ما بعد تعطّل طائرات «اليمنية» | صنعاء للرياض: فلْيرفع الحصار
أعاد استهداف العدو الإسرائيلي مطار صنعاء، الثلاثاء الماضي، وتدمير آخر طائرة مدنية يمنية فيه، بعد دقائق من هبوطها، ملف حصار المطارات اليمنية من قبل التحالف السعودي – الإماراتي إلى الواجهة. وفي هذا الإطار، تصاعدت المطالب الشعبية برفع الحصار عن مطار صنعاء بشكل كلي من قبل السعودية، والسماح بعودة شركات الطيران العربية الراغبة في تشغيل رحلاتها من المطار وإليه، خاصة وأن الأخير يعيش حصاراً مستمراً، على رغم مضي أكثر من ثلاث سنوات على التهدئة في اليمن.
ويأتي تحريك هذا الملف في أعقاب توقّف الرحلات الإنسانية اليومية والتي كانت تنطلق من مطار صنعاء لأغراض إنسانية، ما تسبّب بأزمة للمئات من المرضى العالقين في مطارات الأردن ومصر. وقال مصدر حقوقي، لـ»الأخبار»، إن أكثر من 2000 يمني عالقون في عدد من المطارات العربية، بعدما كان من المقرّر عودتهم قبيل عيد الأضحى إلى بلادهم.
وفي الوقت الذي حاولت فيه الحكومة الموالية للتحالف قطع الطريق على أي مساع لإعادة تلك الرحلات، باتهام حركة «أنصار الله» بأنها أجبرت الطيران المدني على العودة إلى مطار صنعاء بدلاً من عدن، علمت «الأخبار»، من مصادر مطلعة، أن إعادة الطائرة التي تعرّضت الثلاثاء للقصف الإسرائيلي، جرى بناء على تفاهمات تقضي بقيام «الخطوط الجوية اليمنية» المحكترة للأجواء، بضوء أخضر سعودي، بنقل المرضى والحجّاج، على أن تبيت الناقلة في مطار الملكة علياء في عمّان كإجراء أمني للحفاظ عليها، إلا أن الاستهداف الإسرائيلي بها جرى بعد دقائق من هبوطها في مطار صنعاء.
وفي حين أكد ناشطون في عدن أن «اليمنية» لم تعد تملك سوى طائرتين، صار البديل الواقعي رفع الحصار السعودي عن مطار صنعاء والسماح للطيران العربي بالعودة إليه لنقل الركاب من المرضى في رحلات مجدولة. وعلى رغم الطابع الإنساني لقرار كهذا، إلا أن هناك من يربطه بتفاهمات بين صنعاء والرياض باعتباره مرتبطاً بمسار السلام في اليمن.
صنعاء تريد عودة شركات الطيران العربية لنقل المرضى من مطار صنعاء وإليه
وفي هذا الإطار، جدّد المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أول من أمس، مساعيه الهادفة إلى تحريك ملف السلام وتنفيذ خارطة الطريق الأممية. وكان زار غروندبرغ مسقط الأربعاء، حيث التقى كبار المسؤولين العمُانيين ووفد حركة «أنصار الله» المفاوض – وذلك في أعقاب عقده لقاءات مكثفّة في الرياض -، ونقل إليهم تفاصيل مقترحات سعودية لتنشيط مسار السلام مع اليمن.
وأفاد المبعوث الأممي، في بيان لمكتبه، بأن النقاشات تركّزت حول وقف ما وصفها بالأعمال العدائية بين اليمن وأميركا، والحاجة إلى تحويل ذلك إلى تقدم مستدام يعود بالنفع على جميع اليمنيين ويشمل ضمانات للمنطقة والمجتمع الدولي. كما تطرقت أيضاً إلى ما وصفها البيان بالدينامية الإقليمية والمسؤولية المشتركة لجميع الأطراف الفاعلة لدعم خفض التصعيد وتعزيز عملية سياسية بقيادة الأمم المتحدة للتوصّل إلى حل دائم وشامل للنزاع باليمن.
وفي تعليق على الحراك الأممي الأخير، دعا عضو مجلس الشورى، عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، حزام الأسد، في منشور على «إكس»، الرياض وأبوظبي إلى «رفع أيديهما عن اليمن، والانسحاب الكامل منه، وجبر الضرر، والتعويض، وإعادة الإعمار، ودفع مرتبات 10 أعوام لموظفي القطاعين العام والخاص، وتسليم الخونة والعملاء للقضاء اليمني». وقال إن ذلك» قد يُخفف شيئاً من نقمة شعبنا وثأره، بعد سنوات من العدوان والحصار والمعاناة».
رشيد الحداد السبت 31 أيار 2025