“العَدَمُ الأسمى” : للشاعر / سامي الحوثي

“العَدَمُ الأسمى”:  للشاعر / سامي الحوثي 

: إلى إنسانٍ لا يعرفُني، ولكنه أكثر قربًا إلى الله..

أُقَبِّلُ أخطائي، وأَقبَلُ منها اْسمَا..
كأنّ على كفَّيَّ مِن سُودِها وَشْما

وما تُبتُ منها إن أنا لم أَقُل بها
فإقرارُها مني ومن ربِّكَ الرُحمَى

ولا شئتُ من عبدٍ يُعَبِّدُ نفسَهُ
إلى الحقِّ – إلا أنتَ – يُنصِفُني حُكما

تَغَرَّبتُ حتى هِيضَ عَظمُ تصبُّرٍ
طرقتُ بهِ أبوابَ آياتِكَ العُظمى!

ومِن ذنبيَ: الإنسانُ والشِعرُ والمُنى
ومِن ذنبِهم: حزني ودربي وما أدمى

فلا تَقفُ لي قولًا جرى مِن أَصَمِّهِ
ولا تَرنُ لي فعلًا رأى وَجهَهُ الأعمى

يقولونَ عني: شاعرٌ. أيُّ تُهمَةٍ؟!
وهل كنتَ ترضى أن أضِلَّ بها ظُلما؟!

ولي شَرَفُ الموتِ العظيمِ قصيدةً
أعيشُ بها روحًا كأنّ لها جِسما!

لحى اللهُ عمري والحياةَ التي أنا
بها كلما عَصْماءُ أجنحتي تُرمَى..

تُفَردِسُ دنيا الحاسدينَ جهنّمٌ
وتفشو لظى: (هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) بهم قِدْما!

وللدهرِ ما أرجو لهُ اللهَ هادمًا
بقلبيَ، إلا ما بَنَى لكَ من نُعمى

أُحبُّكَ من جرحٍ يَبِيتُ مُكَذَّبًا..
فلا صدقَ لي إلا انتبذتُ بهِ يُتما

لعلّي من القرآنِ أسمو مواقفًا
إليك انتَشَت عزمًا وفيكَ اتَّقَت حِلما

ورُحتُ عسى أن تُطفِئَ الريحُ شمعتي
لأذرِفَ دمعَ الشوقِ في العَدِمِ الأسمى

أَرُومُ من النبضِ الهزيلِ تَخَفُّفًا
فلا جسدٌ يَذوي ولا مُقلةٌ تَظما..

وليس قُنُوطٌ قد سرى بي وإنما
سرابٌ بكأسِ الوعدِ أشبعتُهُ لَثما

ولا في دمي موسى الذي وَكَزَ الفتى
إذا لم يَرِد بي ماءَ مَديَنَ هَديٌ ما..

ولا مِن شُعَيبٍ دعوةٌ.. لي ارتقابُها،
ولو كنتُ أسقي لابنَتَيهِ الندى كَرما

ولولا هُدًى كالغيثِ من يدِكَ انضوى
بغزّةَ.. لاستسقيتُ من غيمِهِ نَجما!

إلى الظلِّ إنّي إذ تَوَلَّيتُ قائلٌ:
بتلكَ اْدعُ لي مولايَ يا سيّدي كُرمى!

أقرا أيضاً

قد يعجبك ايضا