من خلال القرآن الكريم تعرف إلهك ونفسك والآخرين والحياة بكلها
ألم يظهر في القرآن الكريم تهديد للكافرين، كيف تهددهم وهم بعد لم يؤمنوا بالقرآن الكريم ولم يؤمنوا بمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ لكن محمداً, شخصية محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، كماله والمعجزات التي تظهر على يديه هنا وهناك هي مما يترك أثره في النفس، حتى وإن كان صاحب هذه النفس ما يزال معلناً لكفره وجاحداً، عندما يسمع التهديد لا بد أن يترك أثره في النفس، ولو في لحظة من لحظات يومه أو ليلته، ولو قبيل نومه وهو فوق فراشه مسجى بلحاف، وهي اللحظة التي ـ عادة ـ يفكر الإنسان فيها كثيراً.
هذه المعرفة معرفة عملية تدفعك لتغوص إلى أعماق نفسك، ثم تدفعك عملياً إما أن تكون ممن ينطلق على وفق الهدى والإيمان، أو تتجلى هناك، تتجلى هناك خبيثاً منافقاً أو كافراً.. ما الذي حصل في تاريخنا نحن؟ عالم بعد عالم لم يظهر لك مؤمن بشكل صحيح أو منافق بشكل واضح أو كافر بشكل واضح، صفوف علماء من هذه الطائفة، وصفوف داخل هذه الطائفة، وصفوف هنا وصفوف هناك، لم تتجل الأشياء؛ لأن ما قدم, لأن ما في داخلهم ليس من النوع الذي يجلي بشكل كامل.
لكن القرآن الكريم هو وحده ـ إذا ما حاولت أن تهتدي به ـ ستعرف نفسك من خلاله، كتاب عملي، تعرف نفسك من خلاله، وتعرف الآخرين أيضاً من خلاله، وتعرف الفنون الأخرى من خلاله، وتعرف الحياة كلها من خلاله، وتعرف إلهك بالشكل الذي يليق بك كعبد له أن تعرفه به، تتجلى لك الأمور, تتجلى لك المواقف.
فنحن عندما نتحدث عن معرفة الله سبحانه وتعالى نتناول أشياء كثيرة من خلال القرآن الكريم مما قد يرى البعض بأنها تدل على جهل أن نتناولها ونحن في إطار الحديث عن معرفة الله, من أجل أن نعرف كيف نتولاه فنكون من أوليائه بتوفيقه.
دروس من هدي القرآن الكريم
معرفة الله نعم الله – الدرس الثاني
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 19/1/2002م
اليمن – صعدة
معرفة الله نعم الله – الدرس الثاني
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 19/1/2002م
اليمن – صعدة