مكاسب التولي لله ولرسوله وللإمام علي ولأعلام الهدى…

صحيفة الحقيقة/كتب/محمود الشرفي

ما أحوجنا للعودة إلى القرآن الكريم والتأمل في الآيات التي تتحدث عن الولاية وتحذر المؤمنين من التولي لليهود والنصارى في سورة المائدة من قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} إلى قول الله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}

خاصة ونحن في هذا الزمن زمن الانبطاح والعمالة بل أصبحنا في زمن العبودية لليهود والنصارى العبودية لأمريكا وإسرائيل.

أصبحنا نرى قادة وزعماء يؤدون الصلاة بين يدي الله وهم جلوس يتربعون على كراسيهم بحجة أنهم مرضى بينما ينتصبون على أقدامهم قيامًا ويرقصون من قيام إجلالًا وتقديرًا للرئيس الأمريكي.

بل وصل الكثيرون إلى مستوى أبعد من ذلك حيث نلاحظ أن العديد من أبناء الشعوب العربية وزعمائها يقفون مكتوفي الأيدي تجاه الغطرسة والهيمنة والتآمر الأمريكي والإسرائيلي على أمتنا العربية والإسلامية وعلى مقدساتنا الدينية عمومًا والمسجد الأقصى خصوصًا، بينما نراهم يجيشون الجيوش ويجندون الجنود من أبناء أمتنا العربية والإسلامية ليبذلوا دماءهم ـ التي يجب أن تبذل في سبيل الله لمواجهة أعداء الله من اليهود والنصارى ومواجهة مشاريعهم ـ فيبذلونها في سبيل أمريكا وخدمة لإسرائيل لمقاتلة أبناء أمتهم ممن شهد لهم الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) منذ أربعة عشر قرنًا بقوله [الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية]؛ والسبب في ذلك يعود إلى الابتعاد عن القرآن الكريم وعدم استيعاب هذه الآيات التي يتحدث فيها المولى عز وجل فيحذر من خطورة التولي لليهود والنصارى ويكشف فاضحًا المنافقين ويبين موقفهم من التولي لهم ثم يضع الحل والمخرج لهذه الأمة من هذه الحالة، فيختم الآيات بقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}

خط ولاية واحد يبدأ بالتولي لله سبحانه وتعالى فهو الذي يهدينا ويرزقنا ويؤيدنا ويرشدنا وينصرنا على أعدائنا ولا تتحقق هذه الولاية إلا بالتولي لرسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فهو أسوتنا وقدوتنا ومعلمنا وهو من استطاع أن يقضي على اليهود على هامش مواجهته لكفار قريش ولا تتحقق الولاية أيضًا إلا بالتولي لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فهو الذي تشير الآية إليه بقوله: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} فهو الذي استطاع أن ينتصر على يهود خيبر يوم قال الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): [لأعطين الراية غدًا رجلٌ يحب اللهَ ورسولَه ويحبه اللهُ ورسولُه] فالتولي للإمام علي هو حلقة وصل وامتداد لولاية النبي؛ فتولينا للإمام علي (عليه السلام) يمثل حلقة وصل وامتداد لولاية النبي وامتداداً لمشروعه العظيم ومجسداً لقيم الإسلام، ولارتباط الأمة به، ارتباط الأمة به ارتباطٌ بمسار الهداية الذي يوصلك إلى الرسول ومن الرسول إلى الله, وتأثر الأمة به له مردوده التربوي العظيم, في عزمها وفي همتها وفي استشعارها للمسئولية, وفي تفانيها في سبيل الله, وفي مواجهتها للتحديات, وفي سائر الأمور التربوية.

وفعلاً لن يُهزم اليهود إلا تحت قيادة أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، الذين يوالون علياً (عليه السلام) والواقع شهد بذلك فرأينا الإمام الخميني كيف هزم الغرب وأرعبهم وأربكهم، كما رأينا كيف أن حزب الله بقيادة حسن نصر الله أربك إسرائيل وأرعبها وأذلها، كما نرى اليوم كيف أن العدو الصهيوني قلق جدًا ومتخوف ويعمل ألف ألف حساب لشعبنا اليمني تحت قيادة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله).

لذلك فالإمام علي صاحب المعايير والمواصفات التي يجب أن يمتلكها من يقود الأمة، وهذه هي الولاية الإلهية التي تنص عليها الآيات.

و”الولاية الإلهية” هي الحل والمخرج لمواجهة ولاية الأمر اليهودية، وإلا فالبديل عن الولاية الإلهية هي ولاية أمريكا وولاية إسرائيل، وهذا ما شهد به واقع الأمة العربية والإسلامية في زمننا هذا. وللمتأمل أن يتمعن وينظر ليتيقن.

 

قد يعجبك ايضا