ملف الأسرى إلى الواجهة: غروندبرغ يستأنف نشاطه
أطلقت الرياض حراكاً دبلوماسياً لإحياء مفاوضات السلام في اليمن، في حين تؤكد صنعاء استعدادها للسلام، وكذلك للحرب، وجاهزيتها لإنهاء جمود ملف الأسرى.
وسط حديث عن حراك إقليمي تقوده سلطنة عمان، لإنعاش مسار السلام في اليمن، وذلك بعد وقف الحرب في غزة، أعادت الرياض، تحريك ملف المفاوضات مع صنعاء، بإجراء سفيرها لدى اليمن، محمد آل جابر، لقاءات مع قيادات في «المجلس الرئاسي» في أثناء الأيام الماضية، تركّزت، بحسب ما نُقل عن مصادر سياسية يمنيّة في السعودية، على إحياء التفاهمات الموقّعة قبل عامين، وسبل تنفيذ «خارطة الطريق» الأممية التي تمّ الاتفاق عليها أواخر عام 2023.
وعليه، عاد المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى الرياض، بناءً على دعوة سعودية. وقال بيان صادر عن مكتبه، أمس، إنّ غروندبرغ، عقد سلسلة اجتماعات مع آل جابر، إضافة إلى سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والسفير الإماراتي لدى اليمن. وأفاد بأنّ النقاشات شملت تحريك ملف السلام في اليمن، في ضوء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ومع أنّ غروندبرغ، لم يوضح نتائج اللقاءات، إلا أنّ توقيت حراكه الجديد يشير إلى محاولة الرياض، التهدئة مع صنعاء، لا سيّما وأنّ الأخيرة بعثت بعدّة رسائل إلى الأولى، أكّدت فيها استعدادها للسلام بقدر استعدادها لأي تصعيد عسكري. وتضمّنت الرسائل تهديدات إلى السعودية، عكسها تذكير عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، حزام الأسد، في منشور على منصة «إكس»، بالهجمات على عملاق النفط السعودي «أرامكو» في أيلول 2019، وتأكيده أنّ «صبر اليمن نفد في ضوء ما يعانيه شعبه». كما كان عضو «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، محمد علي الحوثي، قد حذّر، في تصريحات صحافية، السعودية من مغبّة التلاعب باستحقاقات السلام.
عودة المنسّق المقيم للأمم المتحدة، تدحض مزاعم عدن عن نقل المنظّمة مكاتبها من صنعاء
وبالتوازي مع ذلك، شهدت صنعاء، في أثناء الأيام الماضية، حراكاً دبلوماسياً مع عودة المنسّق المقيم للأمم المتحدة، جوليان هارنيس، بعد أقلّ من شهر على إعلان حكومة عدن نقل المنظمة الدولية كافة مكاتبها من صنعاء إلى الجنوب. وفي هذا الإطار، أبدت حكومة «أنصار الله» استعدادها لاستكمال ما تمّ البناء عليه بخصوص مشاورات تبادل الأسرى التي جرت برعاية الأمم المتحدة.
وكان شدّد رئيس هيئة شؤون الأسرى في صنعاء، عبد القادر المرتضى، في منشور على منصة «إكس»، على ضرورة العودة إلى المفاوضات لإنهاء معاناة آلاف من الأسر التي لا تزال تنتظر معيليها أو أبناءها الأسرى. وأبدى المرتضى استعداد «أنصار الله» للدخول في «صفقة شاملة» للإفراج عن جميع الأسرى، معرباً عن أمله في «انفراجة قريبة» في هذا الملف. ولفت إلى أنّ ملف الأسرى في اليمن، يعاني من جمود طال أمده. كما وجّه انتقاداً حادّاً إلى الرياض، حين أعرب عن الأمل بأن «يكفّ النظام السعودي والموالون له عن عرقلة وتعقيد ملف الأسرى في بلدنا».
رشيد الحداد الخميس 16 تشرين اول 2025