القول السديد :صحيفة الحقيقة العدد”353″:دروس من خطابات ومحاضرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله

 

القول السديد 353

النكبة التي تعشيها الأمة في مختلف أقطارها هي نتاج ذلك الدور التخريبي لقوى النفاق وحركة النفاق في داخل الأمة التي اشتغلت تحت كل العناوين، العناوين الدينية والعناوين القومية والعناوين السياسية ولكن يفضحها القدس يفضحها الأقصى الذي ظهرت اليوم واضحةً في تآمرها عليه

دلالةُ الربطِ بينَ المسجدين في سورةِ الإسراء

موقع الأقصى الشريف والمقدسات في فلسطين والأقصى الشريف هو مسرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو معلم مقدس من مقدسات هذه الأمة، وهناك مقدسات أخرى إلا أنه في طليعتها والأهم فيها والله سبحانه وتعالى حينما قدم الربط في كتابه الكريم بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى من خلال عملية الإسراء التي أسرى فيها بنبيه وفي الآية المباركة (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) هذا الربط بين المعلمين المقدسين، المسجد الحرام والمسجد الأقصى، له دلالة مهمة.. دلالة مهمة يجب أن تكون حاضرة في وجدان الأمة في وعي الأمة وفي اهتمام الأمة.. ونحن لو أتينا لنفرط بهذا المعلم المقدس والعظيم، معناه أن الأمة مهيأة للتفريط بأي شيء آخر من مقدساتها بأي معلم آخر من مقدساتها، والمقدسات مسألة هامة في الاعتبار الديني إذا سقطت من واقع اهتمام الأمة معناه أن الأمة تعيش أزمة حقيقية في وعيها الديني، في التزامها الديني، في هويتها الدينية، في انتماءها الديني، في التزاماتها الدينية، ومعناه أن الأمة تفرط بأهم ما يمكن أن يجمعها وأن يوحد صفها وأن يجمع كلمتها وبعامل رئيسي يمكن أن تعتمد عليه كدافع لها نحو القيام بمسؤوليتها ونحو مواجهة الأخطار والتحديات

 ونحن نرى اليوم في ساحتنا الإسلامية نرى من تمكنت قوى الطاغوت والاستكبار من السيطرة عليهم في أنفسهم، في موقفهم في ثقافتهم، في اتجاههم، كيف أصبحوا في حالة عبودية بكل ما تعنيه الكلمة، وفي حالة من الاستغلال السيئ جدا والمهين والمخزي، كأدوات خانعة يتحكم بها الطاغوت والاستكبار ويحركها كيفما شاء وأراد ويستغلها، ويستغلها، فأصبحوا في أنفسهم خولا وعبيدا وأصبحت إمكاناتهم وما بأيديهم وما تحت هيمنتهم من الإمكانات أصبحت كلها في خدمة الطاغوت وفي خدمة الاستكبار الذي نجح في تحقيق ذلك وفي الحصول على ذلك

تفريطُ الأمةِ بمقدساتها يُضعُفها ويُسهُّلُ السيطرةَ عليها

نحن كأمة إسلامية نرى بكل وضوح من يتأمل في الساحة اليوم أنما تسعى إليه أمريكا وما تسعى إليه إسرائيل هو هذا، السيطرة علينا في هذه المنطقة، والسيطرة على العالم، طموح الأمريكي هو السعي على السيطرة على بقية أبناء البشر، بقية العالم البشري، بقية المجتمع البشري، والسعي للسيطرة على كل ما تحت هذا المجتمع البشري من مقدرات وثروات وخيرات والاستغلال له والسيطرة عليه والاستحواذ عليه والاستعباد لهذا الإنسان في أي بقعة من بقاع المعمورة هذه، إنما في صدارة الموقف نحن كأمة إسلامية في المنطقة العربية في المقدمة لاعتبارات هامة جدا تتعلق بحساسية وأهمية هذه البقعة الجغرافية والحساسية تجاه مبادئ وعقائد هذه الأمة التي لو عادت إليها بوعي يمكن أن تكون، بل لا شك أنها ستكون مبادئ تحررية تحرر هذه الأمة وتفيد في تحرير بقية الشعوب وبقية أبناء البشرية.

نحن عندما ننظر إلى المسألة من هذا المنظور ندرك أيضا قيمة هذه المعركة وقيمة الموقف فيها، وأن المسألة مسألة هوية وحرية واستقلال، ونحن نخوض هذه المعركة من هذه المنطلقات الرئيسية ونرى فيها معركة مصيرية إذا فرطنا فيها فرطنا بحريتنا واستقلالنا وهويتنا، وخضعنا لحالة من الاستعباد، والمسخ لهذه الهوية، والتطويع والتغيير الذي يساعد على تدجيننا وتحويلنا إلى أمة خانعة لأعدائها وإلى مجرد قطيع من البشر ليس له في هذه الحياة من دور ولا من رسالة ولا من قيمة إلا أن يؤدي خدمة لعدوه، وأن يشتغل ويتحرك في كل ما يمثل خدمة لذلك العدو، هذا ما يسعى إليه الصهاينة، هذا ما يسعى إلى الأمريكيون، هذا ما تسعى إليه قوى الطاغوت والاستكبار، المسألة هي هذه بكل ما تعنيه الكلمة، ولها كل هذه الأهمية…

الأمة إذا فرطت بقضاياها المهمة وبمقدساتها وبمبادئها وبما يعبر عن هويتها وعن إيمانها معناه أنها باتت أمة ضعيفة منتهية، وتفرغت من حالة الوعي والإيمان والمبادئ والقيم وكل ما يعبر عن أشياء أساسية الأمم إذا تركتها إذا تخلت عنها انتهت واندثرت وتلاشت وباتت بدون هوية بدون أسس، بدون مقومات تحفظ لها وجودها، وتعبّر عن مشروعها وعن هويتها. كلمات من نور للشهيد القائد حسين بدرالدين الحوث

نفاقُ الأنظمةِ العربيةِ يستهدفُ الأمةَ الإسلاميةَ لخدمةِ قوى الطاغوتِ والاستكبار

 حركة النفاق في هذه الأمة هي التي يستفيد منها اليوم الطاغوت والاستكبار ليجعل منها أداةً تعمل لصالحه لتنفيذ الكثير من أجندته ومؤامراته في داخل هذه الأمة وما تفعله وما تعمله وما تتحرك فيه ولو اختلفت العناوين وتعددت إنما هو في نهاية المطاف يمثل أجندة حقيقية ومؤامرات مؤكدة لخدمة قوى الطاغوت والاستكبار

 فالعدوان على اليمن والقمع للشعب البحريني والمشاكل في بقية المنطقة ما حدث في سوريا وما حدث في العراق وما تستهدف به دول المنطقة بكلها بكل المستويات والأشكال وتحت كل العناوين من قوى معينة محسوبة على هذه الأمة من أنظمة تقدم نفسها على أنها جزء من هذه الأمة بل تحاول أن تقود هذه الأمة وأن تستحوذ على القرار في داخل هذه الأمة إنما هو يمثل امتداداً لأجندة ومشاريع قوى الطاغوت والاستكبار إنما يخدم أمريكا وإسرائيل ويصب في مصلحة أمريكا وإسرائيل وارتباط النظام السعودي والنظام الإماراتي بأمريكا اليوم وعلاقتهما بإسرائيل بات يتجه ويصب في هذا الاتجاه بات جزءاً من العملية الاستهدافية لهذه الأمة، بات جزءاً من المعركة التي تستهدف هذه الأمة بات جزءاً رئيسيا من هذا النشاط الذي يهدف إلى تطويع هذه الأمة وإخضاعها بالكامل لصالح أمريكا وإسرائيل لصالح الطاغوت والاستكبار الذي يعمل على طمس هويتنا وإلى استعبادنا وإلى استغلالنا وإلى السيطرة التامة علينا والاستحواذ الكامل علينا لنكون خولاً وعبداً عبيداً وخولاً ولتكون أموالاً وثرواتنا ومقدراتنا وأوطاننا ثروةً وغنيمة لذلك العدو

هذا هو التوصيف الحقيقي والصادق والحق لكل ما يجري من أحداث، أما كل العناوين الأخرى ليست إلا عناوين للخداع وكجزء أيضاً من المعركة تساعد على تفتيت هذه الأمة على بعثرة هذه الأمة على إضعاف هذه الأمة على استنزاف هذه الأمة لما يحقق تلك الأهداف.

حركةُ النفاقِ تحتَ العناوينِ الدينيةِ والقومية يفضحُها الأقصى الشريف

المسألة أن هناك سعي حقيقي لاستعباد الجميع والسيطرة على الكل والاستحواذ على كل شيء وطمس هذه الهوية هويتك الحقيقية كمسلم يبقى إسلامك شكلاً لا مضمون له إسلاماً لا يحررك إسلاماً لم يعبّدك لله إسلاماً عبّدك للطاغوت على نحو ما عليه النظام السعودي إسلاماً يخضعك لترامب لأمريكا لإسرائيل إسلاماً يحولك إلى أداة في يد أمريكا وفي يد إسرائيل لدرجة أن تضحي بروحك في خدمتهم وتسمي ذلك جهاداً وتعتبر ذلك استشهاداً، في اللحظة التي أنت تضحي بحياتك حالة من التضليل من التلبيس من الخداع تتحرك فيها قوى الطاغوت ومعها من داخل الأمة حركة النفاق في داخل الأمة إنهم منافقون وفي قلوبهم مرض، هذا ما يقوله القرآن الذي نحن نؤمن به ونصدقه هذا توصيفه وهذه تسميته

ولذلك هم يستحقون بجدارة وعيد الله للمنافقين في القرآن ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) هم يستحقون مستوى الدور التخريبي في الأمة هو ما نراه اليوم هي هذه المأساة التي نعيشها كشعب يمني هذه المأساة الكبيرة جداً الآلاف بل عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعاقين، هي هذه النكبة التي تعشيها الأمة في مختلف أقطارها هي نتاج ذلك الدور التخريبي لقوى النفاق وحركة النفاق في داخل الأمة التي اشتغلت تحت كل العناوين، العناوين الدينية والعناوين القومية والعناوين السياسية ولكن يفضحها القدس يفضحها الأقصى الذي ظهرت اليوم واضحةً في تآمرها عليه، أولم يظهر النظام السعودي والنظام الإماراتي ومن معهما ومن في صفهما من الأمة ألم يظهروا في موقفٍ مخزٍ ومتواطئ مع المؤامرات المستمرة؟! على فلسطين على الأقصى على القدس.

يوم القدس العالمي 1439هـ

قد يعجبك ايضا