مفكر جزائري : خطاب القائد الحوثي في ذكرى الشهيد : تشخيص دقيق لداء الأمة ودوائها
قال الباحث والكاتب والمفكر الجزائري الدكتور نور الدين أبو لحية أن إن خطاب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد “1447هـ – 2025م “ وجميع خطاباته موجهة للأمة كلها مشيراً إلى أنها تضع البلاسم على الجروح
وأوضح المفكر الجزائري أبو لحية إن السيد القائد في خطابه شخّص داء الأمة بأن مشكلتها الكبرى هي الجبن وحب الحياة.. وثقافة الشهادة بـ “مفهومها الصحيح” هي علاج المشكلة..
وأكد الباحث والكاتب الدكتور نور الدين أبو لحية أن الأمة العربية والإسلامية تمتلك المقومات الحقيقية لمواجهة أعدائها، معتبراً اليمن نموذجًا راقيًا قادرًا على مواجهة كل التحديات.
السيد القائد شخّص داء الأمة بأن مشكلتها الكبرى هي الجبن وحب الحياة.. وثقافة الشهادة بـ "مفهومها الصحيح" هي علاج المشكلة..
🔹 د. نور الدين أبو لحية – كاتب وأستاذ جامعي pic.twitter.com/f6xYCAUHQw
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 4, 2025
وقال الدكتور أبو لحية في مداخلة خاصة على قناة المسيرة : “ماذا لو كانت هذه المعاني حاضرة في أذهان شعوب وشباب أمتنا العربية والإسلامية؟”.
وأضاف أن “الابتعاد عن ثقافة الشهادة وكرامة الشهداء يؤدي إلى ضعف الأمة وفقدان القدرة على مواجهة الأعداء”.
ونوّه إلى أن قوة الأمة تبدأ بالتمسك بالقيم الدينية وثقافة الشهادة ووعي الشباب بأهمية التضحية في سبيل الله.
وأشار إلى أن بعض الدول والحكام يحاولون تشويه الدين وتحويله إلى أداة طاعة لخدمة مصالح القوى العالمية، مستشهداً بما حدث في اليمن وأفغانستان، حيث استُغلت تلك الشعوب لإرضاء المصالح الأمريكية والصليبية.
وقال: “الحل الأكثر فعالية يكون عندما تُعيد الأمة ربط الدين بالقيم الحقيقية، لا مجرد مظاهر شكلية أو تبعيات للأجنبي”، مضيفًا أن الأمة الإسلامية هي الوحيدة القادرة على مواجهة الطغاة لأنها تمتلك قوة مستمدة من الدين.
وشرح أن “المعيار هو كيف تواجه الطغاة وعلامة صدقك في كلمة الله أكبر؛ أن تقول إن أمريكا ضعيفة وأن تتبرأ من المشركين”.
واستشهد بما يحدث في السعودية في الحج، حيث يُهان المسلمون أو يُقتلون بسبب تبرؤهم من الهيمنة الأمريكية.
وأكد أن قوة الأمة الحقيقية تتجسد في تنفيذ توجيهات الله سبحانه وتعالى والإيمان بوعده، خصوصًا النصر على الأعداء في ميادين المواجهة.
وأشار إلى أن الإسلام لم يُبنَ في المدارس فقط، بل بُني في ساحات القتال والمعارك منذ اللحظات الأولى، مستدلاً بمعركة بدر كنموذج على أن الأمة تتشكل وتتعزز من خلال المواجهة والتضحيات، متبعًا حديثه: “الإسلام يُبنى بالدماء، ويُصقل وسط الشوائب، فيتحول إلى قوة نقية وصلبة”.
وتطرق إلى أن المراحل الطويلة من المواجهة تراكم قوة الأمة، كما حدث في اليمن خلال السنوات العشر الماضية، فأنتجت جيلاً قويًا وصلبًا قادرًا على مواجهة أعداء الأمة.
وتابع قائلاً: إن “هذا الجيل في اليمن سيكون من الأكثر صلابة في تاريخ المنطقة في المواجهة مع أعداء الأمة، لأنه تنصهر خبرته في ميدان المعركة، كالذهب الذي يُستخلص منه الشوائب ليخرج أكثر نقاءً وصلابة”، مشيرًا إلى دور التحشيد الشعبي والتعبئة المستمرة، مستشهداً بالمسيرات الأسبوعية والمحاضرات والوقفات القبلية في صنعاء وبقية المحافظات اليمنية.
وأكد أن “هذه الفعاليات ساهمت في بناء قدرات معنوية كبيرة”.
وأضاف: “اليمن بدأ هذه المعركة من الصفر، ومع مرور السنوات برهن على قوته، حتى فرّت حاملات الطائرات الأمريكية من البحر الأحمر أمام ضربات المجاهدين الثابتين المؤمنين”.
وختم الدكتور أبو لحية حديثه بالقول إن مواجهة الأعداء تتطلب وعيًا حقيقيًا وفهمًا عميقًا لقيم الشهادة: “كل ما يمنع الأمة من القوة يبدأ من تفرقتها وعدم التمسك بالقرآن، والاستجابة لتوجيهات الله سبحانه وتعالى”، مؤكّدًا أن “الأمة الحية هي التي تصنع النصر، وخصوصًا في أجواء المواجهة، حيث يتجسد الإيمان بالقيم في كل عمل ومواجهة”.