مقتطفات المحاضرة الرمضانية الرابعة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – 5 رمضان 1445هـ – 3/15/ 2024م

مقتطفات المحاضرة الرمضانية الرابعة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي 5 رمضان 1445هـ – 3/15/ 2024م

– نواصل الحديث، مع أهمية أن نركز جميعاً على أخذ العظة والعبرة، وأن يدرك الإنسان أنه معنيٌ هو شخصياً من هؤلاء الذين يتحدث عنهم القرآن الكريم بأن الله سيبعثهم يوم القيامة، وأنه سيحاسب ويسأل ويجازى

– يحذر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم من حالة الغفلة  التي إن استحكمت على الإنسان فلها تأثيرٌ خطير

– في الفصل بين العباد يوم القيامة تبرز القضايا الكبيرة؛ لأن المشكلة لدى الكثير من الناس في الدنيا أنهم ينظرون هم بمعيارهم الشخصي إلى القضايا

– القرآن هو كتاب هدى، والله سبحانه وتعالى يحاسبنا يوم القيامة بالمعيار الحق، بالميزان الصحيح على الأعمال، ليس وفق تقديراتنا المزاجية، الناقصة، القاصرة، التي تستند إلى الفهم الخاطئ، وإلى تقديرات منبعها هو النفس ونظرة الإنسان الشخصية

– نجد مثلاً في قول الله سبحانه وتعالى تجاه خطورة اليهود على هذه الأمة، ومدى ما يترتب على التهاون في الصراع معهم، من نتائج خطيرة على الأمة في دينها ودنياها

– يأتي الأمر فيما يتعلق بالتقوى تجاه هذا الأمر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}  (حَقَّ تُقَاتِهِ) في هذا الموطن بالذات، وفي السياق بالذات أتى الأمر بالتقوى بأعلى مستويات التقوى

– لم يأتي في القرآن الكريم في أي موطنٍ آخر أمر بهذه الصيغة أبداً؛ للأهمية الكبرى، وما يترتب على ذلك من نتائج.

– قبول بعض من تعليمات الله وتوجهاته في كتابه، ورفض البعض الآخر؛ لأنه لم يتوافق مع هوى النفس ورغباتها، له عقوبته الشديدة: خزيٌ في الدنيا، وفي الآخرة أشد العذاب والعياذ بالله.

– {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} مما يبرز في مواقف الحساب يوم القيامة: تبرؤ المتبوعين في الباطل، وفي طريق الضلال، وفي الاتجاه الخاطئ، المنحرف عن نهج الله، وفي التفريط في تقوى الله تبرؤهم من أتباعهم

– {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} انتهت العلاقات ولم يبقى لهم أي وسيلة للنجاة، {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}

– في مواقف الحساب يوم القيامة، لأن مواقف ومقامات يوم القيامة كثيرة في ساحة الحشر، من أبرز ما فيها هو حالة الندم الشديد الذي يُعَبِّر الإنسان عنه

– { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} لأن الإنسان يرى أنه هو بنفسه أوصل نفسه إلى ما وصلت إليه من الخسارة، بعد أن أتاح الله له في الحياة الدنيا الفرصة الكافية، للعمل بما فيه نجاته، وفوزه، وفلاحه، وسلامته.

– {وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} مما يعبِّر به الإنسان الخاسر عن حسرته وعن ندمه الشديد، وهي الحالة الخطيرة لدى الكثير من الناس المستهترين

{لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} يتمنى أن لو أمكن له الرجوع إلى هذه الدنيا

– {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي}، الحالة خطيرة بالنسبة للإنسان، يظهر حسرته، ندمه، أسفه، وهكذا

– في مشاهد الحساب يوم القيامة، وبعد إنجاز مهمة الحساب الجماعي والفردي، تبدأ عملية الفرز، {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}، وليَمِيز أصحاب الجنة عن أصحاب النار

– وهي البداية التي يفترق فيها المجتمع البشري فراقاً أبدياً، بعد أن عاشوا في الحياة الدنيا على كوكب الأرض جميعاً، عاشوا في مناطق، في بلدان، في مدن، في قرى، بشكلٍ مشترك

– سيبدأ الافتراق الأبدي فيما بينهم من ساحة المحشر، بعد تمييزهم وفرزهم في ساحة الحساب

– {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} هذا العنوان لكل أهل جهنم بكل أصنافهم وفئاتهم، يمتازوا في جهة لوحدهم، ويمتاز المؤمنون عنهم، {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} وهذا هو في بداية الترتيب للانتقال من ساحة الحساب.

– {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} من المشاهد الرهيبة جداً في ساحة الحشر: عندما تقترب مسألة الانتقال من ساحة الحشر، هو المجيء بجهنم والعياذ بالله، مشهد رهيب للغاية

ذلك العالم الرهيب، الذي سينتقل إليه كل الخاسرين، حال رهيبة جداً، في المقابل: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ}

– قبل الانتقال وبعد أن اجتمع كل الذين سينقلون إلى النار، اكتملت عملية الحساب بشكلٍ كامل، وتم جمعهم لوحدهم كل الذين سيتجهون إلى النار

– في ذلك الموقف وقد جمعوا بكلهم يقوم الشيطان ليلقي كلمته فيهم، الشيطان الذي دعاهم إلى عذاب السعير، إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير

– {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ} الشيطان الذي آثروا الاستجابة له، بدلاً من الاستجابة لتوجهات الله، ونداءات الله، وتعليمات الله، التي فيها النجاة والفوز والفلاح، يلقي فيهم كلمة

–  {إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} لاحظ ما أسوأ هذه الحالة! يفكر الإنسان في نفسه، ماذا لو كان- والعياذ بالله- ممن يتكلم معه الشيطان، ويسخر منه، ويشمت به ويتبرأ منه

– من المواقف في ساحة القيامة عند الفرز، هناك موقفٌ أيضاً ملفتٌ جداً ومؤثِّر تحدث عنه القرآن الكريم، وهو موقف المنافقين

– الذين كانوا ينتمون إلى الإسلام، ويحسبون على الأمة، وعاشوا بين أبناء هذه الأمة كمحسوبين عليهم، فيوم القيامة لا يسمح لهم بالذهاب معهم، ويمنعون، وهي حالة رهيبة جداً

– المنافقون كانت مشكلتهم في ولائهم لأعداء الإسلام، في التربص، في الارتياب، في التخريب في الوضع الداخلي للأمة، في الغرور بالأماني، بدلاً من العمل الجاد، والاستجابة العملية لله سبحانه وتعالى.

ثم تأتي حالة التفرق- كما قلنا- للمجتمع البشري للأبد، {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ}، تتفرق الكثير حتى من الأسر، تفرق الكثير من الناس الذين كانت تجمعهم مواطن واحدة، قرية واحدة، مدينة واحدة، حي واحد يجتمعون في المناسبات وغيرها، لكن نتائج الأعمال فرَّقت بينهم في الاتجاهات بشكلٍ أبدي.

– الوجهة إلى نار جهنم هي وجهةٌ بعيدةٌ عن الوجهة إلى الجنة؛ ولهذا يسميها الله “سبحانه وتعالى” في القرآن الكريم بصراط الجحيم

القرآن يبين أن أغلبية البشر للأسف الشديد يخسرون، يهلكون، لانصرافهم عن نهج الله، وعدم استجابتهم لله

 {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا} الشيطان، الشيطان تمكن باستجابة الناس له انجراراً وراء أهواء أنفسهم من إضلال الكثير الكثير

{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا} أعداد هائلة جداً، تندهش الملائكة من خزنة جهنم عندما يصلون إلى أبواب جهنم، على كثرتهم الهائلة، أين كان هدى الله فيكم؟ كيف لم تهتدوا بهدى الله؟

الأمة الإسلامية، الهالكين منها، أين كان القرآن؟ أين كنتم تجاه آيات الله سبحانه وتعالى؟

– {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} يفصل لهم ثياب، كل إنسان بمقاسه، لكنه ثوبٌ ناري، يبقى مشتغلاً فوق جسمه، يتعذَّب بحرارته، مع السرابيل أيضاً

– {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ}  قطران يفرزه الجسم مع احتراقه من الثوب الناري، فيتحوَّل شكل الجسم ولونه إلى بشع، يكون المنظر فظيعاً جداً، منظر فظيع للغاية، بدلاً من أن يكون للإنسان ثوب جميل يتزين به، هو ثوبٌ ناري يحترق به الجسم، ويفرز القطران

– الإنسان في تلك الحالة، في منظر بشع للغاية، وهو يتعذَّب والعياذ بالله

– حالة الظمأ الشديد، والجوع الشديد، الذي هو جزءٌ من عذابهم، ومن وقت ما كانوا في ساحة المحشر وهم يعانون من الجوع، يعانون من الظمأ الشديد، لم يقدَّم لهم شيءٌ في ساحة المحشر، لا من الطعام، ولا من الشراب

– {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} في تقريبه ليشربوه؛ يشوي وجوههم، وفي شربهم له؛ يقطِّع أمعاءهم في داخلهم، فيكون عذاباً شديداً ومحرقاً لهم

– {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} امتنعوا، وأخبروهم أنَّ هذا ممنوع عليهم، ومحرَّم عليهم

 – {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} كالحيوانات التي تساق وهي ظامئة جداً.

– الطعام كذلك، هم يتعذَّبون بالجوع الشديد، ومن شدة جوعهم يأكلون الزقوم، يأكلون الزقوم الذي هو طعامٌ بشعٌ جداً في نار جهنم

– جزء من عذاب جهنم، بشع للغاية في شكله، {طَلْعُهَا} يقول عن شجرة الزقوم {كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} في مذاقه البشع للغاية، في حرارته الشديدة جداً

– {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ} الزقوم والضريع الذي قال الله عنه {لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ}

– ما يستنشقونه في نار جهنم بديلاً عن الأكسجين في هذه الدنيا، هو السموم، الذي هو هواء حار جداً جداً، يدخل إلى الجسم، فيملأ الجسم في كل خلية من خلايا الإنسان، بالحرارة الشديدة جداً، إلى درجة أنَّ أهل الجنة في الجنة يحمدون الله، ويشكرونه، ويشعرون بمنَّة الله عليهم أنهم سلموا من ذلك النوع من العذاب

– لو لم يكن في جهنم إلا عذاب السموم؛ لكان وحده عذاباً رهيباً جداً جداً، ولهذا قال الله عنهم أنهم يقولون {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}

– أما حال أهل النار، فالله يقول عنهم {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ} كلما استنشقوه، وهم يستنشقون بصعوبة، {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} في حالة زفير وشهيق يستنشقون بصعوبة شديدة من سموم جهنم، ثم يخرجونه بصعوبة شديدة، فهي حالة من عذابهم الشديد، حتى مسألة التنفس في داخل نار جهنم والعياذ بالله.

– الاغتسال في نار جهنم، يغتسلون بحميمٍ في منتهى الحرارة، {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} حالة رهيبة جداً.

– الآلام الشديدة، والعذاب النفسي والجسدي الرهيب جداً، الإنسان يبقى في منتهى الأوجاع والآلام، حالة رهيبة جداً، يتألم من كل شيء، كل مكان في جسده وهو يحس فيه بعذابٍ وأوجاعٍ وآلامٍ شديدةٍ جداً، كان أي جزء منها لو بقي موت لمات منه

– {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} لهم عذاب شديد، لهم عذاب عظيم، لهم عذاب أليم، لهم عذاب مهين، عذاب بكل ما تعنيه الكلمة، أوجاع شديدة للغاية، آلام شديدة جداً، لكن بمنتهى ما يمكن أن يتخيله الإنسان وأكثر من ذلك.

– مع كل تلك العذابات، والأوجاع، والآلام، والأحوال الرهيبة جداً، لا ينفع الدعاء ولا ينفع التضرع، ولا ينفع البكاء، ولا ينفع الصراخ أبداً

– {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا} هم في حالة من الصراخ مع ما يتقلَّبون فيه من العذاب، ويتخبَّطون فيه من العذاب، ولا يستقر لهم حال، لا يستطيعون أن يجلسوا، وأن يستقروا بهدوء؛ من شدة الآلام والعذاب

– {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} أدركوا أنَّ الذي أوصلهم إلى ما وصلوا إليه هو تفريطهم في العمل الصالح، أيام كانوا في هذه الحياة الدنيا

– {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} في حالة رهيبة جداً، يحترقون بنيرانها، في منتهى العذابات، والآلام، والأوجاع،

 – {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} يطلبون فرصة واحدة، عودة إلى هذه الحياة، وفرصة واحدة للعمل

– الحالة في نار جهنم والعياذ بالله، حالة رهيبة جداً، ولا لحظة واحدة يخفف فيها العذاب على الإنسان، ولا لحظة واحدة تخف عنه الآلام والأوجاع الرهيبة والشديدة، هو في حالة ضغط نفسي رهيب جداً، يجتمع عليه كل أصناف العذاب النفسي، ضجر شديد جداً، حزن شديد جداً، غضب من نفسه، وممن أوصله إلى ذلك العذاب شديد جداً

– حالة رهيبة جداً جداً، فلا ذرة من الرحمة، ولا لحظة يُفرَج فيها العذاب عن الإنسان، ولا لحظة فرج أبداً، حالة رهيبة جداً والعياذ بالله.

– {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ * قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى} أتت الرسل، أتى النذير، أتى الهدى، وصلت دعوة الله، لكن المشكلة عند الإنسان، {قَالُوا فَادْعُوا} يعني نحن لا نستجيز أن ندعو لكم، يرفضون الدعاء لهم، أو التوسط لهم

– يطلبون الموت؛ ليتخلصوا مما هم فيه، بينما الكثير من الناس في هذه الدنيا فعل كل ما أوصله إلى نار جهنم، وفرَّط فيما فيه نجاته من نار جهنم؛ خوفاً من الموت، هناك يطلبون الموت

– {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} لا مجال أبداً، لا مجال حتى للموت الذي يتمنونه، كل محاولاتهم للخروج والهروب تبوء بالفشل، وتتحول إلى جزءٍ من عذابهم

– هي رحلة رهيبة في نار جهنم، يحاولون أن يخرجوا من نار جهنم، فيضربون بمقامع الحديد، ويعذَّبون بعذاب الحريق والعياذ بالله.

– القرآن، فيه حديث واسع جداً عن أحوال الآخرة، عن مقامات الحساب، عن أحوال الإنسان في نار جهنم، هي من الإنذار الذي أنذر الله به عباده وحذَّرهم، حذَّرهم في هذه الدنيا، ودلَّنا على ما فيه نجاتنا، ولذلك هو حجةٌ لله على عباده، ولا حجة للإنسان يوم القيامة أبداً.

– {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} يشهدون على أنفسهم أنَّ الله قد أتمَّ عليهم حجته

– من المهم لنا أن ندرك قيمة هذه الفرصة في هذه الحياة، وقيمة هذه الفرص التي وهبنا الله إيَّاها، مثل ما هو شهر رمضان ببركاته، بما يربينا على تقوى الله سبحانه وتعالى، بما يعزز من علاقتنا بالقرآن الكريم، بهدى الله وتعليماته، أن نتَّجه في الواقع العملي

– ما هناك شيءٌ لا من المخاوف يستحق من الإنسان أن يفرِّط في نجاته، وأن يخاف خوفاً يدخله إلى نار جهنم، خوفاً من الطغاة، خوفاً من المجرمين، فيخنع لهم، ويخالف توجيهات الله وتعليمات الله، خوفاً على مصالح من هذه الدنيا الزائلة

– أي مخاوف توصل الإنسان إلى نار جهنم فذلك حماقة رهيبة جداً، أو شهوات وأطماع وإغراءات، توصل الإنسان إلى نار جهنم، وينسى كل شيء، أمر رهيب جداً، حالة خطيرة جداً

– يجب أن نلتفت جميعاً إلى تذكير الله لنا، ونداءاته التي تدعونا لأن نقي أنفسنا من ذلك العذاب الشديد {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} لا يمكن أن يتعاطفوا معك، ولا أن يشفقوا عليك، ولا أن يرحموك أبداً، {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.

– من المهم أن يغتنم الإنسان فرصة الشهر المبارك في التوجه نحو الله سبحانه وتعالى بالدعاء، بالعتق من النار، بالسعي إلى أن تزداد صلة الإنسان بهدى الله، أن يقوى إيمانه بالله، أن يتَّجه عملياً وفق توجهات الله سبحانه وتعالى.

 

 

قد يعجبك ايضا