معهد أمريكي: في أول حادثة من نوعها في تاريخها العسكري تواجه البحرية الأمريكية مركبة تحت الماء في البحر الأحمر
أكد “المعهد البحري الأمريكي” أنّ البحر الأحمر شهد أكبر صراع بحري تخوضه الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، في مواجهة غير مسبوقة مع اليمن، مثّل أول تعرض مباشر ومستمر للسفن الحربية الأمريكية لنيران العدو منذ عقود. وكشف التقرير أنّ التدخل الأمريكي في البحر الأحمر فرض ضغطاً هائلاً على الأسطول البحري، وأماط اللثام عن مواطن قوة وضعف عميقة في قدراته العملياتية والتكتيكية.
من أبرز الدلالات التي رصدها المعهد، أنّ البحرية الأمريكية واجهت للمرة الأولى في تاريخها العسكري مركبة غير مأهولة تحت الماء، وهو ما اعتُبر مؤشراً على دخول سلاح جديد إلى ميدان الصراع البحري. كما أدت الهجمات اليمنية المتكررة باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ إلى استنزاف الموارد الأمريكية بشكل كبير، وأثقلت كاهل الأفراد والمعدات، لتتحول العمليات إلى حرب استنزاف مرهقة.
أما على مستوى الأساطيل، فقد كشفت العمليات في البحر الأحمر حدود قدرات مجموعات حاملة الطائرات القتالية الأمريكية، رغم محاولتها الاعتماد على الاكتفاء الذاتي. فقد واجهت مقاتلاتها صعوبات بالغة في جمع معلومات استخباراتية دقيقة، ما اضطرها إلى الاعتماد على أصول استخبارية خارجية. وإلى جانب ذلك، ظهرت قيود مؤلمة في قدرات التزود بالوقود جواً، مما أجبر البحرية الأمريكية على انتظار دخول الطائرة المسيّرة MQ-25 إلى الخدمة لتجاوز تلك الفجوة.
اللافت أيضاً، وفق التقرير، أنّ عمليات البحر الأحمر أبرزت التحدي الأكبر للبحرية الأمريكية في مواجهة الطائرات المسيّرة أحادية الاتجاه التي استخدمها اليمنيون بكفاءة عالية. فقد كان من الصعب اكتشافها وتتبعها وتدميرها في الوقت المناسب، ما وضع الدفاعات الأمريكية في مأزق حقيقي.
بهذا، تحوّل البحر الأحمر إلى مختبر حربي كاشف لأمريكا، وامتحان غير مسبوق لاستراتيجياتها البحرية.
فبينما راهنت واشنطن على إبراز قوة ردعها، كشفت الوقائع أنّ الحرب غير المتكافئة التي يقودها اليمن وضعت الأسطول الأمريكي أمام دروس قاسية، سيكون لها أثر بالغ على العقيدة العسكرية البحرية الأمريكية مستقبلاً.