إبادة تحت سمع العالم وبصره: السيد القائد يحاكم العالم في خطاب الغضب
ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، خطابًا مؤثرًا تناول فيه مستجدات العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يجري هذا الأسبوع يُعدّ الأسوأ والأكثر مأساوية منذ بدء العدوان، من حيث حجم الجرائم، ومعاناة المدنيين، واستهداف الأطفال والنساء بشكل متعمد، في ظل صمت دولي وعربي مهين.
أطفال غزة.. أهداف معلنة للعدو
استهل السيد خطابه بالإشارة إلى المأساة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها أطفال غزة، حيث وصف معاناتهم بأنها “وصمة عار في جبين البشرية”، موضحًا أن الأطفال باتوا هدفًا مباشرًا لآلة القتل الصهيونية، لا لذنب اقترفوه سوى أنهم فلسطينيون.
ولفت إلى أن العدو لا يكتفي بقتل الأطفال، بل يمنع عنهم حليب الرضع، ويحول دون دخول الأغذية والمساعدات الطبية، في محاولة لإبادة جيل كامل. بل وأكثر من ذلك، أشار السيد إلى قيام الجيش الإسرائيلي بنشر مقاطع مصورة لعمليات قتل الأطفال، في مشاهد عبثية مجرّدة من كل القيم، لا تنم إلا عن سقوط أخلاقي وإنساني مدوٍّ.
اغتيال النساء والمسنين.. لا خطوط حمراء
تابع السيد الحوثي حديثه بالإشارة إلى الجرائم اليومية بحق النساء الحوامل والمسنات، حيث تُقتل النساء بالقنابل الأمريكية، وتُهجّر من منطقة لأخرى تحت وطأة القصف والملاحقة، وسط انهيار كامل للمنظومة الصحية والخدمية، وعجز المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية عن حماية أبسط مقومات الحياة.
واستشهد بمقطع فيديو نشره الاحتلال، يظهر فيه جندي صهيوني يلاحق أمًا وطفلها بواسطة طائرة مسيرة، وهي تبحث عن لقمة طعام، قبل أن يتم اغتيالهما بدم بارد، في مشهد يكشف مدى الإفلاس القيمي الذي بلغه الكيان المحتل.
التجويع والتعطيش.. سلاح أمريكي وصمت دولي
أكد السيد أن غزة تُقتل مرتين: مرة بالقنابل، ومرة بالجوع. فقد تجاوزت حالة التجويع حدود الكارثة، حيث أشار إلى أن أكثر من 900 ألف طفل يعانون من الجوع، من بينهم 70 ألف طفل دخلوا مرحلة سوء التغذية الحاد، بينما تحتاج 17 ألف أم إلى تدخل عاجل، وسط ارتفاع في أعداد وفيات الرضع نتيجة الحصار وتردي الأوضاع الصحية.
كما شدد على أن سكان القطاع لم يتناولوا أي طعام لعدة أيام متواصلة، مؤكدًا أن هذا التجويع “جريمة بشعة وصمة عار على جبين المسلمين والعرب قبل غيرهم”، مطالبًا الجميع بموقف أخلاقي وإنساني يتجاوز الحسابات السياسية الضيقة.
الخذلان العربي والإسلامي… جريمة شراكة بالصمت
لم يخفِ السيد القائد خيبة الأمل من الموقف العربي والإسلامي، متسائلًا: “أين العرب؟ وأين المسلمون؟ ولماذا هذا التفرج تجاه المأساة؟”. معبرًا عن أسفه من أن الضمير الجمعي للأمة يعيش حالة موت سريري، في مقابل القليل من الأصوات الحرة التي أصبحت تُحارب في الداخل قبل الخارج.
واعتبر أن من يقف اليوم إلى جانب الشعب الفلسطيني أصبح استثناءً في الأمة، في ظل تغوّل الأنظمة المطبّعة والمرتبطة بالمشروع الصهيوني، داعيًا إلى وقفة حقيقية أمام هذا الانهيار الأخلاقي والإنساني غير المسبوق.
رسالة أخيرة: العدو خطر مشترك والمقاومة خيار الأمة
أكد السيد في خطابه أن العدو الإسرائيلي لا يشكل خطرًا على الفلسطينيين وحدهم، بل هو خطر وجودي على كل العرب والمسلمين، وأن ما يجري في غزة ليس شأنًا فلسطينيًا فحسب، بل قضية مصيرية لكل من يؤمن بالحرية والكرامة.
وأشار إلى أن نتائج التفريط والتخاذل لن تظل محصورة في فلسطين، بل ستطال الجميع، داعيًا إلى ضرورة التوحد خلف خيار المقاومة بوصفه الطريق الوحيد لحماية الأمة من الانهيار، والردّ على الإبادة المنظمة التي يتعرض لها شعب أعزل.