مخاطبا النظام السعودي.. الرئيس المشاط: إنهاء العدوان والحصار والاحتلال وتنفيذ استحقاقات السلام هو الحل الأقرب  

أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن يوم الـ 14 من أكتوبر يمثل ذكرى تقض مضاجع الغزاة والمحتلين الجدد، وتذكرهم بمصير كل غاز محتل على هذه الأرض الطاهرة، التي لا تعرف غير لغة الكرامة والعزة، ولا تنحني إلا لله رب العالمين.

وقال الرئيس المشاط في خطاب له مساء اليوم بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر” سنواصل الدفاع عن بلدنا حتى تحرير كل شبر من أراضي الجمهورية اليمنية وطرد كل محتل غاصب، استباح ثروات الشعب وسفك دماء أبنائه، وقيد حرياتهم في سجونه السرية وحاربهم في لقمة العيش بافتعال الأزمات الاقتصادية والتسبب في الغلاء وانعدام الوقود والغذاء”.

وعبر عن التهاني لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والشعب اليمني وأبطال القوات المسلحة والأمن، وكل رفاق السلاح والجهاد، وجميع شركاء الموقف الوطني من أحزاب ونخب وعلماء ومشايخ وأعيان وأفراد وكل الأحرار رجالاً ونساءً في كل جبهات العمل الرسمي والشعبي، وفي جميع ميادين المعركة التحررية الشاملة بهذه المناسبة.

وأشار إلى أن الرابع عشر من أكتوبر ليس يوماً عادياً في التاريخ، بل هو فجر مجيد أضاء دروب الحرية، وعلامة خالدة للسيادة والكرامة اليمنية.. وقال” إنه اليوم الذي يتشرف به كل يمني ويمنية، وكل إنسان يدرك معنى أن يكون حراً، ويدرك قدسية انتزاع الاستقلال وإن كان مخضباً بالدماء الزكية، وإنه لَمبعث فخرٍ واعتزاز أن تكونوا أنتم اليوم الامتداد الطبيعي لذلك اليوم العظيم، والوَرَثة الشرعيين لأبطال ثورة 14 من أكتوبر الذين قدّموا التضحيات ليبقى اليمن حراً عزيزاً، وليندحر كل غازٍ ومحتلٍ عن ترابه الطاهر”.

وأضاف” في هذه الذكرى يجدر بنا أن نستحضر من جديد جوهر ثورة الـ 14 من أكتوبر وروحها الأصيلة، وأن نصحح ما اعترى مفاهيمها من انحرافات عبر السنين، فقد دأب أعداء الثورة والتحرر، على مدى عقود، على اختراق وعينا الجمعي، فشوّهوا معالم الثورة الناصعة وحاولوا طمس كل معنى من معاني التحرر والاستقلال التي ضحّى من أجلها الأبطال”.

ولفت الرئيس المشاط، إلى أنه كان الأجدر بأولئك أن يعملوا على ترسيخَ ثقافةِ الحرية ورفضَ كلِّ أشكالِ الوصاية، وأن يرفعوا منسوبَ الوعي الشعبي تجاه محاولاتِ الاحتلالِ المقنّع، فيغرسوا في النفوسِ حساسيةً حيةً لا تسمح بتمرير تلك المخططات، ويمنعوا تهيئةَ الأرضية لبيئةً قابلة لتجدّدِ الاحتلال.

وبين أن الشعوبُ التي خبرت مرارةَ الغزوِ والاحتلال، لم تكتفِ بإحياء الذكرى، بل نهضت لتبني بيئةً طاردةً لأطماع الغزاة، وحصّنت نفسها باستراتيجياتٍ شاملةٍ على المستوياتِ الثقافيةِ والاقتصاديةِ والسياسية، حتى صنعت من ذاتها أمةً قويةً عصيّةً على الانكسار.

وقال “لكنهم بدلاً عن ذلك سعوا إلى تغييب التاريخ العظيم للمناضلين والثوار الذين فجروا ثورة 14 أكتوبر، وقدّموا أروع الملاحم، فأصر أعداء الثورة والحرية على تزوير هذا التاريخ المجيد، والاستخفاف بتضحيات شعبنا، وبدماء الآباء والأجداد التي نزفت في كل سهلٍ وجبلٍ ووادٍ، حتى وصل بنا الحال إلى فوضى مفاهيمية مضللة، تجرأ فيها مرتزقة الاحتلال الجديد – بلا حياء ولا خجل – على الجمع بين الاحتفاء بثورة الرابع عشر من أكتوبر، والتملّق للاحتلال الأجنبي الجديد في آنٍ واحدٍ، يبررون وجوده ويخدمون أجنداته، وكأنَّ صرخات الأحرار لم تصل إلى آذانهم، وصفحات التاريخ لم تَعُد تعنيهم شيئاً”.

وأكد أن “مثل هذا السقوط جريمة لا يجوز السكوت عنها، ولا يليق بشبابنا، ولا بمثقفينا، ولا بحملة الأقلام وأصحاب الكلمة الحرة أن يقفوا منها موقف المتفرج، إن الواجب الوطني اليوم يفرض علينا جميعًا أن نخوض معركة الوعي بكل جدٍّ ومسؤولية، وأن نجعل من ثورة الرابع عشر من أكتوبر منارةً نهتدي بها في معركتنا الوطنية التحررية الشاملة ضد المستعمرين الجدد، وأن نصون ذاكرة الثورة من التشويه، ونحفظ للتاريخ مجده، وللتضحيات معناها”.

وأوضح فخامة الرئيس، أن الشعب اليمني اليوم أعاد الاعتبار لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، لا بالشعارات وحدها، بل بالصمود الراسخ، والثبات الشامخ، والتصدي البطولي للعدوان الأمريكي السعودي على مدى عشرة أعوام متواصلة، لم تلِن فيها عزيمته، ولم تنكسر خلالها إرادته، ولم يتراجع عن حقه في الحرية والاستقلال قيد أنملة.

وأضاف” لقد تابعنا بكل فخرٍ واعتزاز التفاعل الشعبي الأصيل لإخواننا في المحافظات الجنوبية مع قضية فلسطين العادلة، ومع معاناة أهلنا الصامدين في قطاع غزة، وليس هذا بالمستغرب على أحفاد الرابع عشر من أكتوبر، أولئك الذين فتحوا قلوبهم وديارهم للثوار المقاومين الفلسطينيين، واستقبلوهم في عدن وغيرها من المناطق، وجعلوا من مدينة عدن منارةً للنضال العربي الإسلامي، إذ احتضنت أول مكتب لمقاطعة العدو الصهيوني، وفتحت معسكرات التدريب للمجاهدين المتطوعين، وقدّمت السلاح والدعم اللوجستي للمقاومة الفلسطينية في بداياتها الأولى، حين كان الموقف ميدانًا للرجال لا للمزايدات”.

وتابع “لكن المؤسف والمؤلم في آن واحد، أن نرى مدينة عدن، التي كانت قلعة للثوار، تستقبل اليوم ضباطًا من جيش العدو وجهاز الموساد الإسرائيلي، وأن نسمع أصواتًا نشازًا من بعض الخونة تدعو إلى “التطبيع” مع الكيان الصهيوني المجرم، في مشهدٍ يتنافى مع تاريخ المدينة ومجدها النضالي”.

ودعا الرئيس المشاط، أحفاد المناضلين والثوار في عدن ولحج والضالع وأبين والمهرة وشبوة وحضرموت، ومأرب وتعز وكل المحافظات اليمنية، إلى أن يضطلعوا بدورهم التاريخي المشرّف، وأن يقفوا صفًا واحدًا في وجه المرتزقة وأدوات الصهاينة، متمسكين بإرث الأجداد، وحاملين راية الكرامة والهوية الإيمانية والعروبة الأصيلة، نصرةً لفلسطين، وحفاظًا على تاريخ اليمن وثورته ومبادئه وهويته الإيمانية.

وقال” إن حالة الانسجام التام والكبير بين مواقفكم اليوم وبين مبادئ ثورة الـ 14 من أكتوبر الخالدة، لدليلٌ قاطعٌ على صوابية موقفكم وعدالة قضيتكم وأنتم تواجهون العدوان والحصار الأمريكي السعودي المستمر الذي لم يتوقف حتى هذه اللحظة، وتقفون بشجاعة وثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم في مواجهة العدو الإسرائيلي المجرم ومن وراءه من الأمريكان ودول الغرب، فيما يقف خصومكم اليوم على النقيض تماماً، منسلخين عن مبادئ هذه الثورة، متبرئين من تاريخها، متجاهلين تضحياتها”.

وأضاف” وفي الوقت الذي تقلّدكم فيه ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة أوسمة الشرف والعزة، فإنها في المقابل تصِم بالخزي والعار تلك الوجوه التي ارتهنت للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وارتضت لنفسها أن تكون أدواتٍ رخيصةً بيد المجرمين الصهاينة والغزاة والمحتلين، ويكفيكم فخرًا، أن بنادق ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي طهّرت الأرض من الاستعمار البريطاني، لا تُرى اليوم إلا في أياديكم أنتم، يا أبناء الحادي والعشرين من سبتمبر، فأنتم الامتداد الحقيقي للشخصية اليمنية الأصيلة، ليمن الإيمان والحكمة، التي وقفت على مر العصور سدًّا منيعًا أمام الطامعين، وحمت الأرض والعرض، وانتزعت حريتها واستقلالها بعزيمة الرجال وإيمان الأبطال”.

وأكد فخامة الرئيس البقاء في حالة يقظة واستعداد كامل، مع مواصلة المتابعة الدقيقة والحثيثة لمجريات مرحلة تنفيذ الاتفاق الخاص بإنهاء العدوان على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، وذلك انطلاقًا من التزامنا الديني والأخلاقي والمبدئي الراسخ في نصرة الشعب الفلسطيني ومساندته في مواجهته مع العدو الإسرائيلي المجرم، وسنكون جاهزين للاستجابة لأي تطور.. مشيرًا إلى أن “التضحيات التي قدمها شعبنا اليمني في عين الله ولن تزيدنا إلا إصراراً وثباتاً على الموقف المحق مهما بلغ حجم التضحيات”.

كما أكد العمل “على تطوير قدراتنا العسكرية في كل المجالات المختلفة، والارتقاء بها لنتمكن من مواجهة كل ما لدى العدو من تقنيات عسكرية حديثة في إطار الاستعداد والجهوزية لأي جديد، وتحقيق الردع في ظل الهجمة العدوانية الشرسة على بلدنا وأمتنا”.

ودعا الرئيس المشاط، النظام السعودي إلى الانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى إنهاء العدوان والحصار والاحتلال وتنفيذ الاستحقاقات الواضحة للسلام، كون ذلك الحل الأقرب لقطع المجال أمام من يستثمر في الحروب بين أبناء الأمة خدمة لإسرائيل، فأمريكا توظف كل الحساسيات في المنطقة من أجل إسرائيل إن كنتم تعقلون.

وأضاف ” نؤكد على التضامن الكامل مع الشعبين اللبناني والسوري وكل شعوب المنطقة التي تتعرض للعدوان الصهيوني الغاشم، ونشدد على ضرورة اتخاذ موقف عربي وإسلامي حازم تجاه عربدة واستباحة الكيان الغاصب للمنطقة”.

وأشاد فخامة الرئيس، بتضحيات الأحرار والشرفاء الذين وقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم حزب الله وأحرار العراق والجمهورية الإسلامية في إيران.. منوها بالمواقف المشرفة للشعوب الحرة التي وقفت في وجه جريمة الإبادة الجماعية والتجويع لإخواننا في غزة، وكل الدول التي قطعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني أو فرضت عليه عقوبات رادعة.

وفيما يلي نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وبعد؛

بالأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى للجمهورية اليمنية أبارك لشعبنا اليمني العزيز احتفالاته بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد، كما أتقدم بخالص التهاني للسيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-، وهي موصولة كذلك لأبطال القوات المسلحة والأمن، وكل رفاق السلاح والجهاد، وجميع شركاء الموقف الوطني من أحزاب ونخب وعلماء ومشايخ وأعيان وأفراد وكل الشرفاء والأحرار رجالاً ونساءً في كل جبهات العمل الرسمي والشعبي، وفي جميع ميادين المعركة التحررية الشاملة.

أيها الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج:

إن الرابع عشر من أكتوبر ليس يوماً عادياً في التاريخ، بل هو فجر مجيد أضاء دروب الحرية، وعلامة خالدة للسيادة والكرامة اليمنية، إنه اليوم الذي يتشرف به كل يمني ويمنية، وكل إنسان يدرك معنى أن يكون حراً، ويدرك قدسية انتزاع الاستقلال وإن كان مخضباً بالدماء الزكية، وإنه لَمبعث فخرٍ واعتزاز أن تكونوا أنتم اليوم الامتداد الطبيعي لذلك اليوم العظيم، والوَرَثة الشرعيين لأبطال ثورة 14 من أكتوبر الذين قدّموا التضحيات ليبقى اليمن حراً عزيزاً، وليندحر كل غازٍ ومحتلٍ عن ترابه الطاهر.

أيها الإخوة والأخوات

في هذه الذكرى يجدر بنا أن نستحضر من جديد جوهر ثورة الرابع عشر من أكتوبر وروحها الأصيلة، وأن نصحح ما اعترى مفاهيمها من انحرافات عبر السنين، فقد دأب أعداء الثورة والتحرر، على مدى عقود، على اختراق وعينا الجمعي، فشوّهوا معالم الثورة الناصعة، وحاولوا طمس كل معنى من معاني التحرر والاستقلال التي ضحّى من أجلها الأبطال.

وكان الأجدر بأولئك أن يعملوا على ترسيخَ ثقافةِ الحريةِ ورفضَ كلِّ أشكالِ الوصاية، وأن يرفعوا منسوبَ الوعي الشعبي تجاه محاولاتِ الاحتلالِ المقنّع، فيغرسوا في النفوسِ حساسيةً حيةً لا تسمح بتمرير تلك المخططات، ويمنعوا تهيئةَ الأرضية لبيئةً قابلة لتجدّدِ الاحتلال، فالشعوبُ التي خبرت مرارةَ الغزوِ والاحتلال، لم تكتفِ بإحياء الذكرى، بل نهضت لتبني بيئةً طاردةً لأطماع الغزاة، وحصّنت نفسها باستراتيجياتٍ شاملةٍ على المستوياتِ الثقافيةِ والاقتصاديةِ والسياسية، حتى صنعت من ذاتها أمةً قويةً عصيّةً على الانكسار.

لكنهم بدلاً عن ذلك سعوا إلى تغييب التاريخ العظيم للمناضلين والثوار الذين فجروا ثورة 14 أكتوبر، وقدموا أروع الملاحم، فأصر أعداء الثورة والحرية على تزوير هذا التاريخ المجيد، والاستخفاف بتضحيات شعبنا، وبدماء الآباء والأجداد التي نزفت في كل سهلٍ وجبلٍ ووادٍ.

حتى وصل بنا الحال إلى فوضى مفاهيمية مضللة، تجرأ فيها مرتزقة الاحتلال الجديد – بلا حياء ولا خجل – على الجمع بين الاحتفاء بثورة الرابع عشر من أكتوبر، والتملّق للاحتلال الأجنبي الجديد في آنٍ واحدٍ، يبررون وجوده ويخدمون أجنداته، وكأنَّ صرخات الأحرار لم تصل إلى آذانهم، وصفحات التاريخ لم تَعُد تعنيهم شيئاً.

إن مثل هذا السقوط جريمة لا يجوز السكوت عنها، ولا يليق بشبابنا، ولا بمثقفينا، ولا بحملة الأقلام وأصحاب الكلمة الحرة أن يقفوا منها موقف المتفرج، إن الواجب الوطني اليوم يفرض علينا جميعًا أن نخوض معركة الوعي بكل جدٍّ ومسؤولية، وأن نجعل من ثورة الرابع عشر من أكتوبر منارةً نهتدي بها في معركتنا الوطنية التحررية الشاملة ضد المستعمرين الجدد، وأن نصون ذاكرة الثورة من التشويه، ونحفظ للتاريخ مجده، وللتضحيات معناها.

يا أبناء شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج:

لقد أعاد شعبنا اليمني اليوم الاعتبار لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، لا بالشعارات وحدها، بل بالصمود الراسخ، والثبات الشامخ، والتصدي البطولي للعدوان الأمريكي السعودي على مدى عشرة أعوام متواصلة، لم تلِن فيها عزيمته، ولم تنكسر خلالها إرادته، ولم يتراجع عن حقه في الحرية والاستقلال قيد أنملة؛ لقد قال كلمته بالفعل قبل القول، فرفض كل أشكال التبعية والارتهان، وواجه بشجاعة كل صور الاحتلال والوصاية والهيمنة الخارجية، متمسكًا بحريته، معتزًا باستقلاله، ثابتًا على سيادته الكاملة على كل شبر من تراب اليمن الغالي.

يا أبناء شعبنا اليمني العزيز:

لقد تابعنا بكل فخرٍ واعتزاز التفاعل الشعبي الأصيل لإخواننا في المحافظات الجنوبية مع قضية فلسطين العادلة، ومع معاناة أهلنا الصامدين في قطاع غزة، وليس هذا بالمستغرب على أحفاد الرابع عشر من أكتوبر، أولئك الذين فتحوا قلوبهم وديارهم للثوار المقاومين الفلسطينيين، واستقبلوهم في عدن وغيرها من المناطق، وجعلوا من مدينة عدن منارةً للنضال العربي الإسلامي، إذ احتضنت أول مكتب لمقاطعة العدو الصهيوني، وفتحت معسكرات التدريب للمجاهدين المتطوعين، وقدّمت السلاح والدعم اللوجستي للمقاومة الفلسطينية في بداياتها الأولى، حين كان الموقف ميدانًا للرجال لا للمزايدات.

لكن المؤسف والمؤلم في آن واحد، أن نرى مدينة عدن، التي كانت قلعة للثوار، تستقبل اليوم ضباطًا من جيش العدو وجهاز الموساد الإسرائيلي، وأن نسمع أصواتًا نشازًا من بعض الخونة تدعو إلى “التطبيع” مع الكيان الصهيوني المجرم، في مشهدٍ يتنافى مع تاريخ المدينة ومجدها النضالي.

ومن هنا، فإننا ندعو أحفاد المناضلين والثوار في عدن ولحج والضالع وأبين والمهرة وشبوة وحضرموت، ومأرب وتعز وكل المحافظات اليمنية، إلى أن يضطلعوا بدورهم التاريخي المشرّف، وأن يقفوا صفًا واحدًا في وجه المرتزقة وأدوات الصهاينة، متمسكين بإرث الأجداد، وحاملين راية الكرامة والهوية الإيمانية والعروبة الأصيلة، نصرةً لفلسطين، وحفاظًا على تاريخ اليمن وثورته ومبادئه وهويته الإيمانية.

يا أبناء شعبنا اليمني العزيز:

إن حالة الانسجام التام والكبير بين مواقفكم اليوم وبين مبادئ ثورة الـ 14 من أكتوبر الخالدة، لدليلٌ قاطعٌ على صوابية موقفكم وعدالة قضيتكم وأنتم تواجهون العدوان والحصار الأمريكي السعودي المستمر الذي لم يتوقف حتى هذه اللحظة، وتقفون بشجاعة وثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم في مواجهة العدو الإسرائيلي المجرم ومن وراءه من الأمريكان ودول الغرب، فيما يقف خصومكم اليوم على النقيض تماماً، منسلخين عن مبادئ هذه الثورة، متبرئين من تاريخها، متجاهلين تضحياتها.

وفي الوقت الذي تقلّدكم فيه ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة أوسمة الشرف والعزة، فإنها في المقابل تصِم بالخزي والعار تلك الوجوه التي ارتهنت للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وارتضت لنفسها أن تكون أدواتٍ رخيصةً بيد المجرمين الصهاينة والغزاة والمحتلين.

ويكفيكم فخرًا، أن بنادق ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي طهّرت الأرض من الاستعمار البريطاني، لا تُرى اليوم إلا في أياديكم أنتم، يا أبناء الحادي والعشرين من سبتمبر، فأنتم الامتداد الحقيقي للشخصية اليمنية الأصيلة، ليمن الإيمان والحكمة، التي وقفت على مر العصور سدًّا منيعًا أمام الطامعين، وحمت الأرض والعرض، وانتزعت حريتها واستقلالها بعزيمة الرجال وإيمان الأبطال.

وأما الغزاة والمحتلون الجدد، فإن يوم الرابع عشر من أكتوبر يمثل ذكرى تقض مضاجعهم، وتذكرهم بمصير كل غازٍ محتلٍ على هذه الأرض الطاهرة، التي لا تعرف غير لغة الكرامة والعزة، ولا تنحني إلا لله رب العالمين.

وفي الختام نؤكد على بعض النقاط:

أولاً: سنظل في حالة يقظة واستعداد كامل، مع مواصلة المتابعة الدقيقة والحثيثة لمجريات مرحلة تنفيذ الاتفاق الخاص بإنهاء العدوان على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، وذلك انطلاقًا من التزامنا الديني والأخلاقي والمبدئي الراسخ في نصرة الشعب الفلسطيني ومساندته في مواجهته مع العدو الإسرائيلي المجرم، وسنكون جاهزين للاستجابة لأي تطور، فالتضحيات التي قدمها شعبنا اليمني في عين الله ولن تزيدنا إلا إصراراً وثباتاً على الموقف المحق مهما بلغ حجم التضحيات.

ثانياً: سنعمل على تطوير قدراتنا العسكرية في كل المجالات المختلفة، والارتقاء بها لنتمكن من مواجهة كل ما لدى العدو من تقنيات عسكرية حديثة في إطار الاستعداد والجهوزية لأي جديد، وتحقيق الردع في ظل الهجمة العدوانية الشرسة على بلدنا وأمتنا.

ثالثاً: سنواصل الدفاع عن بلدنا حتى تحرير كل شبر من أراضي الجمهورية اليمنية وطرد كل محتل غاصب استباح ثروات الشعب وسفك دماء أبنائه، وقيد حرياتهم في سجونه السرية المظلمة وحاربهم في لقمة العيش بافتعال الأزمات الاقتصادية والتسبب في الغلاء وانعدام الوقود والغذاء.

رابعاً: ندعو النظام السعودي للانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى إنهاء العدوان والحصار والاحتلال وتنفيذ الاستحقاقات الواضحة للسلام، كون ذلك الحل الأقرب لقطع المجال أمام من يستثمر في الحروب بين أبناء أمتنا خدمة لإسرائيل، فأمريكا توظف كل الحساسيات في المنطقة من أجل إسرائيل إن كنتم تعقلون.

خامساً: نؤكد على التضامن الكامل مع الشعبين اللبناني والسوري وكل شعوب المنطقة التي تتعرض للعدوان الصهيوني الغاشم، ونشدد على ضرورة اتخاذ موقف عربي وإسلامي حازم تجاه عربدة واستباحة الكيان الغاصب للمنطقة.

سادساً: نشيد بتضحيات كل الأحرار والشرفاء الذين وقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم وفي مقدمتهم حزب الله وأحرار العراق والجمهورية الإسلامية في إيران.

سابعاً: نشيد بالمواقف المشرفة للشعوب الحرة التي وقفت في وجه جريمة الإبادة الجماعية والتجويع لإخواننا في غزة، وكل الدول التي قطعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني أو فرضت عليه عقوبات رادعة.

الرحمة والخلود للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى

النصر لليمن وفلسطين، تحيا الجمهورية اليمنية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قد يعجبك ايضا