وللنزاهة رجالها …. بقلم/حمير العزكي

 

عندما تم الاتفاق على تشكيل المجلس السياسي الأعلى لتولي ادارة شئون البلاد على اساس الشراكة بين جميع المكونات الوطنية والسياسية الفاعلة في الساحة الوطنية كان الاتفاق ضمنا على ان تسلم اللجنة الثورية العليا السلطة والحكم للمجلس السياسي الأعلى .. وهنا نحاول استذكار ماحدث حينها واسترجاع ذاكرة المواقف .
 
حينها قرر الرئيس السابق محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا الدعوة الى مسيرات حاشدة وبذل كل جهده في التحشيد لها .. لماذا ؟؟ ليس للمطالبة ببقائه واعلان التمسك به او الاحتماء وراء تلك الحشود لرفض تسليم السلطة كماهو المعتاد من كل الساسة العرب ..
ولكن … لمباركة الإتفاق السياسي وتأييد المجلس السياسي الأعلى ومنحه الشرعية الشعبية الى جانب الشرعية الدستورية .
 
حينها جمع الرئيس السابق محمدعلي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا ومعه كل أعضائها وكل فرق العمل التابعة لها كافة أغراضهم ومتعلقاتهم الشخصية والتي لم تتجاوز حقائب اليد !!! وغادروا جميعا القصر الجمهوري دون تباطؤ او تلكؤ او حتى وقفة طلل عابرة ، لم يلتفتوا للهدايا و الأوسمة التي منحت لهم خلال فترة توليهم لأنهم يؤمنون انها لم تهد لأشخاصهم وانما لصفاتهم .
 
حينها ترك الرئيس السابق محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا كل المواكب الرئاسية التي كانت تحت تصرفه لم يحاول بل لم يفكر حتى بالاحتفاظ ببعض من سيارتها الفارهة الحديثة ولم يشترط بل ولم ينوي الاحتفاظ بسرية او كتيبة او لواء من الحرس الرئاسي لحمايته الشخصية بعد تركه مهام منصبه، كما أنه لم يطالب بإستمرار صرف المخصصات المعتمدة في موازنة الرئاسة او حتى جزء منها تحت أي مسمى .
 
وما أثار اهتمامي ودفعني لمثل هذا القول هو الخطوة الأخيرة الشجاعة الحكيمة التي قام بها الرئيس السابق محمد علي الحوثي بإرساله طلبا رسميا لرئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بتشكيل فريق فحص ومراجعة وتدقيق في كل نفقات اللجنة الثورية العليا خلال فترة توليها ، فكان طلبا لم يسبقه اليه أحد ، لم يطلب الحصانة من المسآءلة القانونية او الملاحقة القضائية كما فعل آخرون !! ولم يشترطها مطلقا كما اشترطها آخرون كأساس لأي اتفاق !! بل انه لم يطالب حتى بتحصين قرارات اللجنة الثورية العليا من الطعن فيها !!!!
 
ربما لاتكفي مليارات علامات التعجب للتعبير عن مثل هذه المواقف ، وعن وجود شخصيات وهامات وطنية بهذا القدر من النزاهة ، في زمن كالذي نعيش فيه ، وربما يستوجب ذلك ايضا وضع علامات استفهام بمقدار علامات التعجب تلك بل وأكثر ، أمام استهداف مثل هذه الشخصيات بحملات تشويه مكثفة وممنهجة ، أتحدى كل من يقوم بها او يقف وراءها او يمولها او يتباناها من أصغرهم وحتى أكبرهم، أن يطلب من الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ماطلبه الرئيس السابق محمد الحوثي ، وأن يخضع نفسه لسلطة وسطوة القانون وأجهزته الرقابية !!! … أتحداهم جميعا لأن الوطن يعرف منهم رجاله و للنزاهة رجالها .
قد يعجبك ايضا