بألسنةٍ حدادٍ قد تلاقوا
وكم قد طال بينهمُ الفراق

يعادي بعضُهم بعضاً جهاراً
وبين عِدائِهم  جَمعَ النَّفاق

بواطنُهم بِبُغضِ الحَقِّ تَغلِي
وهم مُتَزَيِّنُونَ بِهِ إناق

بِلا دينٍ ، بلا قيمٍ ، عُراةٌ
من الأخلاقِ ، ليس لهم خلاق

مناكفةً لنا.. نحو الأعادي
لهم في كل دربٍ إنطلاق

مواقعُهُم تبوحُ بما توارِي
نفوسٌ كم تلظاها احتراق

مواقع فتنةٍ تشتاط حقدًا
ببغضٍ منهُ تَنفطِر الطِّباق

فُجُورٌ في الخُصومةِ مستطيرٌ
عداءٌ ما له أبداً لحاق

ومهما حاولوا إخفاء مافي الـ
ـقلوبِ سدًى يُمَيِّزُه المذاق

بسيماهم ستعرفهم ، وبعضاً
بلحن القول ، يفضحهم سياقُ

ويكفي أن تقول الموت جهراً
لإسرائيل يهتاجُ الشقاق

ويظهر في وجوههم امتعاضٌ
وكرهٌ دون منظره المَساق

ترآه على وجوه البعض منهم
كأن وجوههم بُهتٌ مَحَاق

إذا ما قام نحو القدس داعٍ
ينادي للجهاد  به يُضَاق

قلوب كالحجارة لم تُلِنها
دماءُ صغارِ غزة إذ تراق

سمعنا من هدى الأعلام أنَّا
بمرحلة يضيقُ بها الخناقُ

فتنكشفُ النوايا ،والطوايا
فإما الإعتصامُ ، أو الفراقُ

ويُفضَحُ كلُّ من يبدى اعتناقاً
وخلفَ ظُلوعه يَثوِي اعتناق

فقلنا ربَّما بعض الحيارى
سيخرجهم من الصفِّ إختناق

ولم نَكُ مدركينَ بأن يوماً
يفاجؤنا به هذا الشقاق

بآلافٍ مؤلفةٍ  ستكبو
ليجمعها بصهيونٍ عناق

جماعات سينسلخون عما
إليه دعوا- لمصلحةٍ- وتاقوا

كمن وقفوا ، ونادونا عقودا
لدعم القدس يدفعهم سباق

دَعَوا للقدسِ لمَّا كان  بَنكاً
إليه.، ومنه للأموالِ ساقوا

وكان قضيةً عظمى عليها
مياه وجوههم عمراً أراقوا

ولما جدَّ جِدُّ القدس فعلاً
أبان حقيقة القومِ الإباقُ

أجبناهم لما قالوا..وقمنا
فَعادُونا ، وللأعداء  لاقوا

أفي الحق الذي لا لبس فيه؟!
أفي الأقصى وغزته فراق  ؟!

أفي بغض اليهود نرى خلافاً؟!
وهم بدماء إخوتنا تَسَاقُوا

أفي القدسِ الشَّرِيفِ مناكفات؟!
وكم قد غص بالقتلى زقاق

أكَنَّ.. قلوبَهم حقدٌ فسيقُوا
كأنهم  الجمال ، أو  النياق

على الإسلام ليس فقط علينا
أهال الناظرين الإنشقاق

ذروا الأقصى أفي يمن المعالي
يمالَئُ ، أو يُهادَنُ ، أو يُعَاق

على يمن الهدى الغارات تترى
ولو كانوا نياما لا استفقوا

ولكن تاجروا بالدين عمرًا
وذنبُ الإتجارِ بهم يحاق

فماذا عنهم الأجيال يوماً
ستخبر.. منهمُ يَندَى السياق

ليبقوا حيثما ثُقفوا ، وحلُّوا
يُتَفُّ على وجوههم البُصاق

تخلوا عن سمات الشعب طُرًّا
قلوب بني الثرى هذا رقاق

أما من عالم فيهم تقي
يحرك قلبه دمنا  المراقُ

يؤرقه بغزة قتل شعبٍ
سيحمل وزره هذا النفاق

سيحمل وزره الإخوان طراً
وحكام العمالة  ، والرفاق

فلا فتوى لديهم في جهادٍ
فتاواهم زواجٌ ، أوطلاق

سلوهم إن تلاقيتم وقولوا
لهم يتساءلون إذا تلاقوا

لماذا لم نُؤَيَّدُ حين قُمنا
لننصرَ غَزَّةً لمَّا تَوَآقُوا ؟!

ويَقصِفُ أرضنا الأمريك جهراً
وما احمرت وجوههم الصِّفُاق

وكيف يُؤَيَّدُ الإسنادُ ممن
لهم لهزيمة اليمن اشتياق ؟!

وكيف تُرى يدينون الأعادي ؟!
إلى عدوانهم أصلاً  يُتاق

بأي شريعةٍ وبأي دينٍ
معَ صهيون يجمعهم وفاق

هَبُوا أنَّا هنا كفار قمنا
لننصر عزة ألنا يُعاق ؟!

ولو صدقوا لكانوا آزرونا
ولو كذبوا لناموا ما أعاقوا

ولكن عن ولاء الغرب سراً
وجهراً مالهم قطُّ انعتاق

ويأبى الله إلَّا أن يُرِي مَن
بِهم يَغتَرُّ كم بَعُدُوا ، وبَاقُوا

وكم شَطُّوا ففاقوا في عداهم
– صهايِنةَ اليهود – لنا وفاقوا

وحتى لا نُلام بِهم إذا ما
بدا منا غَدًا لهمُ  الفراق