كيفَ نكونُ أمامَ الذينَ في قلوبِهم مرض ؟

كيفَ نكونُ أمامَ الذينَ في قلوبِهم مرض ؟

{فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ}(المائدة: من الآية52) لاحظ (الفاء) في قوله {فَعَسَى اللَّهُ} توحي بأن أولئك الذين يسارعون فيهم، أولئك الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم، سيأتي اليوم الذي يندمون فيه على كل ما عملوه معهم، على كل ما بذلوه من جهودٍ فيهم، على تلك الجهود التي سارعوا إليها، سارعوا في بذلها فيهم. {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ}(المائدة: من الآية52) وعبارة {أمرٍ من عنده} واسعة {فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}(المائدة: من الآية52).
{فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} من هذه الآية من قوله: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}(المائدة: من الآية52) إلى قوله: {فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}(المائدة: من الآية52) تعنى بأنه يجب أن نكون واعين نحن أمام من تنطلق من أفواههم هذه العبارات من كبير أو صغير، من يدعي أنه خائف علينا منهم، أو من يدَّعي أنه خائف على نفسه منهم، فيريد أن يجمّد المسلمين، يجمد أي حركة للمؤمنين؛ لأنه إما خائف عليهم وإما خائف على نفسه، من خلال تحركهم فليتوقف كل صوت يكون معادياً لأوليائه.
هذه في حد ذاتها تخلق لدينا وعياً أن كل من انطلق مسارعاً فيهم، وتحت أي عنوان يقدمه إنما هو ممن في قلوبهم مرض، وما يقوله إنما هو مجرد تَفَوّه، فعندما يقول: إنما كان ذلك من أجل حرصٍ على مصالحكم، وحفاظاً عليكم. نقول له: لا. لا. نحن رأينا المسارعة، نحن رأينا المسارعة عندما جاءت أمريكا لتقدم نفسها قائداً للتحالف الدولي ضد ما يسمى بالإرهاب، ألم يسارعوا فيهم جميعاً؟. يكفينا هذه، أن كل كلمة يتفوهون بها من بعد غير مقبولة.
فعندما يقول: اسكتوا لا تتحركوا لا تعملوا شيئاً نحن إنما أوقفناهم، نحن إنما رديناهم، وإلا ربما كان ستحصل ضربة، ربما سيحصل كذا، وإذا عملتم كذا سيحصل كذا، اتركوا.. اتركوا. سنقول له: لا.. إن الله هو الرحمن الرحيم هو الذي يأمرنا أن نقف هذه المواقف، أليس الله هو أرحم بنا من أي إنسان آخر؟ أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا وأرحم بنا من زعماء بلداننا؟ أرحم بنا من حكوماتنا؟ هو من يطلب من عباده المؤمنين أن يتحركوا، هو من يعمل هذا العمل الكبير جداً، جداً في هدايتنا إلى أن نكون واعين، هو من يعمل على أن يخلق في قلوبنا وعياً وفهما، وإيماناً واعياً, إيمانا واعيا.
دروس من هدي القرآن سورة المائدة الدرس الأول للسيد حسين بدر الدين الحوثي

قد يعجبك ايضا