كاتب أردني: إسرائيل إلى زوال

إلياس فاخوري

إسرائيل الى زوال – هل تحاول إسرائيل حياكة أسطورة الموساد والأمن الإسرائيلي لتكتب ايران بداية النهاية وفد رفعت الرايات الحمراء على المساجد بدءاً بقبة مسجد جمكران في قم جنوب طهران!؟

هل نبدأ  باستدعاء الحدث النووي الباكستاني (كما فعلت ذلك ديانا فاخوري) وكيف قامت أميركا و”إسرائيل” بتحريض الهند على ضربها لدى تلمُّسهم الاستخباري محاولة باكستان تصنيع أول قنبلة نووية .. تذكرون او تقرؤون كيف حشدت الهند قواها العسكرية عام 1986 على الحدود مع باكستان لشن هجوم عسكري عليها .. ولكن د. عبد القدير خان (أبو القنبلة النووية الباكستانية) أوْحى لهم أن إسلام آباد قد تمكنت فعلاً من امتلاك القنبلة النووية، وأنه اصبح بمقدورها ضرب نيودلهي في ثوانٍ، فتراجعت الهند عن اجتياحها، وتمكنت باكستان من المضيّ قدماً في تصنيع السلاح النووي لتمتلكه في شهر أيلول من العام نفسه ..”

وهل هو النووي الإيراني!؟ وهل جاء الاعتداء الإسرائيلي صبيحة اليوم كميناً محكماً لتطويق ايران والقضاء على برنامجها النووي؟ ضربة موجعة على الصعيد المدني  لكنّهم خسئوا على الصعيد العسكري الجدي – هيهات منهم ذلك: “وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” (الانفال – 30)!

هل تحاول “إسرائيل” إلقاء قفّازاتها في وجه المقاومة في سياق مساعيها المستمرة لتوريط أميركيا والغرب في حروبها على نحو مباشر وتحقيق ما يمكّنها من العودة إلى البحث عن نصر مزعوم في غزة!

وهل يُذَكّرنا نتنياهو بإعلانه من على منصة الكونغرس أن دولة الكيان هي حصن الدفاع عن الغرب، والولايات المتحدة بالذات، وأنها تقاتل بالنيابة عن الجميع (الكيان هو الوكيل المكلّف بحماية مصالح الغرب في المنطقة سيما ان اميركا لا تحتمل حتى احتمال خسارتها غرب آسيا، مفتتح أوراسيا)، وما عليهم سوى إمدادها بالوسائط ..

والسؤال اليوم، هل تحوَّل المزاج الرسمي الأميركي من النأيٍ عن حرب شاملة إلى الإقبال عليها!؟ وهل يعكس ذلك تلمّساً استخباراتياً جدِّياً لنقلة إيرانية نوعية وشيكة، أو ربما قيد الانتهاء، من العتبة النووية إلى التسلّح النووي!؟ وهل تدافع و تراكم الأسلحة الامريكية والأطلسية في شرق المتوسط يصبّ في هذا الاتّجاه!؟ وهل تعني مشاركة أميركية كاملة في حرب واسعة رغم التأهب للنزال الداخلي في كاليفورنيا ضمن Guadaexit، او ربما تهدف لإغراق “الترامبية” لصالح لوبي العولمة والشركات!؟

وهل يقوم حاكة السجاد بالضربة البراجماتية الكبرى، لا الحرب الجنونية الكبرى!؟

“.. إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ” (السجدة – 22) .. رد ذكي مبرمج ومحسوب بدقة تُشكّل مهزلةً استراتيجيةً لكيان الاحتلال .. ليس خارق الإبهار، لكنه استراتيجي يمثل عينةً بسيطة لما قد يكون آت فيصنعون التاريخ على الهواء مباشرةً لتُكمل “إسرائيل” وقوفها “على رجل ونصف” بانتظار رحمة المقاومة!

انهم حاكة السجاد العجمي ولاعبو الشطرنج فهم من توج العشق بين التاريخ والأيدولوجيا بزواج أثمر اللحظة التكنولوجية النووية، كما أكّدت “ديانا” .. هم الشعب الأول وهم بناة الحضارة الأولى في التاريخ منذ حوالي 9 آلاف سنة .. هل تذكرون كيف خاطب وزير خارجية بريطانيا، منذ حوالي 15 سنة، الإيرانيين بصلف وتكبر مؤكدا أنهم لن يسمحوا لهم باستخدام جهاز طرد مركزي واحد، وكذلك فعل ترامب! أما اليوم فتملك ايران، وباعتراف العالم، آلاف أجهزة الطرد المركزي .. وفي اليوم الذي أقرت به ايران الاتفاق النووي، أعلنت عن تجربة “عماد” الذي يبلغ مداه 1750كلم تأكيدا لحفاظها على البرنامج الصاروخي الذي أرادت أمريكا منع ايران من امتلاكه .. والى القدرات الصاروخية الباليستية وغيرها التي تستمر ايران في الكشف عنها حتى بعد توقيع اتفاقها النووي مع الغرب، فإنها باتت – حسب تقرير طومسون رويترز – في المركز 17 عالميا في انتاج العلوم منذ عام 2013. وقد أنتجت 2925 مقالا علميا متخصصا وازداد انتاجها العلمي 20 ضعفا منذ عام 1996. كما أنفقت 3.6 مليار دولار فقط عام 2011 على البحث العلمي. وهي تنتج سنويا نحو 40 الف كتاب وتطبع حوالي 250 مليون نسخة، ناهيك عن الأقمار الصناعية وتكنولوجيا النانو وإنتاج السيارات (نحو مليون سيارة حتى وقف الحصار) .. وها هي تدخل عصر القنبلة الاقتصادية وسوق الذهب الأسود والأسواق العالمية .. قلناها سابقا، أيآ كانت السيناريوهات، أن الاتفاق النووي مع ايران – ودخولها عصر القنبلة الاقتصادية و سوق الذهب الأسود والأسواق العالمية عامة – يأتي ضمن السياق الأمريكي الصيني حيث تقود الصين الهجمة الاقتصادية الى جانب المنافسة السياسية والعسكرية المتنامية التي يخوضها بوتين ورفاقه رفضآ للتفرد الأمريكي يردفها تكتل البريكس في تصديه للاحتكارات الأمريكية وهيمنتها على الأسواق والأسعار والثروات!

وهكذا يأتيهم “طوفان السماء”، كما طوفان البحر وطوفان الأقصى، ليؤكد هشاشة الواقع الإسرائيلي، ويكشف عدم قدرتها على الدفاع عن نفسها وعن حاجتها للحماية الغربية .. ورغم التباهي الإسرائيلي والأميركي بطبقات الدفاع الجوي في كيان الاحتلال، فلن تتمكن من حماية قواعدها امام ثلاثية الطوفان!

وهنا لا بد لي ان أكرر ان فلسطين هي خط التماس بين الأرض والسماء .. ووجود إسرائيل يرتكز الى وعلى سرقة ومصادرة الأرضِ الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني وهذه هي النكبة .. وجود إسرائيل هو المرادف الطبيعي للنكبة العربية الفلسطينية .. وعليه فان إزالة النكبة ومحو اثارها يعني بالضرورة إزالة إسرائيل ومحوها من الوجود – لا تعايش، نقطة على السطر ..

ساعة السابع من أكتوبر 2023 تُطيح بأُسطورة “العجز العربي” حضاريّاً وثقافيّاً.. وتُعيد “النكبة” أو “النكسة” إلى موقعها التقني السياسي! و”يطوف الاقصى” بمساندةٍ  من “طوفان السماء”  و”طوفان البحر” ضرباً للطغيان الصهيواوروبيكي لنقرأ الآية 46 من سورة القمر: “بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ”!؟ فالساعة موعدهم الذي يُجازون فيه بما يستحقون، والساعة أعظم  وأقسى مما لحقهم من العذاب يوم “بدر” .. فهل يُغرقهم طوفان الأقصى ويجرفهم منصوراً بطوفان البحر ومؤيداً ب”طوفان السماء!؟

ما زلت أُصغى لصدى خطواتِكِ – ديانا – فى أرض فلسطين واردد مٓعٓكِ:

من النفق وفي النفق، تبدو نهاية اسرائيل في الأفق .. نحن القضاء المبرم .. و”اسرائيل الى زوال” كما نقشتِ على ظهر الدهر، فهزمتِ الموت روحا نقيّاً كالسَّنا .. “!

فيا هادي الثقلين، هل من يُبَشِّرُهم ب”الصف – 13” لنقرأ – كما فعلت ديانا – باسمك: “نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ”!

 

الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين بغزتها وقدسها و”الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ” ..

سلام الأقصى والقدس لكم وعليكم – نصركم دائم .. الا إنّكم أنتم المفلحون الغالبون ..

كاتب عربي أردني

قد يعجبك ايضا