آل سعود بين طلاق أمريكا .. وغضب الشعوب العربية.. بقلم / صادق البهكلي
بكائية تركي الفيصل التي أرسلها لأوباما وهو يذكره بخدمتهم المطلقة طوال 80 عام بلهجة المتمنن أشبه بإمراءة بائنة طلقها زوجها دون أي سبب وهي تذكّره بكل ما قدّمته له دون أن يبدر منها ما يستدعي رميها خارج عش الزوجيه، لكن دون جدوى فلم يعد أمامها من سبيل للعودة ولا بد شرعاً من نكاح رجل آخر وهو ما ظهر بالفعل في تصرفات آل سعود وهرولتهم الغير مسبوقة وبدون روية إلى تل أبيب علهم يجدون عند نتانياهو ما ينقذهم، معتقدين أن سطوة وسلطة اليهود على البيت الأبيض ستعيد لهم حضوتهم لدى سيدهم الأمريكي، ولكن على ما يبدوا أن شروط نتانياهو كانت فوق قدرتهم فمع عجزهم على القضاء على الحوثيين في اليمن الذين اعتبرهم نتانياهو نفسه أكبر خطر على إسرائيل من نووي إيران، وهي الحرب التي كشفت سوءة آل سعود أكثر وصار العالم بسببها يجاهر بكراهيتهم ويعتبرهم رعاة الإرهاب ومموليه، حتى لم تعد واشنطن قادرة على ان يشار إليها بضمير الإضافة في كل تحرك أهوج يقوم به آل سعود .. والتي على ما يبدوا هي الأخرى كانت تراهن على القضاء على ” المكبرين” الذين أرقوها بتناميهم المعجزة والعابر للحدود وصار صداهم أكبر من أصوات طائراتها الـ F16 ومجنزرات الإبرامز .. إذاً لم يعد بيد واشنطن لتهدئة غضبها سوى نبش الأوراق فيما يخص آل سعود.
تسارعت التطورات على نحو تراجيدي بالنسبة لآل سعود وهو ما دفعهم للتحرك قبل أن يطفو على السطح بما لا يُحتمل، فذهب سلمان لشراء جزيرتي صنافير وتيران المصريتين لإهدائها إلى إسرائيل علها تتحرك باتجاه الضغط على واشنطن دون انتظار نتائج الحرب في اليمن لكنها لم تحقق شيء سوى انفجار غضب الشارع المصري في وجه السيسي فلم تفلح تحركات سلمان.. فواشطن باتجاه تحويل موضوع تورط آل سعود في أحداث 11 سبتمبر الى الكونجرس وهو ما حدى بآل سعود استخدام آخر أوراقهم من خلال التهديد ببيع أصولهم في أمريكا التي جاوزت الـ 700 مائة مليار دولار وهذا ما دفع الصحف الأمريكية لشن هجوم عنيف على آل سعود فلم تعد أموالهم قادرة على لجم أفوه الامريكيين لأنهم كما قال الله سبحانه ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى..الخ) وأيضاً نبههم السيد حسين بدر الدين الحوثي يوم كانوا يدفعون إلى مواجهته والقضاء عليه بأن الأمريكيون ” ليسوا أوفياء ” .. لكنهم عمي البصر والبصيرة.
اليوم آل سعود يواجهون تهمة تمويل الإرهاب وأن داعش والقاعدة التي أعترف الأمريكيون سابقاً بأنهم من صنعوها هي اليوم من إنتاج وهابية المملكة السعودية كما قالت صحيفة نيويرك تايمز، هذا على صعيد أولياء آل سعود أما على الصعيد الجماهيري العربي فالشعوب العربية صارت تعتبر آل سعود مكينة هدم للإسلام والعروبة وأنهم ليسو سوى غدة سرطانية أخرى زرعتها بريطانيا كما زرعت إسرائيل .. وصار الأغلبية يعتقدون أن الوضع العربي لن يهدأ ولن يستقر له حال ما دام آل سعود يتحكمون بكل شيء ويضعون براميل نفطهم حواجز لحرية وكرامة المواطن العربي.. ومازلت أموالهم تشتري النفوس الرخيصة وتكمم أفواه الأحرار ووسائلهم وقنواتهم كما عملوها مع قناة المنار الفضائية وقلبها قناة المسيرة الفضائية وصحف ومواقع عربية أخرى حتى حسابات الفيسبوك وتلغرام.