القول السديد :صحيفة الحقيقة العدد”350″:دروس من خطابات ومحاضرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله

القول السديد 

الجهاد في سبيل الله في هذا الزمن من أهم مصاديقه، وأقدس مصاديقه، وأعظم مصاديقه التصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية الشاملة على أمتنا

الفطرة والمبادئ الإلهية تدفعنا لمواجهة الهجمة الأمريكية

أيها الإخوة والأخوات: هناك أمم في هذه الأرض وهي لا تنتمي إلى الإسلام، الإسلام في مبادئه الإلهية العظيمة، في أخلاقه العظيمة، في شريعته العظيمة والمقدسة والمباركة، لكن لديها طموحها الإنساني، لا زالت بفطرتها الإنسانية تصر على أن تكون أمةً حرة، واتجهت في هذه الحياة لتفصل نفسها عن الخضوع لأمريكا، عن التبعية لأمريكا، عن الاستسلام لأمريكا، وتسعى لأن تكون أمةً متحررة من الخضوع لأمريكا، ومن التبعية لأمريكا، نحن نعرف كيف تسعى روسيا مثلاً للتحرر من الهيمنة الأمريكية، ولتكون نداً أمام الأمريكي، كيف تسعى الصين، كيف تسعى كوريا الشمالية… كيف تسعى بلدان هنا وهناك، بعض البلدان في أمريكا اللاتينية مع قربها من أمريكا تسعى لأن تكون حرة، ومنعتقة من الهيمنة الأمريكية، لماذا؟ لأنهم يدركون أنَّ الهيمنة الأمريكية هي استعباد، هي إذلال، هي قهر، هي مصادرة للحرية، هي مصادرة للكرامة، هي مصادرة للاستقلال، وهم لا يريدون أن يعيشوا هذه الحياة، نحن بالأولى- كأمة مسلمة- نحن بالأولى أن نكون أعظم إصراراً، وأكثر تصميماً على أن نكون أمةً حرة مستقلة، تبني حياتها في هذه الحياة، تبني مشوارها في هذه الحياة على أساسٍ من مبادئها العظيمة، وقيمها العظيمة، وأخلاقها الإلهية القرآنية الإسلامية العظيمة، نحن أولى بالحرية، بالاستقلال، بالكرامة.

 

ثم نحن نعيش في واقعنا في واقع هجوماً علينا كأمة، أمريكا هي التي هجمت علينا، هي التي أتت إلينا، لسنا نحن كأمة مسلمة من ذهبنا في السفن وانتقلنا عبر البحار لنهجم عسكرياً على الولايات المتحدة الأمريكية، ولنعتدي على سكانها ومواطنيها، ونقتحم عليهم المدن، وننهب عليهم المقدرات والثروات والخيرات، ونقيم في بلدانهم القواعد العسكرية للاستئثار بكل ممتلكاتهم، والتحكم بكل قراراتهم، والتدخل في كل شؤونهم. هم من أتوا إلينا هم، هم من أتوا إلينا، هم من بدأوا بالتدخل في كل شؤون حياتنا، يتدخلون سياسياً، أين هو البلد العربي الذي لا تتدخل الولاية المتحدة الأمريكية في شؤونه السياسية، أين هو؟ أين هو البلد الإسلامي الحر الذي هو بمنأى عن كل مؤامرات أمريكا، وتحترمه أمريكا، وتحترم استقلاله، لا تتآمر عليه، لا تضايقه؟ هي تركز على المنطقة بشكلٍ عام، وتسعى للسيطرة عليها بشكلٍ عام، وتتعامل معنا كشعوب إسلامية، كأمة مسلمة عربية وغير عربية… كل هذه الأمة الإسلامية، تتعامل معها بعدائية شديدة، هي تكرهنا كمسلمين، وهي تسعى للسيطرة علينا بعدائية.

أعظم مصاديق الجهاد في سبيل الله في هذا الزمن

عندما أتت كل آيات الجهاد، وكل الحديث عن الشهادة، هي لتبني منا أمةً ذات منعة تواجه أعداءها، تواجه التحديات، تواجه الأخطار، تتصدى لقوى الشر، لقوى الإجرام، وليس لتبقى أمةً مستكينة، ولذلك يأتي القرآن الكريم ليؤكِّد على ذلك، تأتي آيات الجهاد في القرآن وآيات الشهادة لتؤكِّد على ذلك، سبيل الله هو سبيل المستضعفين، نصرتهم، عزتهم، فلاحهم، قوتهم، منعتهم، دفع الظلم عنهم، دفع الشر عنهم، دفع الفساد عنهم، الجهاد في سبيل الله في هذا الزمن من أهم مصاديقه، وأقدس مصاديقه، وأعظم مصاديقه التصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية الشاملة على أمتنا، الهجمة الواضحة، الهجمة العدوانية، الهجمة الاستكبارية، الهجمة المعادية التي هي ذات طابع إجرامي، فيه قتل، فيه استباحة، فيه نهب، فيه مصادرة للكرامة والاستقلال، من أهم مصاديق الجهاد في سبيل الله هو التصدي لهذا الخطر، لهذا الشر، انطلاقاً من تلك المبادئ الإلهية في إسلامنا، في قرآننا، ومن أهم مصاديق الشهادة هو الاستشهاد وأنت تتحرك في هذا الطريق، في هذا الاتجاه انطلاقاً من تلك المبادئ والقيم والتوجيهات الإلهية، في هذه الطريقة التي رسمها الله -سبحانه وتعالى-.

الأمريكي هو الذي هو في موقع البغي، والعدوان، والإجرام، ونشر الفتن، مَن الذي نشر داعش؟ الممول هو غير الأمريكي؛ لأنه لا يريد أن يدفع المال، لكنه هو الذي يهندس، ويشرف، ويتابع، ويوجِّه، ويأمر، ويرتِّب، ويهندس المسألة بكل تفاصيلها، الآخرون قد يموِّلون وقد ينفِّذون.

توحُّد الأمة ضد الهجمة الأمريكية فريضة مقدسة

نحن نعلنها بكل وضوح، نحن لا نقبل بهذه التجزئة في المعركة، ونحن كنا منذ يومنا الأول ومنذ انطلاقة مسيرتنا القرآنية نؤكد على ضرورة أن يتوحد كل أبناء الأمة في هذه المعركة، أن يكونوا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، أن يعتصموا بحبل الله جميعاً، أن يتعاونوا في كل ما يعنيه التعاون على كل المستويات في التصدي لهذه الهجمة الأمريكية والإسرائيلية، هذا موقفٌ مشروع، هذا توحدٌ هو بالنسبة لتعليمات الله -سبحانه وتعالى- فريضة من الفرائض، توجيه من التوجيهات الإلهية الملزمة، وتوحدٌ مشروع، إذا كان للآخرين أن يتوحدوا على باطلهم، وأن يتعاونوا في ظلمهم لأبناء هذه الأمة، وأن يتكاتفوا في مؤامراتهم علينا كمستضعفين، فإن لنا كمستضعفين ومظلومين ومسلمين أن نتوحد ونتعاون وتتظافر جهودنا في دفع هذا الشر الذي يستهدفنا جميعاً، وفي التصدي لهذا الخطر الذي يهددنا جميعاً.

المرحلة دخلت الآن فصلاً جديداً من المواجهة، عنوانه هو هذا: التوحد في التصدي لهذا الخطر، لهذه الهجمة، التعاون في التصدي لهذا الخطر ولهذه الهجمة، وكما تعاون أولئك في تحالفاتهم الإجرامية والظالمة والاستكبارية والآثمة لظلم أبناء هذه الأمة، نتعاون إن شاء الله، ونتحالف إن شاء الله، وتتظافر جهودنا إن شاء الله، وتتوحد مواقفنا- إن شاء الله- كأحرار في هذه الأمة في التصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية، عندما نستهدفهم هم استهدفونا قبل ذلك، هم اعتدوا علينا قبل ذلك، هم في واقعهم في حالة هجمة مستمرة لسنوات طويلة في كل المجالات، لا تستثني شيئاً في واقعنا، وهم يتآمرون علينا بكل المؤامرات، نحن لسنا في موقع البغي، ولا نحن افتعلنا المشاكل، ولا نحن سعينا للمشاكل؛ إنما نتصدى لخطرٍ قائم، إنما نتصدى لهجمةٍ قائمة، إنما نواجه عدواناً بالفعل هو قائمٌ علينا كشعوب في هذه المنطقة وفي هذا العالم.

 

ولذلك نحن في الموقف الحق، وفي الموقف المشروع، ولن نتحرج من ذلك، لن نتحرج بأن نقول: نحن مع كل الأحرار من أبناء أمتنا الإسلامية، وأملنا- بإذن الله- أن تتوسع هذه الدائرة، وكان من المفروض أن يكون عليها كل أبناء الإسلام، أن تكون كل هذه الأمة الإسلامية في كل بلدانها وفي كل شعوبها أمةً متوحدة لمواجهة الخطر الأمريكي والإسرائيلي، والتهديد الأمريكي والإسرائيلي، ودفع هذا الشر الأمريكي والإسرائيلي، كان هذا هو المفترض، كان هذا هو الواجب، كان هذا هو الموقف الصحيح، ومن شذَّ عنه، وخرج عنه، وانحرف عنه هو  المخطئ، هو الذي يتوجه إليه اللوم، والعتاب، والذم، والتهمة بالنفاق، والتهمة بالعمالة، والتهمة بالخيانة.

الموقف الصحيح لكل المسلمين في كل أقطارهم في كل بلدانهم أن تتوحد كلمتهم لدفع الشر الأمريكي والإسرائيلي، وبدلاً من التأييد لأمريكا في عدوانها، التأييد لكل موقفٍ ولكل فعلٍ مقاومٍ في التصدي للشر الأمريكي، والخطر الأمريكي، والخطر الإسرائيلي.

  نصيحة لدول العدوان

نتمنى أن يستوعب كلٌّ من النظام السعودي والإماراتي الدرس، وأن يراجعا الحسابات، ربما تكون التطورات القادمة كبيرة، ربما تكون تأثيراتها على النظامين سلبية جدًّا إن استمرا في دورهما السلبي والعدواني علينا وعلى غيرنا، نحن لسنا عدوانيين على أحد من أبناء أمتنا أبداً، لا على خليجي ولا على أي بلد من بلدان أمتنا، موقفنا من أمريكا وإسرائيل موقف مبدئي، وموقف صحيح، وموقف محق، والدور الأمريكي والسياسات الأمريكية الاستكبارية والعدوانية هي خطر على جميع أبناء أمتنا، وخطر واضح، وتهديد واضح، ومشكلة قائمة بالفعل، والخطر الإسرائيلي خطر على أمتنا جميعاً، والكيان الإسرائيلي الصهيوني عدوٌ لأمتنا جميعاً، وعدوٌ لنا معه معركة في الميدان وهو يحتل فلسطين، ويحتل مناطق أخرى من المناطق العربية المسلمة.

 

قد يعجبك ايضا