وللقبائل اليمنية طوفانها الساحق لأعدائها

عبد الإله عبد القادر الجنيد

إذا زلزلت القبائل اليمنية الأرض بشموخها وكبريائها وقوة بأسها، وعقدت لقاءاتها، وقالت كلمتها، وأعلنت تبرؤها من الخونة والعملاء والمنافقين، واستعدادها لمواجهة كل معتدٍ أثيم وحاقد لئيم، متوكلة على ربها العظيم تستمد منه التأييد والمعونة والنصر والتمكين.

وإذا رأيت ثم رأيت قبائل عند المهمات زمجرت، وفي الملمات استنفرت، ولإيمانها برهنت، ولمسيرتها انتمت، ولشعارها في الخافقين جلجلت، ولولائها أعلنت، ولصدق تسليمها أكدت، ولخيارات القيادة الربانية الثورية أيدت، ولشماريخ أبطالها أخرجت، وإلى ميادين الوغى فرسانها أقبلت، وبقوى البغي والطغيان عصفت.

فإن قال قائلهم ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن اليماني لثرواته ونفطه من قوى الطغيان قد نُهب، ولحقوقه منهم قد سُلِب. وإذ لا يزال العدو السعودي الظالم يماطل، وللحق والعدل لم يستجب. ألا وإن القتال والجهاد لاسترداد الحقوق وتحرير الأرض واستئصال شأفة الطواغيت قد كُتب.

فيا أولياء الشيطان احذروا من غضب اليماني إذا غضب. ولا تعجبوا إذا رجت مملكة الرمال رجاً، وبست الإمارات بساً، ودك الكيان الغاصب دكاً، ثم أضحت أمريكا هباءً منبثاً، فذلك يوم على المجرمين عسير، من بعد أن عصوا واستكبروا وقد جاءهم من اليمن الإنذار والتحذير.

فما كان للقبائل اليمنية بهويتها الإيمانية، وقيمها الأخلاقية والدينية والإنسانية، ومبادئها السامية وأعرافها الضاربة في أعماق التاريخ، المستلهمة من عقيدتها الإسلامية، أن تلوذ بصمتها اتجاه غطرسة وطغيان وتجبر وإفساد طواغيت الأرض في أرجائها.

وهيهات لأباة الضيم الكرماء وقبائل يمن الحكمة والإيمان الشرفاء، الذين جُبلوا على العزة والإباء والشجاعة والفداء والأنفة والكبرياء والمحبة وكرم العطاء، المنغرس في قلوبهم الوفاء والبأس الشديد عند لقاء الأعداء. إنهم أهل المروءة والشهامة، الذائدون عن الحرم والعرض والكرامة، والمدافعون عن الدين والوطن، مهما بلغت التضحيات.

فما وهنوا وما استكانوا لما أصابهم، فلا يتركون ثأرهم بتعاقب الأجيال جيلاً بعد جيل، إلى يوم القيامة. وأولئك الذين لا يهدأ لهم بال، ويواصلون القتال حتى يأخذون بالثأر ممن ظلمهم من قوى الهيمنة والاستكبار، الغزاة الأشرار، ومحور البغي والنفاق والكفار.

وكيف للشامخين الأحرار، وسادة الأمصار، وأحفاد أنصار الله ورسوله، وحيدرة الكرار، والقادة الأعلام من آل البيت الأطهار، أن يتغاضوا ويغضوا الأنظار عن قبح أفعال أنظمة العمالة والعملاء والمنافقين الفجار، الذين خانوا بلدهم لأعداء الله، غزاة الديار وقتلة الأطفال. وأولئك الذين يطبقون على أبناء شعبنا الحصار، ويثيرون الفتن، ويحيكون المؤامرات التي يغذيها ويمولها حكام من دول الجوار، خدمة للعدو الصهيو-أمريكي طمعاً بالدينار والدولار.

هنالك كان على القبائل اليمنية قول الكلمة الفصل، والموقف المشرف، وحمل المسؤولية الدينية والأخلاقية في مواجهة الأعداء، والاستعداد والجاهزية العالية لصد كل المؤامرات، وإفشال مكائد الأعداء ومخططاتهم، والبراءة من كل منافق خائن وعميل.

ولقد بات اليوم على قوى العدوان الصهيو-أمريكي وأدواتهم الإقليمية والمحلية المتربصين ببلدنا وشعبنا مراجعة أنفسهم وحساباتهم، وأخذ العبر من الجولات السابقة، التي باءت كل مؤامراتهم العدوانية بالفشل الذريع وتكبدوا الهزائم المنكرة.

فكذلك خاض الشعب اليمني معارك الجهاد المقدس بكل اقتدار وخرج منها متوجاً بنصر الله القوي الجبار. فأضحى بفضل الله الأعلى الأشد بأساً والأعظم قوة، يستمد قوته وبأسه من الله العزيز القهار.

وليعلم النظام السعودي البائس أن صبر اليمنيين قد نفذ، فما دام مهزوما عاثرا فلا تأخذه العزة بالإثم فيكابر، وليحذر من أن يُزَج به في عدوان آخر فيهوي به في هاوية سحيقة، تجتثه قدرة الملك المهيمن القاهر بظلمه وطغيانه وتجبره على الإخوة في الدين، وحينئذ فلا يلومن إلا نفسه، وتلك سنة الله في الطغاة المستكبرين.

قد يعجبك ايضا