صنعاء ترفع جاهزيّتها بحراً وجوّاً: تحسّب أميركي لاشتعال «المندب»
رفعت صنعاء جاهزيتها العسكرية استعداداً لمواجهة عدوان أميركي – إسرائيلي محتمل، وسط تحسّب غربي لاشتعال مضيق باب المندب وتأثيره على إمدادات النفط العالمية.
أكّد قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، أنّ صنعاء ستقف إلى جانب طهران، في مواجهة العدوان الإسرائيلي – الأميركي على الأخيرة. وعدّ الحوثي، في كلمة متلفزة أمس، هذا العدوان تطوراً خطيراً يهدّد أمن المنطقة بأسرها واستقرارها، وذلك في موازاة رفع قوات صنعاء جاهزيّتها العسكرية البحرية والجوية إلى أعلى المستويات، تحسّباً لأي اتّساع في رقعة المعركة.
وأشار الحوثي إلى أنّ «الغرب يتعامل بازدواجية في الملف النووي الإيراني، إذ يدخل في مفاوضات عبر وساطة عُمانية، ثم يعود ليتّخذ مواقف عدائية، رغم أنّ إيران تؤكّد باستمرار أنها لا تسعى لامتلاك السلاح النووي وفقاً لرؤيتها الدينية، وتخضع منشآتها النووية لرقابة دولية». وأضاف إنّ «الدوافع الحقيقية للعداء الغربي تجاه إيران تعود إلى موقفها الداعم للقضية الفلسطينية واستقلالها عن الهيمنة الغربية، على عكس بعض الأنظمة التابعة».
رفعت قوات صنعاء جاهزيّتها العسكرية إلى أعلى المستويات
وحذّر من الخطر النووي الإسرائيلي، مؤكّداً أنّ «الكيان الصهيوني متوحّش ولا يلتزم بأي قيم أو مواثيق دولية، وهو الأولى بالمنع من امتلاك أسلحة الدمار الشامل، خاصة بعد جرائم أميركا بإبادة المدنيّين في هيروشيما وناغازاكي». ولفت إلى أنّ «الردّ الإيراني على العدوان الإسرائيلي كان قوياً ومؤثّراً، إذ شمل 14 موجة قصف صاروخي استهدفت مواقع حسّاسة، ممّا أثّر على العدو عسكرياً واستخباراتياً».
ورأى أنّ «ضرب إيران يأتي في إطار تمهيد الطريق للسيطرة الصهيونية على المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية»، مشيراً إلى أنّ «إيران تمثّل العائق الرئيس أمام المخطّطات الإسرائيلية التوسّعية».
وفي الموازاة، قالت مصادر عسكرية في صنعاء، لـ«الأخبار»، إنّ «كافة تشكيلات القوات المسلحة والأمن في حالة تأهّب قصوى استعداداً لأي مهام عسكرية»، لافتة إلى أنّ «حالة التأهّب تشمل القوات البحرية والدفاع الساحلي». ويأتي ذلك وسط أنباء عن رفع الفصائل الموالية لدول التحالف السعودي – الإماراتي، حالة الاستنفار وعَودة التصريحات الاستفزازيّة الموجّهة ضد صنعاء.
وفي هذا الإطار، كشفت مصادر إعلامية مقرّبة من حكومة عدن، عن تلقّي وزارة دفاع الأخيرة توجيهات من «المجلس الرئاسي»، قضت تعزيز الجاهزية العسكرية، والعمل على مضاعفة التحرّكات البحرية، ورفع مستوى التنسيق مع القوات الدولية لمراقبة تحرّكات «أنصار الله». وقالت المصادر إنّ المحافظات الجنوبية شهدت خلال الأيام القليلة الماضية تحرّكاً مكثّفاً لطائرات استطلاع أجنبية، من دون ذكر هويّتها.
وفي إطار تصاعد المخاوف الأميركية والأوروبية من عودة الصراع إلى البحر الأحمر، قال أكثر من مصدر مقرّب من حكومة عدن، إنّ توجيهات أميركية تلقّتها هذه الحكومة والفصائل الموالية لها، بتعزيز انتشارها في المناطق الساحلية الواقعة على البحرين الأحمر و العربي. وأوضحت المصادر أنّ قائد الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي، العميد طارق صالح، زار بصورة مفاجئة، أمس، عدداً من الجزر القريبة من باب المندب، بهدف الاطّلاع على مدى جاهزية قوّاته هناك، على مستوى عمليات الرصد والإنذار المبكر.
وكان وصل صالح إلى جزر أرخبيل حنيش وزقر وأخرى قريبة من باب المندب تسيطر عليها الفصائل التابعة له. وجاءت الزيارة بعد يوم واحد من تصريحات لوزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، أبدى فيها مخاوف من إمكانية عودة اليمن إلى عمليات البحر الأحمر وإغلاق مضيق باب المندب.