غزة إلى متى
عبدالسلام عبدالله الطالبي
٢٤ذوالقعدة ١٤٤٦هجرية الموافق ٢٢ مايو ٢٠٢٥م
___
إلى متى سيستمر العدو الإسرائيلي وهو يفتك بأبناء غزة؟!
إلى متى وشلالات الدماء تتدفق وتسفك يوميًا على مرأى ومسمع…؟!
إلى متى سيستمر الحصار والجوع وأبناء غزة يفتقرون للقمة العيش ورغيف الخبز؟!
إلى متى ستظل أمتنا العربية والإسلامية غارقة في كل هذا الصمت وكل هذا الخنوع وأحد أجسادها يمزق وينتهك على يد العدو الإسرائيلي ولا من صوت يدفع هذا الظلم وهذا الإجرام؟!
وهل كل العرب والمسلمين معنيون بالانتظار حتى ينتهي المجرم الإسرائيلي من القضاء على فريسته التي قدمت له على طبق من ذهب وكأنها قدمت له مكافأة من أخوة يوسف الذي تركوه للذئب؛ ليقضي عليه؛ حتى لا يشكل وجوده عليهم مصدر قلق والله المستعان؟!
ما الذي أصاب هذه الأمة؟ ولمَ بكل هذه البساطة تتخلى عن إنسانيتها وعروبتها وقيمها وأخلاقها؟!
أي حياة كريمة ينتظرونها وقد منحوا العدو الإسرائيلي الذي يتحرك بغطاء أمريكي وعربي -للأسف- كل هذه التنازلات وكل هذه المخاوف التي جعلت من مأساة غزة ورقة فاضحة لهم حتى قيام الساعة؟! وأخص هنا الحكام الخانعين الذين ستلاحقهم لعائن الله أبد الدهر!
إلى متى سنظل وتظل وسائل إعلامنا تتنافس على عرض المقاطع المؤسفة والمأساوية بحق أبناء واطفال ونساء غزة الذين يقتلون بالمئات في اليوم والليلة!
لماذا غاب صوت المنظمات الحقوقية والإنسانية؟
أين هي العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن الدولي على من تجاوز الحدود وتمادى في انتهاك الأعراض وسعى لإثارة القلاقل في البلدان؟!
لمَ غابت كل هذه المسميات والمصطلحات وتلاشت أمام كل ما يجري في غزة من ظلم قد يتجاوز كل الحدود في بشاعته؟
ما هو الذي حل على الضمائر لتبدو ضمائر ميتة لا إنسانية لها؟
والأغرب من ذلك أنها قامت قيامتهم وتحالفوا وتآمروا على يمن الإيمان والحكمة بل شنوا حربهم وكادوا كيدهم عليه كل ذلك لأنه تصدر المشهد لمواجهة أولئك الطغاة والمجرمين, وعز عليه أن يلزم الصمت حيال ما يجري في غزة ويكون حاله حال أولئك الخانعين والأذلاء مستعينًا بالله ومتوكلًا عليه مسخرًا كل الطاقات والإمكانات لمواجهة العدو الإسرائيلي, وتلقينه الضربات تلو الضربات هو وكل من يقف في صفه حتى يأذن الله بالنصر وهو خير الناصرين.
مظلومية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كشفت بل وفضحت المجتمع الدولي بأكمله وأظهرته مجتمعًا متواطئًا يكيل بمكيالين, ووجد في الحقيقة لدعم وإسناد ومناصرة قضايا أعداء الإسلام والمسلمين, أما دفع الأخطار عنهم فذلك غير وارد في قاموسه, بمعنى أن كل شعاراته زائفه, ومشاريعه التي يتغنى بها جوفاء وعارية من الصحة والجدية.
وذلك كله هو ما تناوله الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- في أغلب محاضراته وهو يتحدث عن خطورة اليهود والنصارى وأنهم لا يودون لهذه الأمة الخير على الإطلاق
ومن يتأمل ما يجري في قطاع غزة من ظلم يجد بأن ذلك بمثابة مؤشر ومنذر بسقوط كل أولئك الظالمين والمجرمين والطغاة (أمريكا وإسرائيل) ومن لفَّ لفَّهم, وقد ظهر ذلك جليًا في القمتين المنعقدتين في الرياض وبغداد خلال الأيام الماضية القريبة, إنه لنذير بهلاكهم وزوالهم بإذن الله تعالى, كما هلك فرعون اللعين بعد كل ما مارسه من الطغيان والإجرام وإن غدًا لناظره قريب والله المستعان..