطاول على البشرية ولتعيد لإنسان بلادنا حقه المسلوب من الحرية والاستقلال والكرامة..

اليوم كانت غزة و فلسطين في بهاء الكلمة وعين الفعل مع حليف الكتاب والسيف ومصباح الامة القائد السيد اليماني….

الخطاب الثالث للقائد عبدالملك الحوثي في اليوم الـ75 من العدوان الصهيوني على غزة

جلال زيد

جاء الخطاب الثالث لقائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي في اليوم الخامس و السبعين من العدوان الصهيوني على غزة والتي حملت معها تطورات كثيرة وكبيرة خلال هذه الحرب .

وقد ركزت الكلمة على عدة مواضيع مفصلية هي – الدعم والتمويل والغطاء الامريكي للكيان الصهيوني وجرائمه بحق أبناء شعبنا ، والتاريخ الاستعماري الأسود للدول الأوروبية التي تساعد الكيان الصهيوني وتدعمه – الجرائم اللاإنسانية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني أما تفرج العالم ومنظماته التي تدعي الإنسانية – الأسس التي بنى اليمن عليها مواقفه تجاه مايدور في فلسطين. – الهدف الجوهري الذي يسعى اليمن ومحور المقاومة لتحقيقه. – رسائل مهمة لدول المنطقة “المتماهية مع السياسة الامريكية” وتحييدها عن اتخاذ اي مواقف سلبية تجاه اليمن ورسائل أخرى للدول الاوروبية لقد كان خطاب السيد عبدالملك الحوثي واضحاً بما فيه الكفاية ويحمل مدلولات كبيرة إذ على العالم أن يسمع إلى روايتنا التي تنصّ على عدم عسكرة البحر الأحمر بل وأننا كيمنيين لنا الحق الكبير في مياهنا الاقليمية جزء فاعل وضامن للأمن البحري وأن عملياتنا العسكرية لا تستهدف إلا العدو الإسرائيلي المجرم وما يتصل به وهذه العمليات بهدف الضغط عليه لإيقاف عدوانه الغاشم والجائر على ابناء شعبنا في فلسطين العزيزة وهو موقف مسؤول لا بد ان يحظى بمباركة أحرار العالم وتأييده .

ومع فشل الامريكي في تشكيل حلف جديد للدفاع عن الكيان الصهيوني بسبب الظروف العالمية عموما وظروف منطقتنا وعملاء امريكا فيها خصوصاً اضاف قائد الثورة عاملاً خطيراً وتهديداً كبيراً وجه من خلاله الضربة القاضية لتشكيل هذا الحلف الذي ظهر فشله الذريع والسريع قبل ظهوره إلى العلن .

فقد حذر السيد عبدالملك الحوثي كل الدول التي ستنخرط مع امريكا في اي عمل عدائي او استفزازي ضد بلدنا من تبعات هذا العمل المتهور الذي سيلحق الإضرار بدولهم واقتصاداتهم بشكل مباشر وسيحرم شعوبهم من الاستفادة من الملاحة في منطقتنا . وكنت في مقال سابق بعنوان “أمريكا بين أمرين أحلاهما مرّ” قد نوهت إلى أن امريكا حُشرت في زاوية ضيقة ضاقت معها خياراتها والتي تقودها إلى الفشل والهزيمة وقد تلجئ إلى تنفيذ عملية عسكرية محدودة على بلدنا لتحاول ترميم صورتها واعتباراتها السياسية والاستراتيجية إلا أن قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي قطع على الامريكيين حتى مثل هذا العمل الديكوري وحذر الامريكيين من اي خطوة أو ضربة صغيرة كانت او كبيرة على بلدنا لأنها ستقابل بردٍ صارم وقوي قد يفتح أمام العالم سيناريوهات جديدة .

زمام المبادرة اليوم هي بيد محور المقاومة والكرة الان في المعسكر الآخر في تحديد خطواته القادمة والتي سيبنى عليها التحركات المرسومة مسبقا من قبل محور المقاومة والتي صرح بها السيدين حسن نصرالله وعبدالملك الحوثي في خطاباتهما . فإما تقف الحرب الصهيونية على غزة ويُعلن بذلك هزيمة الكيان الصهيوني أو أن تتوسع هذه المعركة بشكل أكبر يفوق قدرات امريكا وحلفائها وتخسر فيها وجودها ومصالحها إلى الأبد

قف! أيّها التاريخ، ودوّن تاريخ الخطاب!

مصطفى عامر

خطابٌ ليس ككل الخطابات، بلاغةٌ تتجاوز حدود اللغات، قريبٌ إلى القلب كأنّه القلب، مندمجٌ مع الروح حتى تحار أيهما الرّوح!

هل أنت روح الخطاب أم أن الخطاب روحك أنت! هل استمعت إليه أم أنك استمعت إليك، لسانه هو أم لسانك أنت، قلبه هو أم قلبك أنت، أم أن السّيّد اليوم كان فقط، كان وحسب، كان ولا أقل:

صوت الأمة، وقلب الأمة، وروح الأمة!

على هذا النحو فلم يكن خطاب السيّد اليوم بالنيابة وإنّما بالإصالة: عنه، وعن أنصار الله، وعن اليمن، وعن العرب! عن كافة المسلمين في هذه الأرض، وعن كل الأحرار في أرجاء الدنيا!

لقد اتحد الكلّ بالكلّ وعبّر الجميع عن الجميع، ولهذا فقد كان صوته اليوم إذ يرتجّ تهتزّ معه قلوب كلّ المستضعفين محبّةً.. قوّةً، وكرامة! وتنهار منه قلوب المستكبرين خوفًا.. ضعفًا، ومهانة!

ليكن بعد هذا الخطاب ما يكن لأننا- ما لم يكن خطابنا على هذا النحو- لم نكن! ولأن الشعوب التي ترضى بالذّل كأنّها لم تكن، وإذا لم نقم بهزّ أركان الدنيا كُرمى لعيون قلوبنا في غزة فليت أنّنا لم نكن، ولأنّ أميركا، لو قلنا صوتنا بالأمس بنفس قوّته وعنفوانه وصدقه اليوم، لم تكن!

كنا، قبل اليوم، نبحث عن صوتنا، نفتش عنه في الأركان وبين الزوايا، نهرب من واقعنا إلى التاريخ المجيد والمحكيّات الغابرة، نحاول انتزاع الصوت منها إلى ما شاء الله فلا نسمع لها صدى، ونصرخ عبر المدى “واعزّاه” فلا يرجع الصّدى، ونرسل وفودنا إلى أعماق التّاريخ فلا ترجع، ونرسل أصواتنا إلى حُكّام الذّل فلا تُسمع!

ننفخ حكامنا لنا فينتفخون علينا، نحصد لهم كل ما في قلوبنا من عنفوان فيجمعون ما حصدناه وينثرونه في الهواء، ثمّ يركعون على أبواب أميركا بقلبٍ مستكينٍ وفرائص مرتعدة! ألا تبّت يدا كلّ حاكمٍ ذليل، وكلّ مُترَفٍ عميل، وكلّ موقفٍ هزيل، وكلّ وجوهٍ بلا ماء، وكلّ حياةٍ بلا كرامة!

لهذا فنحن اليوم نحتفي بصوتنا، سمعناه اليوم وقد كان شجيّا، ينضح بالكرامة والعزّة والشرف- كلّ الشّرف- صادقًا، واضحًا بلا لبسٍ، نديّا.

مرحبًا بصوتنا إذن، بكرامتنا كما ينبغي وشرفنا لا ينقص قيد أنملة، ومرحبًا برسالتنا الواضحة إلى التاريخ: فلتتذكّر، أيّها التّاريخ، هذا اليوم جيّدًا، فلتستمع إلى هذا الخطاب كما ينبغي، ولتقل لكلّ من يمرّون على هذه الصفحة، ذات يوم: لقد مرّ على هذه الصفحة جيلٌ لم يمت، وحينما ذهب إلى الله، لم يذهب ورأسه محنيّة!

عن خطاب القائد

د.أمين الشامي

قرأتُ مقولة لأخينا المُربي، سعيد اليعربي، يذكرُ فيها رد الإمام سيف بن سلطان اليعربي، على تهديد القائد البرتغالي، والذي قال له فيه:( ولتعلم أن خيولنا وأساطيلنا ممتازة برّاً وبحراً وعزائمنا سامية رفيعة ومن ثم فإننا إذا صرعناك فسيكون هذا عملا صالحا، وإذا قتلتَنا، فلن يكون بيننا وبين الجنة إلا لحظة).وقد كانت البرتغال في ذلك الحين كأمريكا اليوم.

فأخذني الرد مأخَذه، وهرعتُ إلى مكتبتي، لأتعرَّفَ وأُعَرف بهذا القائد، الذي يجلهه كثيرٌ من الخاصة، فضلًا عن العامة، وإذا بي أمامَ إمامٍ دوَّخ الشرق والغرب، وفرضَ سلطته على الأمصار والبحار، وأذل جموع المعتدين الكفار، حتى لُقّبَ ب (قيد الأرض)…

ومن عظيم تاريخه، وجليل مواقفه؛ أنه حكَمَ عُمان، وامتد سلطانه إلى العديد من الأوطان، بعددٍ معدود، وعتادٍ محدود، ووقفَ أمامَ الهولنديين في بندر عباس، وأمام الفرس، وأخيرا أمامَ البرتغال في الهند، واستطاع أن يقاومَ وحده، بعدَ أن تخلى عنه العثمانيون، الذين هُزموا أمام البرتغال.

ومِن حكمته وحنكته، أنه عرَف موطن الضعف وعالجه، فصمم على بناء سفن عملاقة، تنافس سفن البرتغال وتواجه قراصة الإنجليز.

وكان يشترطُ أن تحمل السفن الكبرى سبعين مدفعًا، والصغرى عشرين مدفعًا…ومع هذا الأسطول البحري، شكل جيشًا بريا قوامه تسعين ألفًا من الفرسان…

وبدأ معاركه الاسطورية، وطارد البرتغال في الهند واحتل ميناء دامان، وأسَرَ 1400أسير برتغالي، فشعر البرتغال بالهزيمة المدوية، فأبرموا حِلفا كبيرا مع الفرس وهولندا والإنجليز، فأرسل الإمام رسالةً لكل دولة في الحلف، بأنه مستعد لتأديب كل دولة أوروبية تقفُ ضده، فتراجعوا عند تهديده، واندحروا أمام وعيده.

وبعد ذلك حرك الإمام أساطيله نحو أفريقيا، وحرر ميناء ممباسة في كينيا، وهزم هناك المستعمرين البرتغال، ثم اتجه جنوبا، وحرر زنجبار وبيمبا وبته وكيلوا، واستقبله الأهالي استقبال المُنقذ المحرر من المستعمر…ودخلَ الإسلام في تلك البلاد بشكل كبير…

وعاد الإمام نحو الهند ليلاحق فلول البرتغال…

وسيطر على البحار بشكل تام، ومزق تحالفهم شر ممزق، واضطروا بعدها لمكاتبته ومصالحته ومراضاته، لكي تأمن سفنهم وتمر بسلام…وتوفي هذا الجبل-رحمه الله- عام 1131هـ.

هذا التاريخُ العربي لم يغِب ولن يغرُب، ومَن استمع اليوم لكلمةُ سيد القول والفِعل عبد الملك الحوثي، سيُدركُ، أنَّ الأمة ولَّادة، وبأن الحلف سيُمزق بضرباتٍ مسددة، وأن البحر سيعود لأسياده، وأن انتصار غزة مؤكدة، وبأيدينا عدته وعتاده.

المهمة أنجزت

أحيانًا يكون الخبر كبيرًا، والحدثُ جليلًا، لكنك في طياته، وبين سطوره وتفصيلاته، تنفجر ضاحِكًا بلا شعور، ويتملكك شيء من الغرور.

لن أحدثكم عمَّا أضحكني، ولكني سأنقلكم إلى تحليل الخبر بتأني.

فبعدَ أن اشتد الخناق، على إسرائيل وضاق. قامت أمريكا القبيحة، بتشكيل تحالف المتردية والنطيحة.

ومن دول هذا الحلف حتى الآن؛ أمريكا وبريطانيا، وكندا وفرنسا، وإيطاليا وهولندا، والنرويج وإسبانيا، وسيشل التي لا ترُى بالعين، وخاتمتهم نقطة البحرين.

ومع أني لا أستهين بالمُجرمين، ولا أقلل من شأن المتآمرين، ولا استغربُ عداوتهم لفلسطين، وفزعتهم لأهلهم في أورشليم، -كما يسميها كتابهم المقدس القديم- أو كما يسمونها بالعِبرية يروشاليم.

وبينَ تحالفهم وتخاذلنا، وتعاضدهم وتفرقنا؛ أسبلتُ دمعةً حزينة، ونفثتُ آهةً دفينة.

وأعدت النظر في القائمة مرَّاتٌ وكرَّات، وأتساءل أين السعودية والإمارات؟ ولِمَ غابوا عن هذا الحلف بالذات؟ وهم الأقرب بحرًا، والأكثر أثرًا، والأعرَفُ خبرا.

وبعد تأمل عميق، وتفسير دقيق، وجدتُ غروبهم عن الحلف، ظاهره أنيق، وباطنه سحيق…

وستَكشف خفاياه، وأبعاده وخباياه؛ أياديهم المأمورة، وبيادقهم المأجورة.

وعُدتُ إلى رجال اليمن، ووجدت ناطق الوطن، يحذر بكلام فصيح، ومعنى صريح؛ بأن اليمن لن يستهدف الملاحة، ولن يعترض السفن السارحة، إلا ما كانت مشبوهة، وللعدو داعمة.

ومن الجدير بالذكر، ومما يدعو للفخر، ويستجلبُ النصر، أن يمن الإيمان، لم يحاصر باب المندب لنفسه، ولم يفعلها طيلة حصاره وتجويعه، ولكنه فعلها اليوم مع غزة، برغم خطورة العمل، وحساسية الأمر الجلل.

وفي أول رد عملي، على جنون أمريكا الجلي، قامت البحرية اليمنية، باستهداف سفينتين، وهما “سوان اتلانتك” والأخرى سفينة “إم إس سي كلارا”، وثالثةْ في الطريق.

وفي كل لحظة، ومع كل فرصة، يقوم اليمن بواجبه، برغم جراحه ومتاعبه، ويتساءل بحرقة وتطلع وتفانِ، ويردد أبياتًا لأبي مسلم البهلاني:

يا للرجال ألا لله منتصرٌ

فناصر الله لا يعروه خذلانُ

يا للرجال ألم يُدهِش عقولكمُ

صوت الأرامل والأيتام إذ هانوا

ياللرجال دماء المسلمين غدت

هدرًا كما عبثت بالماء صبيانُ

ياللرجال أفيقوا من سباتكم

فقد أحاطَ بكم بغيٌ وعدوانُ.

خطاب الفصل للقائد المفدى.. ورسائله العابرة للحدود..

بقلم / علي القحوم

منذ ان يعلن ترقبوا خطاب السيد القائد يحفظه الله ينتظر العالم ويترقب ويستعد باهتمام للحظات التاريخية والمفصلية التي سيظهر فيها فخر العرب والأمة وما سيقوله ويعلنه من مواقف مشرفة يفتخر بها كل العالم ومن أجل ذلك الحدث الكبير والابرز عالميا والذي به ستتغير كل المعادلات والموازين هنالك تضبط الساعات وتعد الدقائق والثواني بلهفة وشوق وترقب إلى اطلالته البشوشة وخطابة العظيم بعظمة الحدث والموقف والهول في الأحداث وتسارعها وفي ظل الفرز المعلن بين اتجاهين متعاكسين وصراع ارادات ومؤامرات مهولة دولية وتحالفات مفضوحة الأهداف والاتجاهات وفاشلة سلفا واستعراض عضلات وصناعة التحديات وفرض واقع بقوة تعكس الإرادات الاستعمارية وما يواجه القوة إلا القوة والدم إلا الدم وبحرنا الأحمر أحمر وسيزداد حمرة بدماء الغزاة والمحتلين والمستكبرين وفي ذلك ما يهول ويفاجئ وفيه وله من التاريخ والحاضر نصيب وما سمي بذلك إلا لما شهده في الماضي وما سيشهده في الحاضر من إغراق وتنكيل لإمبراطوريات عظماء ومعه وله مساند بحرنا العربي وفهما مرج البحرين يلتقيان وهو عربي لأن اليمن وشعبها أصل العروبة وهم العرب الاقحاح ومهد الإسلام ورافعين الراية والفتوحات منذ صدر الاسلام ولنا الفخر والاعتزاز بإسلامنا وعروبتنا فلا عروبة ولإسلام بدون فلسطين والقدس وأي عروبة كانت اذا لم تكن مع فلسطين وقضايا الأمة وهي مواقف تجسد وليست شعارات فضفاضة وفارغة المحتوى ومن لم يكن كذلك فهو مع الصهاينة في زمن طبع عليه الولاء والتبعية والتطبيع والخنوع والخضوع لأمريكا وإسرائيل لكن المفاجئ في الأمر أن اليمن وقائدها العظيم وفخر الأمة اعاد ضبط البوصلة ورسم الاتجاه وصنع المعادلات والتحولات الاستراتيجية والنصر لفلسطين وغزة وزوال اسرائيل وفي المقابل عرف اليمن منذ حقبة التاريخ مقبرة الغزاة والمحتلين واليمن الكبير بعظمته وعظمة جغرافيته وشعبة وعظمة قائدة حاضرا ليعيد أمجاده وانتصاراته وتأثيره الإقليمي وميزانه في المعادلات الدولية ودورة المحوري والاستراتيجي الذي يؤهله أن يكون دولة إقليمية ذات فعل وتأثير وفارض للوقائع الجديدة وصانع المعادلات والتحولات الاستراتيجية والنصر لفلسطين وغزة العزة والفخر والصمود والانتصار وزوال اسرائيل..

وفي ظل تصاعد المواقف وتكالب الأعداء والغرب واسرائيل على فلسطين كان لسماحة السيد القائد يحفظه الله موقفا تاريخيا في نصرة فلسطين في كل خطاباته لا سيما في هذا الخطاب الاستثنائي والاستراتيجي وذوا الأبعاد والأفاق الكبرى كيف لا وهو ذاك القائد الإنسان والحكيم والشجاع الذي لم ولن يحسب لحسابات السياسة وموازينها المختلفة ومعطياتها المتسارعة وحجمها المهول والمربك وهو ذاك الذي يقف بموقف العظمة التي يتجدد بها التاريخ والحاضر ليكون ما يكون في موقف الثبات والقوة مع قضايا وطنة وأمته وعلى رأسها قضية فلسطين وغزة العزة والتي تمثل البوصلة والمعيار الحقيقي في موازين القوى القطبية والتحالفات الدولية والاقليمية وتحديد المسار والاتجاه فإما فلسطين والقدس كقضية عربية واسلامية أو أمريكا وربيبتها إسرائيل وهنا شتان ما بين من يقف مع فلسطين وغزة ومجاهديها العظماء وشعبها المظلوم ومن يقف مع الشيطان الأكبر وأم الإرهاب أمريكا وهذه هي المفارقات العجيبة والزمن يقيس ويحدد ذلك وبالتالي وبعيدا عن لغة الجسد والاسهاب في السردية لمجرد السرد وترديد مقتطفات وعناصر الخطاب وللفائدة والاختصار فالخطاب استثنائي وأنبني على اسس ثابت لن تتغير بعوامل السياسة والزمنية اللحظية بل بامتدادات ثابته لا تتغير ولا تتأثر بأي مؤثرات محيطة فالقرار يمني خالص  والموقف يمني رسمي وشعبي مطلق وبإجماع وطني غير مسبوق كما أن الخطاب له ثقله في ميزان السياسة والقوة والعنفوان والفخر والاعتزاز ليكون كما كان لموقف لقائد صنع التاريخ الحديث والذي لا مثيل له في المعمورة في قوة الموقف والحجة والقول والفعل المؤثر والاستراتيجي والمشهود وهو بذلك يتصدر المرتبة الأولى في المنطقة سيما والخطاب له بناء متين وفولاذي وعناصره متعددة ورسائله عابرة للحدود فهو خطاب الفصل وليس بالهزل ويسبقه الفعل قبل القول وهنا ما جعل له أصداء محلية ودولية وعالمية وبات حديث الساعة في الفضائيات والوسائل الاعلامية المختلفة بشتى اللغات والتوجهات وصنعت برامج التحليل ومعاني الكلام وابعاد الرسائل الاستراتيجية في طيات الخطاب سيما وهو مليء بالعناوين والمحددات والموجهات والنصائح ورسائل التحذير والثبات في الموقف المعلن والصحيح لنصرة فلسطين والتأكيد على الاستمرار مهما كان والجهوزية لكل الاحتمالات والفرضيات والتوقعات واليد قابضة للزناد ونراقب عن كثب كل التحركات الأمريكية ونحن لها بالمرصاد والبادئ أظلم وعلى الباغي تدور الدوائر والقادم اعظم والأيام القادمة حبلى بالمفاجئات

في المقابل كان التأكيد لسماحة السيد القائد يحفظه الله في الخطاب بأننا مستمرين في عملياتنا الكبرى في ضرب إسرائيل واستهداف سفنها في البحر الأحمر ونحن مع فلسطين وغزة العزة نحن معها والى جانبها ومشاركين في معركتها طوفان الأقصى وسنستمر في ذلك بكل ما اوتينا من قوة ولن ندخر اي جهد او امكانات ولا قدرات عسكرية او خيارات في نصرة فلسطين ولن نتركها اطلاقا فألمهم ألمنا ودمائهم دمائنا وقضيتهم قضيتنا والعدو واحد والقضية واحدة مهما كان ومهما يكن ولن نكترث بالتلويحات والتهديدات الأمريكية والغربية والاسرائيلية ولن تثنينا من الاستمرار في نصرة فلسطين حتى الانتصار بإذن الله وزوال اسرائيل..

وفي اطار التوضيح للموقف اليمني وفي سياق الخطاب ان الملاحة البحرية الدولية والاقليمية آمنة ولا تهديد عليها من اليمن وما يهددها هو الامريكي وعسكرته للبحر الاحمر والتواجد العسكري الامريكي والغربي في باب المندب والبحر الأحمر الذي يهدد المنطقة برمتها..

ومع التسلسل لبنية الخطاب وتتابع الرسائل العابرة للحدود قدمت النصائح بشكل مميز وواضح وفيها الدعوة لعدم الانجرار والرضوخ للضغط الأمريكي وهي مقدمة بنصيحة صادقة لدول الجوار والدول العربية والاسلامية بان تنائ بنفسها وتترك الأمريكي ان يخوض المعركة ويقفوا موقف المتفرج ولا ترضخوا للضغوط الامريكية والغربية والاسرائيلية في توريطكم بالنيابة عنها ولكما عبرة بما مضى ومن أجل فلسطين والعروبة والاسلام تعالوا إلى الموقف المشرف ونضع ايدينا ونتوحد كأمة عربية واسلامية امام التحديات والمخاطر المحدقة بالجميع وان ننظر للواقع بمسؤولية وننسى الماضي ونتطلع إلى المستقبل ونطوي ما مضى وننهي كل الخلافات والمشاكل والحروب البينية وتكون منتهييه وحربنا مع العدو الحقيقي للامة ونبلسم ونضمد الجراح ونتعالى عليها وننظر بموقف عربي واسلامي تجاه العدو الحقيقي للامة جمعاء ونوحد الصفوف ونكون أمة عربية واسلامية واحدة في الموقف والاتجاه والقضية والعزم والحزم وهنا تتجلى عظمة القائد يحفظه الله في موقفة العظيم في توحيد الأمة وانتشالها من مستنقع الصراعات البينية إلى عودتها إلى موقعها الطبيعي والمؤثر بين الامم مع تعزيز التوحد وتحقيق الوحدة العربية والاسلامية ولنا درس وعبرة بما يقوم به الغرب الكافر من التحالفات والتكالب والتوحد في مواقفها وتوجهاتها العدائية والاستعمارية ودعم اسرائيل والمشاركة الفعلية معها في عدوانها البربري والاجرامي على الشعب الفلسطيني المظلوم..

ومن الرسائل المهمة أيضا وفي طيات الخطاب والتأكيد عليها بشكل واضح وبدن تغليف ولا يحتاج لها تأويل أو فك للشفرات او تحتاج إلى تحليلات عميقة وعلى الأمريكان استيعابها وادراكها قبل ان يتورطوا في أي عدوان او تصعيد تجاه اليمن وهنا تبلورت الرسالة لهم ومعها تأثيراتها وابعادها الاستراتيجية فكانت بارزة ومرسخة في الخطاب وعنوانها للأمريكان ايضا لا تظنوا ان مجيئكم إلى اليمن والاعتداء عليها سيكون بمثابة لكم نزهة وتسلية وافلام هوليودية مصنوعة على ارادتكم وتوجهاتكم فالوضع في اليمن مختلف تماما والشعب اليمني العظيم مع قائده العظيم ومؤسسة الجيش والأمن ومعسكرات التعبئة والتحشيد مليئة بالمقاتلين الاشداء وهنا نقول للأمريكان والغرب واسرائيل اي مغامرة لكم في اليمن ستكون عواقبها وخيمة ومكلفة وكارثية وفوق ما تتصورون وستذوقون من بأس اليمانيين مالم تذوقوه في افغانستان وفيتنام واليمن الكبير ليس لقمة صائغة تستطيعون ابتلاعها فهي أكبر من ما تتصورون ولديها من المنعة والقوة والبأس ما يفوق الخيال وما يخطر على بال واذا فكرتم فقط لمجرد التفكير للاعتداء المحدود وبضربات محدودة فقط وبعدها تبعثوا بالوساطات فهذا لن يكون فالقائد يحفظه الله قالها وبالصوت العالي وبشكل مفهوم لكم ولا لبس فيه اننا لن نقف مكتوفي الايدي امام اي عدوان وسيكون الرد عليه كبيرا وفوق التصور وستغرق بوارجكم وقواتكم البحرية في البحر الأحمر وسنضربكم بالصواريخ والطائرات المسيرة وسننكل بكم وستغرقون في البحر بإذن الله تعالى وقوته فتهديداتكم لا تخيفنا وعدوانكم سيزيدنا قوة وصلابة وايمانا بعدالة قضيتنا وبعظمة موقفنا المشرف في نصرة فلسطين وغزة العزة والصمود وسنستمر في عملياتنا الكبرى في ضرب إسرائيل واستهداف سفنها في البحر الأحمر ومن سيحميها عليه ان يتلقى الضربات وما تحالفكم المفضوح والفاشل سلفا أيها الأمريكيون ليس إلا لحماية إسرائيل وقد فشلتم مسبقا في ذلك وحاولتم مرارا ولكنها محاولات فاشلة وستكون كذلك فاليمن وقائدها صانع المعادلات والموازين والتحولات الاستراتيجية والنصر لفلسطين وغزة بإذن الله تعالى وزوال اسرائيل..

وكما جرت العادة وفي كل خطاباته لا ينسى سماحة السيد القائد يحفظه الله بالإشادة بالشعب اليمني العظيم فكانت رسالته عظيمة بعظمة القائد وعظمة الشعب وعظمة الحدث والموقف المشرف والكبير والمشهود وهي معادلة راسخة في مبادلته الوفاء بالوفاء والحب بالحب والتمسك بالمواقف الكبرى والعظيمة فكانت الرسالة فيها من الخصوصية والابداع والاعجاب والوفاء والمحبة التي تفوق كل التصورات وقدمت بهذا المجاز والتعبير والتحليل وبهذا الشكل وللشعب اليمني الذي اشاد بمواقفة العظيمة بالالتفاف حول القائد يحفظه الله وتوجهاته وقراراته الشجاعة والحكيمة والواضحة والمعلنة في نصرة فلسطين وغزة العزة والصمود وتحركاته المشهودة في كل الساحات وبمظاهراته المليونية والكبرى التي جعلت هذا الشعب اليمني في الصدارة وفي الصفوف الاولى لمناصرة فلسطين وشعبها المظلوم وهو ذاك الشعب العظيم الذي يفتخر بقائدة وانجازات قواته المسلحة وبدولته الراسية والراسخة برسوخ جبالها وجغرافيتها العظيمة وهو بذلك دوما رأسه مرفوع إلى عنان السماء ومشرئب وشامخ شموخ الجبال الرواسي وهو صانع المعجزات في الماضي والحاضر والتاريخ والحاضر يشهد بذلك وهو الذي دوما يقول ويعلن بالصوت العالي الحرب لا نريدها ولا نسعى لها ولكنها اذا فرضت علينا فإننا رجالها وبأسنا مشهود وقد اذقنا قوى الاستعمار والغزو والاحتلال من ذاك البأس اليماني ودفنا جحافلها في الرمال واذا الامريكي يصر على العدوان فاليكن وليفعل وسيجد شعبا مسلحا بسلاح الحديد والايمان مع قائده العظيم وفخر الامة ومع ابطاله من الجيش والأمن فهو شعب يأبى الضيم ويفعل قبل أن يقول وللأمريكان الاعتبار بما مضى ان كانوا يعتبرون ولسان الشعب اليمني يقول وبالفم الملان وبالصوت العالي نحن في اتم الاستعداد والجهوزية ويا سيدنا وقائدنا أمض ونحن معك حتى الانتصار بإذن الله..

خطابٌ رسم معادلةَ الحاضر والمستقبل

مصلح علي أبو شعر*

جاء الخطابُ التاريخي لقائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، الذي ألقاه الأربعاء الفائت، حول المستجدات الأخيرة في فلسطين المحتلّة ليرسم فصلاً جديدًا من فصول المواجهة المباشرة مع العدوّ الأمريكي والصهيوني.

أجاد السيد القائد -حفظه الله- في هذا الخطاب رسم معادلة المواجهة في وجه الأمريكيين، وَأوقعهم في ورطة ستكون مكلفة براً وبحراً، وترك للإدارة الأمريكية اتِّخاذَ القرار بعد قراءة مصاديق التهديدات والتحذيرات وأخذها بعين الاعتبار.

أي أن أمريكا بعد خطاب القائد قد وُضعت أمامَ خيارَينِ، وهما: إما الخضوعُ وتحقيقُ المطالب المبدئية والإنسانية، أَو المجازفة والتصعيد الذي سيدشّـن معركة التحرّر من الهيمنة الأمريكية في المنطقة، وكما كان القائد قد وجّه كلامه للأمريكي فَــإنَّ أدواته في المنطقة عليها أن تفهم قوة الرسالة وخطورة أية مغامرة إن كانت من خلال تحالفات واهية أَو مغامرات فردية.

هذا الخطاب التاريخي الذي حظي بالدعم الشعبي الذي عبرت عنه ملايين المحتشدين في ميدان السبعين بصنعاء وبقية المحافظات، وقبلها كان قد حظي بالاهتمام الكبير من الإعلام العربي والأجنبي، كُـلّ ذلك مثل دليلاً قوياً على قوة الموقف الذي اتخذته صنعاء في البحر الأحمر، والتي أصبحت في مواجهة مباشرة الآن مع أمريكا وحلفائها نصرة لغزة ولفلسطين.

موقف صنعاء الذي غيَّر مسارَ هذه الحرب الصهيونية على غزة وسيغيِّرُ وجهَ المنطقة مستقبلاً، من حَيثُ الهيمنة الأمريكية والبلطجة الصهيونية.

ومن الطبيعي القول إن من يدخل المعركة كما فعل اليمن، قيادةً وشعباً، يتشرف بأن يأخذ دوره وينال احترام العالم، كما أنه من المؤسف القول إن هذا الموقف كان بإمْكَان الدول العربية المحورية في المنطقة اتِّخاذه، لكن سنن الله ميزت كُـلّ المواقف وَأظهرت موقف اليمن معبراً عن عزة الأُمَّــة وصدقها رغم البعد الجغرافي.

إن خطابَ السيد القائد محطةٌ هامةٌ نباركُها بإجلال عظيم ونعبِّرُ عن وقوفِنا خلفَ هذا القائد الاستثنائي الذي أنعم اللهُ به علينا وعلى أمتنا، وعلى يديه بإذن الله تستعيدُ الأُمَّــة دورَها المؤسِّسَ على هُــوِيَّتها الإيمَـانية وتطوي صفحةً مثقلةً بالهوان والخضوع والتبعية والضعف وتخُطُّ في كتاب التاريخ فصلاً مجيداً من فصول الإنسانية.

 

 

اليمن حجز لنفسه مكانة عربيا وإقليميا

ميخائيل عوض :كاتب ومحلل سياسي لبناني

يضع سره في أصغر خلقه، فكيف إن كان سره في العربية الجنوبية التي بنت أهم وأذكى الحضارات؛ سبأ وسد مأرب وناطحات السحاب الطينية في صنعاء التي استوطنها البشر برغم قساوة مناخها وارتفاعها الشاهق بمقاييس الأزمنة القديمة.

اليمن، وشعبه الموصوف ببساطته، وإيمانه، وتسامحه، وبقسوته وبعشقه للسلاح وإتقانه الحروب وعشقه لهزيمة الغزاة ومقبرة الإمبراطوريات.

اليمن وشعبه الذي تعرض لقرن ونيف للاضطهاد والإبعاد والعبث بأمنه واستقراره وتقسيمه، لإفقاره واضعافه ونهب ثرواته ولتمكين الاسر التي فوضها البريطاني وتبناها الأمريكي لإنفاذ مصالحه وتأمينها. وضل شغلهم الشاغل اضعاف وحرمانه من فرصة التوحد والتعبير عن نفسه وطبائعه لفرض مكانته وحماية سيادته واستثمار موقعه الحاكم وثرواته الفائضة والكافية لإطعامه واسعاد العرب ولهذا كان اسمه السعيد وموطن جنات عدن.

اليمن الذي اشتق اسمه من العربية الجنوبية، استمر امينا على اسمه وعربيته، وقاتل ببسالة ولم تهدأ حيويته على مر العقود، واستمر على قيمه وطبائعه ولم تهتز له شعرة برغم الهزائم وما ابتلي به العرب من احتراب وتدمير ونهب، وبرغم ان المؤامرات وكثير من الفتن والحروب استنزفته حتى حافة الجوع والامراض والتهجير.

الا انه صنع من الضعف قوة ومن المأساة والجوع إرادة، ومن الحصار والغزو فعل ريادي واستعد للانتقال من المقاومة والدفاعية إلى الفعل والهجوم وانتزاع حقه ومكانته. الايمان والحكمة يمانية.

أوصى رسول الله باليمن؛ اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا. وقد باركه الله فانتفض ويؤدي بركاته ورسالته في الدفاع عن اطفال ونساء غزة وحرمة الانسان فيها وبموقفه وسعيه، انما هو يستعيد العروبة ويضعها على جدول الاعمال، ويحمي الامه ويعزها، وينفخ الروح فيها، ويستدعيها للعب دورها المطلوب.

فاليمن والشام شمال وجنوب العربية تقاتل وتسعى وتقف على أهبة الاستعداد لأي تطور تفرضها حرب غزة وتستجوبها طوفان الأقصى العجائبية التي اطلقت شرارة حرب تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.

اليمن بدخوله الحرب غير من وقع الازمات والتطورات ورفع من وتائرها وجعل البحار مسرح الحرب ومع أمريكا والاطلسي وهم بعالمهم الانكلو ساكسوني زرعوا هذه الغدة السرطانية وفتتوا الامة وانشأوا نظم وكيانات قاصرة وعاجزة تتخادم مع الكيان المؤقت لتخديم مصالح الغرب.

ففرض الاشتباك مع الكبار وأصحاب الكيان هو الفعل الإبداعي والاستراتيجي فمتى انكسرت شوكة أمريكا واساطيلها الأطلسية وفقدت السيطرة على البحار يصبح تحرير فلسطين ايسر واسرع وهذا ما قرره اليمن والمحور وفصائله تقاتل الأمريكيين مباشرة في سورية والعراق.

اليمن صنع لنفسه مكانة متقدمة وريادية لشعوب الامه، ونموذج لما يجب ان تكون عليه وما يجب ان تفعله لحفظ كرامتها وعرضها وإنقاذ طفولتها في غزة، ويتشكل المثل والنموذج الذي يجب ان تكون عليه الدول والجيوش وبهذه اشتق لنفسه المكانة التي تليق به قوة مرهوبة تتحدى الغرب وتناصر فلسطين فيفرض نفسه في الزمن الاتي كقوة فاعلة وهجومية في إعادة ضبط التوازنات وفي إعادة تشكيل الخليج والعرب نظما وجغرافية وبات القوة التي ترهب السعودية وامارات الغاز والرمال ومدن الزجاج.

هكذا يصنع المستقبل العربي وفي الإقليم وتحفيز الشعوب وقواها وجيوشها الوطنية وارداتها التحررية والتضامنية. انه زمن فلسطين والعربية بجناحيها والمستقبل يصنع اليوم.

واليمن يقود ويتشكل للنموذج الحافز

أنصار الله قوة إقليمية وأمريكا لن تستطيع إيقافهم

 حسن مرهج : الخبير في شؤون الشرق الأوسط

قال الدكتور حسن مرهج الخبير في شؤون الشرق الأوسط ان “أنصار الله” في اليمن باتوا قوة إقليمية لن تستطيع أمريكا ايقافهم فلهم تأثير على معادلة الإقليم وكذلك على مساحة البحر الأحمر كاملاً.

وأضاف في مقال له بعنوان  “اليمن والإقليم ومعادلة البحر الأحمر” ان الحرب العبثية التي شُنت على اليمن واليمنيين خلال السنوات الماضية، لم تمنع من البقاء ضمن عناوين المعادلات الجيوسياسية، بل والبقاء كـ فاعلين مؤثرين في عموم معادلات الإقليم، ومع المستجدات الشرق أوسطية،

وأضاف: وعلى اعتبار ان اليمن ضمن محور مناهض للسياسات الأمريكية، فإن اليمن واستحواذه على نقاط القوة وتمكنه من تحقيق معادلات ردع في مياه البحر الأحمر والمضائق، فإنه بلا ريب بات رقماً صعباً لا يمكن الالتفاف عليه في النظام الإقليمي الجديد رغم العدوان المتكرر عليه،

وقال إن معادلة المياه اليوم تدخل في صلب المعادلات الشرق أوسطية، وستضع حداً للهلوسات الأمريكية والغربية المتعلقة بإخراج اليمن والمقاومة من دائرة التأثير والفاعلية.

واستطرق الدكتور مرهج إلى بداية التطورات في فلسطين، عندما حذر أنصار الله في اليمن “إسرائيل” من الدخول في مرحلة الهجوم البري على غزة مشيرا إلى الكثيرون لم يأخذوا هذا الموقف على محمل الجد، ولكن بعد ثلاثة أيام من بدء الهجوم البري، قامت اليمن بإطلاق عدة صواريخ وطائرات دون طيار وتم استهداف ميناء ومدينة إيلات في أقصى جنوب فلسطين لإظهار تمسكها بكلمتها.

واضاف: كما أن تهديد سفن الشحن المتجهة إلى الأراضي الفلسطينية أو منها والسيطرة على سفينة “جالاكسي ليدر” نذيراً بأن العمليات لا تزال مستمرة وهذه الحادثة أثارت قلق الولايات المتحدة ، وكان “جيك سوليفان”، مستشار الأمن القومي لجو بايدن، أعلن الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تتفاوض مع دول أخرى وتحاول إقناعها بتشكيل قوة بحرية دولية لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر.

واكد ان “سكاي نيوز عربية” نقلت عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية قوله إن الولايات المتحدة تحاول ضم 40 دولة إلى هذه القوة البحرية الدولية، وحسب هذا المسؤول الأمريكي، فإن “القوة البحرية المذكورة ستراقب مساحة ثلاثة ملايين ميل من المياه الدولية وتشمل الدول الأعضاء في القيادة المركزية الأمريكية”.

وأوضح أن ما سبق يُعد دليلاً على أن اليمن بات يشكل تحولاً هاماً في ملفات الإقليم، والخشية الأمريكية من قوة “الحوثيين” وتأثير أوراقهم في عناوين الإقليم، دفع الولايات المتحدة إلى المطالبة بتشكيل تحالف بحري

وأكد ان مصير التحالفات الأمريكية محكوم بالفشل، وبالتالي فإن مصير تحالف البحر الأحمر ضد “أنصار الله” مصيره الفشل أيضاً، خاصة أن التحالف المذكور ضد اليمن الذي خرج من الاختبار القاسي لحرب الثماني سنوات مع أحدث الجيوش في المنطقة، واليوم يعترف المحللون بأنه لا يمكن تجاهل دور اليمن في تحديد مصير المنطقة.

وأشار إلى ان ما يحدث من تطورات في البحر الأحمر يرقى إلى أن يكون معادلة استراتيجية فرضتها قوة أنصار الله البحرية، مبيننا ان التطورات تشي صراحة أنهم بصدد فرض حصار بحري اقتصادي بمقومات استراتيجية على الممر البحري الواصل حتى إسرائيل، وهذا جوهر ما يقومون به وجوهر رسائلهم للإقليم، وفي جانب آخر فإن قوة أنصار الله البحرية تريد استثمار هذا الواقع لجهة فك الحصار عن اليمن وسوريا ولبنان، والأهم إيقاف الحرب في غزة، ودون ذلك فإن الحصار الذي فرض لن يُفك حتى تطبيق مطالب أنصار الله.

قد يعجبك ايضا