ثورة الشعب … بدأت ثورة العقول في 2002م ونضجت ثمرتها في 2011م وقطفتها القوى الثورية الشابة بفضل الله في 2014م

الحقيقة/كتب/محمد_أبونايف

شهدت المجتمعات على مدار العصور – ولا زالت – حالات من الحراك، تتجلى بوضوح في الفعل الثوري السياسي والرغبة في التغيير، وتتبلور في إحساسها بحقها في أن تنعم بحياة عمادها العدل والحرية واحترام حقوقها الإنسانية وكرامتها البشرية. وتنتفض بين الحين والآخر طلائع ثورية تمثل ضمير شعوبها، باحثةً عن دورها الذي وجدت من أجله وراسمةً حلمها التغييري عازمةً على أن تطيح بالدكتاتوريات التي تسببت في قعود مجتمعاتها عن مواكبة التطور الإنساني.

وتأتي إسهامات شباب الثورة في إطار تقديم الخبرة الإنسانية التراكمية للشعوب، تنميةً للعقل التغييري، وتعزيزاً للفكر الاستراتيجي، ونشراً لثقافة التغيير على أسس علمية. مستفيداً من ذلك من التجارب الإنسانية على مر العصور، لاستكمال وصقل وتطوير طرق الكفاح التي بدأها أحرار الإنسانية الصامدون في كل ساحات الحرية والتغيير. الذين واجهوا الظلم والاستبداد بالقلم والصحيفة والفكر الحر وكلمة الحق والصرخة المدوية التي أسقطت قداسة الحكام الظالمين وأربكتهم وهزت عروشهم، وحيث أن لوسائل النضال السلمية أثرها الكبير الذي تجاوز قوة العنف والسلاح تأكيداً على حقيقة (انتصار الدم على السيف).
تستعمل الشعوب وسائلها الخاصة في نضالها ضد الديكتاتوريات وهذا يعتمد أساساً على قوة الشعوب، وهذه القوة التي تستند إلى وسائل فعالة ومؤثرة تقابل أسلحة الأنظمة المستبدة، غير أن ما يميزها أن قوتها لا تكمن في إزهاق الأرواح أو تفجير المنشآت، إنما في بناء أفضل ما في الإنسان، عقله وروحه، وإرادته. وعندما قرر الشباب الحر والأبي المقاوم للاستبداد والظلم والفساد التصدي للديكتاتور بصدورهم العارية، متوشحين بثوب الأمل، وبريق الفكرة، خططوا وسعوا للنجاح في صناعة التغيير الحقيقي في منظومة قيم المجتمع لأنهم لا يسعون إلى تسجيل الحضور في مسرح الأحداث عبر أنشطة متنوعة فقط بل يسعون من خلال نضالهم وتنفيذهم لأنشطة مكثفة ومدروسة إلى تحقيق الانتصار.. الانتصار على الذات بقهر الخوف، والانتصار على اليأس باقتلاعه من نفوس الجماهير، والانتصار على الاستسلام بطرد وهم المستحيل بتحرير عقول الجماهير المتطلعة إلى التغيير، والانتصار على الديكتاتوريات بتخليص البشرية من شرورهم، والانتصار على وسواس القوى العظمى المهيمنة على قرار ومصير الشعوب المستضعفة والمظلومة بالوعي والبصيرة وبإعداد ما استطعنا من قوة لتحرير الارادة واستقلال القرار الوطني والدفاع عن كرامة الانسان وشرف الأرض بكل الوسائل المشروعة ومنها الكفاح المسلح.

إننا ندرك عظم المسؤولية والتبعة الملقاة على عاتقنا، فنحن ندشن مع كل الشباب الثائرين في المنطقة العربية مرحلةً جديدة في تاريخ البشرية، مرحلة تمتلك فيها الشعوب السلطة والقوة، بعد أن كانت أداة في يد قلةٍ تابعة للغرب تحكمها، مرحلة جديدة يتجاوز فيها الفعل المقاوم للظلم إطار المحلية إلى المقاومة الإنسانية العالمية، حيث تذوب الحدود بين الدول في فلسفة الفعل المقاوم، وتحتشد الإنسانية على اختلاف ألوانها متجاوزةً كل الحدود، للتصدي للظلم أياً كان موقعه، من أجل إقامة عالم العدل والحرية والكرامة الإنسانية. ففي مرحلة سياسية استثنائية وحافلة بالتحولات، لم يعد ممكناً مقاربة تلك التحولات من دون ملاحظة المكانة الخاصة التي باتت تشغلها الثورة الشبابية السلمية 2011 التي نحتفل بذكراها العاشرة اليوم 11 فبراير 2020 ودورها في الدفع بمشروع التغيير المنشود إلى أولويات المرحلة الراهنة عبر مبادرة الشباب بالخروج للشارع ونقل قوى النضال السياسي من مرحلة الحوارات والمفاوضات اللا مجدية بين أركان النظام الفاسد العميل والأحزاب إلى مرحلة متقدمة من النضال السياسي الإنساني والأخلاقي بالخروج الى الشارع وفرض معادلة جديدة، وهذه المتغيرات تُعدْ قيمة مضافة لما قدمه الثوار الحقيقيون من إنجازاتٍ حققتها مسيرة الدفاع عن الحقوق والحريات، وصرخات الأحرار في الشمال بقيادة علم الهدى السيد الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ومن معه من الثوار المكبرين – أنصار الله – والأحرار في الجنوب والوسط في وجه قوى الفساد والظلم والاستبداد الذي مارسته السلطة ضد أبناء شعبها بدون استثناء خلال العقدين الماضيين

. لذا فإنه سيكون ضرورياً إدراج تلك التحولات في سياق المقارنة بين مسارين متناقضَين وما بينهما من تناسب عكسي متنامٍ :

1. مسار سلطة الفساد والظلم والاستبداد بأبعادها المختلفة وتحالفاتها وامتداداتها المباشرة وغير المباشرة، والذي تشهد انحطاطاً أخلاقياً لا مثيل له وإخفاقاتٍ سياسيةً، وفشلاً متلاحقاً لاستراتيجيات النظام التنموية ومشاريعه المرتبطة بالقوى الدولية (أمريكا) والإقليمية (السعودية) واحداً تلو الآخر، كل ذلك أفضى إلى حالة من التخبط والتراجع في القدرة على التحكم في مسار التطورات والأحداث.
2. مسار قوى النضال والثورة في طوره التصاعدي الذي يستند إلى انتصارات قيمية وإنجازات ميدانية ونجاحات سياسية ترسُّخ أنموذج النضال السلمي الفكري والثقافي والشعبي، من خلال الثبات في المواقف السياسية رغم ضخامة الاستهداف وجسامة التحديات، وصولاً إلى إمالة موازين القوى في المعادلة السياسية الداخلية والإقليمية لصالح مطالب الشعب.

إن حقيقة فشل إمكانية ممارسة الديمقراطية في اليمن في ظل نظام دكتاتوري مستبد عبر وسائل دستورية عادلة ومنصفة وآليات انتخابية نزيهة شفافة أدت إلى خروج قوى النضال السلمي للشارع للمطالبة بحقوقها الإنسانية وبناء دولة العدالة والمساواة والحرية والكرامة لكل اليمنيين. وهذا يُسهم بدوره في كشف المأزق السياسي وتراجع هيمنة الحزب الواحد لصالح تعددية لم تستقر ملامحها بعد. وما يعمّق أزمة نظام الفساد المستبد الانهيار الأخير له عندما قتل الثوار أمام مبنى مجلس الوزراء وقبلها في جمعة الكرامة من خلال ما مارسته من قتلٍ وقمعٍ ممنهج ضد الخصوم لاسيما المدنيين العزل كواحدة من السياسات التي ظل يمارسها منذ أن تولى السلطة حتى اليوم، وما انقسامه على نفسه إلا نتيجة لصراعاتٍ داخلية بين أقطاب النظام الذي وصل لحالة رفضٍ شعبي. وعند نقطة التحول هذه دخل اليمن مرحلة جديدة رسم ملامحها الشباب في ساحات التغيير والحرية بجميع المدن اليمنية.
تتكامل هذه المعطيات في إطار مشهدٍ أوسع يتحدد فيه موقع اليمن من المتغيرات الحاصلة في المنطقة والعالم لاسيما في موسم ربيع الثورات العربية، حيث تكشفت للشعوب حقائق كثيرها وأهمها بأن الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها في المنطقة هم اللاعب الرئيسي في صنع التغيير ودعم بعض القوى السياسية دون غيرها لفرض سياساتها ومصالحها الاستعمارية والاستبدادية في سياق المشروع الأمريكي لعسكرة العالم وتنفيذ سياساتها اللاأخلاقية التي تتعارض مع قيم ومبادئ الإنسانية بذريعة محاربة الإرهاب الذي صنعته وكانت ولا زالت ممارساتها وتعاطيها مع الوضع في اليمن تكشف للمجتمع ازدواجية المعايير لديها. لذا يمكن القول: بأننا في سياق تحولات تاريخية تُنذر بتراجع أنظمة الفساد العربية كقوى مهيمنة ومسيطرة على مقدرات بلدانها بقوة العنف، فما صحوة الشعوب هذه إلا بداية لتشكّل مسار الأفول التاريخي المتسارع للأنظمة المستبدة بشعوبها بسبب سياساتها الخاضعة للإرادة الأمريكية والغربية التي لا تعبر عن إرادة الشعوب.

تقف القوى الوطنية الحية الملتصقة بشعوبها في صُلب هذه التحولات، وتَبرُز كمعطًى استراتيجي أساسي في هذا المشهد الوطني والدُّولي، بعد أن أدت دوراً مركزياً في إنتاج أو تحفيز ما يتصل من تلك التحولات في البلد خصوصاً والمنطقة عموماً. لقد كانت القوى الوطنية المشاركة في الثورة السلمية، ومن ضمنها أنصار الله والحراك الجنوبي السلمي وبعض النخب المدنية من القوى السبّاقةً إلى مواجهة الظلم والاستبداد والفساد منذ ما يزيد على عقدٍ ونصف من الزمان، وهي التي تمسكت بهذا الخيار في وقت بدا وكأنه تدشينٌ لمشروع توريث الحكم من الدكتاتور علي صالح لابنه أحمد، أو فرض الأراجوز عبدربه منصور هادي رئيساً خادماً مطيعاً للسفير الأمريكي في اليمن والذي جرت محاولات كثيرة لتصويره وكأنه الخيار الأنسب للشعب اليمني. ومن أجل ذلك كانت صناعة الأزمات سياسةً ثابتةَ يعمل بها النظام ليضمن بقاءه في سدة الحكم، وفي ظل موازين القوى والظروف السائدة آنذاك اعتبر البعض خيار النضال السلمي والجهر بالحق عند الظالمين وكأنه ضربُ وهمٍ، أو تهورٌ سياسي، أو جنوحٌ مناقضٌ لموجبات العقلانية والواقعية، وكان الأحرار من أبناء اليمن الواثقون بالله وبمبادئ الشرف التي ينادون بها، يدعون كافة فئات الشعب لإحياء قيم الحق والعدل والحرية وممارستها عملياً في حياتهم لتتحقق طموحاتهم وآمالهم، ولكن قوى الاستكبار ضاقت بها الدنيا عندما لاحظت هذا الحراك الفكري في تسارع وانتشار كبير وما مدى تأثيره المتنامي على النخب السياسية وقيادات المجتمع، فأشعلت الحروب الست ضد صعدة وأهلها الأحرار الذين قاوموا الظلم والعدوان العسكري الغاشم بإمكانياتهم المحدودة فكانت إرادة الشعوب أقوى وأمضى بالرغم من الدمار والقتل الذي خلفته الحروب الست في شمال اليمن إلا أن هذه التضحيات الجسام كانت وقوداً لمسيرةٍ نضالية فكرية وثقافية تمتد اليوم في كل أرجاء اليمن. وكذلك الحراك السلمي في الجنوب فعل عندما استنهض أبناء الجنوب متبنياً قضية الجنوب وتصحيح مسار الوحدة اليمنية من خلال المطالبة بحقوقهم كشركاء في الوحدة اليمنية المباركة، ورفع شكواهم ضد الظالمين ممن أفسد في أرضهم وسفك الدماء بخير حق، وعندما تصاعدت مسيرتهم النضالية السلمية أحدثت حالةً من الإرباك السياسي وعدم الاستقرار في الحكم لسلطة الفساد، وبررت تواجد وانتشار القوات الأجنبية بسبب تواجد عناصر تنظيم القاعدة في مناطق الجنوب، مما استدعى التحرك السريع من قوات الجيش واللجان الشعبية لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة وداعش المدعومة أمريكياً وسعودياً مما أربك الحسابات الدولية واضطرت أمريكا بنفسها أن تتدخل بعد قلق اسرائيل الشديد على عناصرها في الجنوب وبدأ العدوان على اليمن تحت شعار عاصفة الحزم لإعادة الشرعية للحكم وحدثت الكثير من المتغيرات ولاتزال المواجهة مستمرة والصمود الأسطوري للشعب اليمني في مواجهة حرب عالمية كسرت إرادة القوى المستكبرة ومرغت أنفها في التراب وقهرت كل الغزاة وبالرغم من وجود أراض محتلة في الجنوب لكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
وبالرغم من كل ذلك تمضي القوى الوطنية الحية في مسيرتها النضالية وهي على يقين من أحقية قضاياها الوطنية وقدرتها على صنع التغيير مرتكزةً على قوة الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، والانتماء للأمة جمعاء، والالتزام بالمسار الثوري وحماية البلد ومؤسسات الدولة والمصلحة الوطنية، والثقة بشعبها والحفاظ على تماسك المجتمع ووحدة الموقف والكلمة، وإعلائها للقيم الإنسانية رافعةً شعار الحق والعدل لتحرير الإرادة. فعلى مدى مسارها النضالي الطويل وعبر انجازاتها الموصوفة، بدءاً من إسقاط مشروع التوريث وكشف قضايا فساد النظام والنهب المنظم لثروات البلاد والجرائم التي ترتكبها السلطة في الشمال والجنوب وكشف تواطؤها في قتل المدنيين بطائراتٍ أمريكية وتفريطها في السيادة الوطنية، أرست هذه القوى الوطنية الحية صدقيتها في النضال قبل أن تصنع انتصارها، فراكمت حقبة تطوُّر مشروعِها النضالي من قوة مبادئها وقيمها إلى قوة شعبيتها التي تؤمن بنفس المبادئ وتتبناها، مضافاً إلى ذلك دورها السياسي الداخلي كركن مؤثّر في المشروع الوطني لبناء الدولة القادرة والعادلة (دولة القانون والمؤسسات).

إنّ القوى الوطنية المشاركة في الثورة الشعبية رغم إدراكها لتلك التحولات الواعدة، وما تراه من مراوحة النظام العميل بين عجز استراتيجية كسب الحرب لديه والعجز عن فرض التسويات بشروطه، فإنها لا يستهين بحجم التحديات والمخاطر التي لا تزال ماثلةً، ولا تُقَلِّل من وعورة مسار المواجهة وحجم التضحيات التي تستوجبها مسيرة النضال والتحرر والاستقلال واسترداد الحقوق المساهمة في استنهاض الشعب لتحقيق إرادته في التغيير المنشود، إلاّ أننا أمام كل ذلك قد بتنا أشد وضوحاً في خياراتنا وأمضى عزيمةً في إرادتنا وأكثر ثقةً بربّنا وقدراتنا وشعبنا.

في 21 سبتمبر 2014 م تحررت إرادة الشعب والدولة من التبعية لأمريكا والسعودية وأبطلت الثورة الشعبية قرار الوصاية الأجنبية على اليمن واستعادت الدولة المختطفة بتوقيع كل القوى السياسية اتفاق السلم والشراكة معلنةً بذلك عهداً جديداً وتمكنت القوى الثورية من حفظ الأمن والاستقرار في مناطق الشمال والوسط بمجرد انتشار الوعي والثقافة الثورية الرافضة للهيمنة الأمريكية لكن أمريكا وإسرائيل لم تسكت وأعلنت مواقفها صراحةً وهددت بالحرب العالمية والعدوان على اليمن إلا أن الثوار الأحرار – عشاق الحسين عليه السلام – لم يستسلموا ولم يرضوا بالذلة والوصاية الأجنبية فحركت أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومعهم إسرائيل حلفاؤهم في المنطقة العربية وعملاؤهم في اليمن لمواجهة الجيش واللجان الشعبية وتفجير الوضع في العاصمة صنعاء بدءً باغتيال ملهم الثوار وأبو الأحرار والثورة الشهيد عبدالكريم الخيواني في 18 مارس 2015 وتفجير المساجد في 20 مارس 2015 وثم بدأ العدوان الأمريكي السعودي في 26 مارس 2015 م بإعلان واشنطن عاصمة أمريكا الشيطان الأكبر ولايزال مستمراً حتى اليوم ولكنه لم يحقق أهدافه التي أعلنها وتكسرت أحلامهم السرابية أمام صخرة الوعي والصمود الشعبي والحكمة اليمنية وتحركت طلائع الثوار إلى ميادين القتال لتردع العدو وتحول الدفاع إلى هجوم بعد صبر استراتيجي لأربعين يوماً تم فيها امتصاص الصدمة وترتيب الصفوف وتأسس جبهة داخلية قوية ومتينة شاركت فيها كل القوى الوطنية الحية والشرفاء الأحرار من أبناء اليمن الذين أذهلوا العالم بصبرهم وصمودهم وشجاعتهم وبأسهم وعزمهم وقوة إرادتهم وتضحياتهم فأحبطوا كل مخططات العدو وأثبتوا بحق أنهم شعب الايمان والحكمة.

إن استجابة البشرية للقيم الإنسانية النبيلة مرهون بامتلاك هذه القيم أسلحة ووسائل قوية وفعالة تكافئ – بل تفوق – أسلحة خصومها من الأنظمة الديكتاتورية المستبدة، وهذا هو أحد التحديات الكبرى أمام أصحاب المبادئ العليا، فالاكتفاء بترديد القيم النبيلة لا يجعلها واقعاً معاشاً، بل قد ينفر منها باعتبارها لا تصلح لعالمٍ يحوطه الشر من كل مكان. لذا يجب أن يمتلك الحق أسلحته ووسائله الفعالة والمقنعة وقد استطاع الشعب اليمني أن يحقق في هذا المجال الكثير الكثير ففي ظل ظروف الحرب والحصار استطاع اليمنيون أن يتحولوا من رد الفعل إلى الفعل وصارت اليمن من الدول المصنعة للسلاح بأنواعه المتوسطة والخفيفة وأما القوة الصاروخية في الجيش اليمني فقد صنعت عدة أنواع من الصواريخ قريبة ومتوسطة المدى والقدرة وتطورت قدرتها لتصنيع الصواريخ البالستية واستطاعت أن تصل القوة الضاربة للجيش اليمني إلى الرياض عاصمة قرن الشيطان السعودية وأبوظبي عاصمة الامارات الصهيونية وتستطيع أن تضرب محطات التحلية والطاقة وكل المصالح الأمريكية باتت في مرمى صواريخنا البالستية ولا نزال نتوعد العدو بأن القادم أعظم.

لأننا على يقين ونحن في أتون معركتنا التحررية أن نجاح نشاطٍ واحد سيتحول إلى مصدر إلهام يحيي الأمل في الإنسانية الباحثة عن مخرج، ويقض مضاجع الأنظمة الديكتاتورية. وأن الفشل قد يزيد من سطوة هذه الأصنام، ويوجه فعل الجمهور إلى اتجاهات لا تُحمد عقباها، سواء تستر هذا الفعل في انسحابٍ يائس من مشروع التغيير، أو أخذ شكلاً سافراً من العنف الذي قد يلتهم فرص الحياة في المجتمعات.

لذلك فإن علينا نحن شباب الثورة أن نبدع وسائل فعالة، وأن لا نكتفي باستخدام الوسائل القديمة للكفاح والنضال السياسي. فدورنا لا يقتصر على التخلص من الديكتاتورية والأنظمة المستبدة في عصرنا هذا، بل إحداث ثورة ثقافية شاملة ثورة في نمط الفعل التغييري، تلهم الأجيال سبلاً تقهر الظلم والظُلام وتحافظ على المجتمع والإنسان معاً.

الشباب اليوم يقودون ثورةً في الفكر والفعل، ويعيدون تعريف القوة وتوزيعها في المجتمعات. ويحملون البشارة بأن البشرية تستحق أفضل مما هو كائن، وبأن ثمة وسائل جديدة لإدارة الصراعات ستفرض نفسها على منطق الفعل، وسائل تنتصر للقيم الإنسانية، وتنبع فلسفتها من تلك القيم.

وباسم كل شباب الثورة أهنئكم بهذا اليوم العظيم ( فيوم 11 فبراير 2011 يوم من أيام الله المشهودة ) التي أسقطت قداسة الحاكم الظالم وتحرر بفضل الله أفضل ما في الانسان اليمني عقله وروحه وارادته وبعد ذلك تحررت الدولة والقرار السيادي للبلد وما النصر الا من عند الله …

قد يعجبك ايضا