مقتطفات من المحاضرة الرمضانية الحادية عشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 12 رمضان 1444هـ

– خسارة الشيطان رهيبة فهو خسر مكانته، فكان في السماء وعبد الله بين صفوف الملائكة بما يدل ذلك من مقام رفيع ارتقى إليه، وبقي في ذلك بين أوساط الملائكة لآلاف السينين، لكن مشكلته أنه اغتر، وانحرف في واقعه النفسي نحو العجب بالنفس والغرور وحالة الكبر، وذلك عندما جاء الاختبار كشف واقع نفسه.

– عندما خسر الشيطان ذلك المقام الرفيع الذي كان يحض فيه باحترام حتى الملائكة وطرد من السماء مذموماً مدحوراً ملعوناً ولعنه الله وطرده من سماواته ورحمته، فخبثت نفسه أكثر وأكثر، حتى تحول إلى عنصر وكائن خبيث ضال ومفسد.

– ثم مع ذلك مع خسارته لإيمانه ومقامه الرفيع بين أوساط الملائكة أصبحت خسارته رهيبة جدا فيما يتعلق في الآخرة، أصبح مصيره المحتوم هو نار جهنم يعذب فيها للأبد، وأصبح هو رمز الشر والإجرام الذي يتولاه الفاسقون والكافرون وكل فئات جهنم من المجتمع البشري.

– إذا كان الإنسان اتجه الاتجاه السيء، وفتح الثغرات على نفسه لتأثير الشيطان، وكلما اتجه الإنسان نحو رغبات نفسه، قويت سيطرة الشيطان على نفسه.

– جعل الله كيد الشيطان ضعيفاً، هو في أصله ضعيف، إنما يقوى تأثيره على الذين ينحرفون، لأنها ضعفت فيهم كل قوى المناعة، فإذا ضعفت منعة الإنسان سيطر عليه الشيطان.

– الله سبحانه وتعالى فضح أساليب الشيطان، وأنه يعتمد أسلوب الإغواء والخداع والتغرير بالإنسان، يحاول أن يضل الإنسان ويزين له القبائح، مع أنها قبائح لا تنسجم مع فطرته يقول الله سبحانه وتعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ} تحذير مهم جداً كفيل إذا أخذنا به بحمايتنا بشكل تام من توريط الشيطان بنا وتوريطنا في كبائر المعاصي والموبقات التي تسبب خسائر الإنسان.

– الشيطان يأتي الإنسان من بين يديه ويمينه وشماله ومن خلف، يعني من كل الجهات، من أي ثغرة يستطيع أن يؤثر بها على الإنسان، وهو يدرك أن بعض الموبقات (المعاصي) لو يوسوس لك بها ويخطر لك بها في البداية لاستفزك ذلك ولما قبلتها أصلاً، لا زال وازع الضمير والإيمان حيا.

– لو خطر لك الشيطان جريمة الزنا.. لاستفزك ذلك غاية الاستفزاز ويمقت ذلك الفعل الشنيع الدنيء القبيح الإجرامي الذي هو معصية عظيمة من معاصي الله سبحانه وتعالى التي تحبط أعماله الصالحة، التي تؤثر على نفسيته تأثيراً فضيعاً لكن الشيطان يجره إلى ذلك خطوة خطوة.. يبدأ في ذلك بتدنيس نفسيتك الإيمانية يضرب عفتك الإيمانية شيئاً فشيئاً، يؤجج حالة المجون شيئاً فشيئاً من خلال المراسلات الخليعة وغيرها حتى يضرب في نفسك كل تلك الحواجز الإيمانية العظيمة، ثم يسعى للإيقاع بك في ذلك المطاف والعياذ بالله.

– الإنسان إذا سار في أول خطوة، يتشجع الشيطان، ويهيئ له الخطوة الثانية ويحاول أن يزلق بك نحو الخطوة الثانية وهكذا بمقدار كل خطوة تخطو فيها أنت تضعف في إيمانك شيئاً فشيئاً، وازعك الفطري الإيماني الذي تشعر من خلاله بالندم العميق عند الزلل، يحاول أن يؤثر عليه شيئا فشيئا.

– من أولى مساعي الشيطان أن يوقع الإنسان فيها هي الفحشاء، ويدفع كل أعوانه والموالين له والخاضعين له للعمل في هذا الاتجاه، في العالم الآن في مختلف البلدان بدءا من العالم الغربي الذي أصبح موطناً للفحشاء.

– الله سبحانه وتعالى حينما يقول {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا} الله سبحانه وتعالى حذرنا بيّن لنا أساليب الشيطان طرق إغوائه الثغرات التي يدخل منها، أساليب المنعة التي يمنعه عنا.

– وساوس الشيطان المستمرة والتزيين المستمر والتأثير التدريجي حتى يوقع بالإنسان، يشتغل بمرونة، ينشط في أي مجال إذا  استعصى عليه معك في جانب معين، بحث في جانب آخر.

– همه توريط الإنسان بأي شكل من الأشكال ليخسر ويشقى ويضل ليكون مصيره العذاب والعياذ بالله يشتغل حتى في المجالات التثقيفية فيما يقدم باسم الدين، يستهدف حتى الفئة المثقفة.

– يقول الله سبحانه وتعالى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} عالم، آتاه الله المعرفة بالآيات والهدى وتعليمات الله سبحانه وتعالى، ولكنه انحرف عنها في مقام الاتباع والاهتداء والتمسك بها، لما بدأ هو بحالة الانحراف واتجه نحو البديل الذي هو اتباع هوى نفسه، اتجه نحو الأطماع المادية، وجد الشيطان فرصته للتأثير عليه والإيقاع به في معاصي الله.

– الشيطان لعنه الله بدأ نشاطه بعد أن طرد من السماء وتحول إلى عنصر خبيث ضال مجرم فاسد، بدأ نشاطه لوحده، يتحرك بمفرده، وعمل على الاستهداف في أول جولة في الصراع له مع آدم، عمل على إخراج آدم وزوجته من الجنة، عمل على الإيقاع بهما فيما يخرجهما من الجنة بهدف أن يشقيا ويعانيا.

– يقول تعالى {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}  فالشيطان له قبيله، يعني أعوانه، أعوان كثيرة من الجن، وهم يتحركون معه وفي الوقت الذي قد لا ترى بجوارك أحد تظن أنك لوحدك، قد تفكر تفكيراً سلبياً، ثم تجد نفسك تنجذب بشكل سيئ، قد يكون إلى جانبك عدة شياطين وهم يحاولون أن يؤججوا فيك تلك المشاعر.

– فاتساع دائرة النشاط الشيطاني من خلال شياطين الجن الكثر مسألة يجب أن نستوعبها جيداً، وحسب حديث رسول الله أنه يحاولون يعملون بحسب تخصصات ويحاولون الإبداع فيه، فمثلا شياطين ينشطون في الإفساد وشياطين ينشطون في مجال نشر الأفكار والشبه، البعض منهم ينشط في مجال النزغ يتخصصون في تلك المجالات كيف يثيرون المشاكل وكيف يثيرونها إذا ما وجدت بين الناس.

– إذا اهتدى إنسان وتاب وعاد إلى الله يغيظه جداً.. وهكذا هو في عمل نشط، يرى نفسه في حرب مستمرة ميدانها هم الناس المجتمع البشري رجالهم ونساءهم.

– يشتغل حتى في المجالات التثقيفية فيما يقدم باسم الدين، يستهدف حتى الفئة المثقفة.

– لكن الشيطان يجره إلى ذلك خطوة خطوة.. يبدأ في ذلك بتدنيس نفسيتك الإيمانية يضرب عفتك الإيمانية شيئاً فشيئاً، يؤجج حالة المجون شيئاً فشيئاً من خلال المراسلات الخليعة وغيرها حتى يضرب في نفسك كل تلك الحواجز الإيمانية العظيمة، ثم يسعى للإيقاع بك في ذلك المطاف والعياذ بالله.

– يقول الله سبحانه وتعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ} تحذير مهم جداً كفيل إذا أخذنا به بحمايتنا بشكل تام من توريط الشيطان بنا وتوريطنا في كبائر المعاصي والموبقات التي تسبب خسائر الإنسان.

 

قد يعجبك ايضا