المتخاذلون عن الجهاد سيسقطون في الفتنة

المتخاذلون عن الجهاد سيسقطون في الفتنة

{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي} البعض يستأذن في التخاذل عن الجهاد يريد أن يتخاذل بإذن، ثم وهو يطلب الإذن في تخاذله عن الجهاد في سبيل الله يقدم المسألة بأنه متدين، وأنه يخاف من الجهاد الوقوع في الفتنة، فيرى في تحركه الجهادي مدعاة للوقوع في الفتنة.
وهم يحكون أنه في عصر النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) جاء أحد المحسوبين على الإسلام إلى الرسول، يطلب من الرسول أن يأذن له في التخلف عن الجهاد، قال أنه لا يطيق الابتعاد، الابتعاد عن أهله عن زوجته، ويخاف الوقوع في المحظور وخصوصاً إذا شاهد بنات الروم، هذا التلفيق السخيف وهذا التظاهر السخيف والزائف بالدين، ومن منطلق يريد أن يتخلف عن الجهاد باسم ماذا؟ باسم التدين، وهناك كثير من هذه النوعية، يقدم نفسه على أنه متدين، وأنه يخشى من الجهاد بعض المحق أو خلل في دينه أو تصرفات أو أشياء قد تبطل تدينه أو تحبط إيمانه، فيرى أن الجهاد مدعاة للوقوع في الفتنة بأي شكل من أشكال الفتنة، ثم يحاول أن يجعل ذلك مبرراً دينياً لتخاذله.
{أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ} لما لم يجاهد، لما تخلف عن الجهاد في سبيل الله سقط في الفتنة، وهوى في الذنب في هاوية الذنب والمعصية، {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} والبعض يسمي الجهاد فتنة بكله، البعض يعتبر الجهاد في سبيل الله فتنة بكلها، وهم سقطوا في الفتنة بتخاذلهم وتثاقلهم وموقفهم السلبي من الجهاد في سبيل الله.

بتخاذلك عن الجهاد ورفضك لأمر الله سيوقعك في عميق جهنم

{وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} من يقصد هنا بالكافرين؟ هل يعني بذلك الخارجين عن الملة؟ لا، هو ليس في سياق الحديث عن الخارجين من الملة، هو يعني الكافرين: الرافضين لأمر الله؛ لأن الرفض لأمر الله هو كفر، شكل من أشكال الكفر الرفض لأمر الله سبحانه وتعالى، والكفر درجات ومراتب، منه ما يُخرج عن الملة، ومنه ما لا يُخرج عن الملة، لكن الإنسان في حاله ومن خلاله قد سبب لنفسه الهلاك والعياذ بالله، ولا ينفعه اسم الإسلام ولا انتمائه الكاذب إلى الإيمان.
محيطة بهم لا يمكنهم الهروب منها، وتخاذلهم عن الجهاد ورفضهم لأمر الله سبحانه وتعالى وواقعهم السيء سيوقعهم في عميق جهنم، في عميق جهنم، أين ستهرب من جهنم؟ تخاذلك عن الجهاد في سبيل الله، ورفضك لأمر الله العظيم هو إيقاع لنفسك في جهنم التي لا يمكن أن تهرب منها إلى أي اتجاه.

دروس من ســورة التــوبــة -الدرس الرابع
ألقاها السيد:
عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.
بتاريخ
13/رمضان/1434هـ

قد يعجبك ايضا