إنجاز استخباراتي يعيد رسمَ المشهد الأمني

د. عبد الملك أبو دنيا

بيان وزارة الداخلية مساء الأمس لم يكن مُجَـرّد إعلان عابر، بل خطوة نوعية تعكس تطوُّرًا واضحًا في قدرات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية اليمنية.

فقد نجح اللواء علي حسين خلال فترة وجيزة من توليه قيادةَ الجهاز الأمني في توجيه ضربةٍ دقيقة ومفاجئة لأجهزة استخباراتية معادية -أمريكية، صهيونية، وسعوديّة-.

إنَّ هذه العملية تعتبر من أرفع مستويات الحرب الاستخباراتية.

هذا الإنجاز يؤكّـد أن المعركة الأمنية في اليمن دخلت مرحلة جديدة، قوامها المبادرة لا الدفاع، والمعلومة الدقيقة لا التقدير الظني.

فإحباط خلايا التجسس بهذا الشكل المنظم يعني أن هناك شبكة مراقبة وتحليل بيانات باتت تعمل باحترافية عالية، قادرة على كشف الاختراقات وإفشال المخطّطات قبل وقوعها.

لكن رغم هذا النجاح الكبير، تبقى المعركة الاستخباراتية مُستمرّة.

فوجودُ خلايا نائمة أَو أطراف تحاول إعادة بناء شبكاتها أمر وارد، غير أن المؤشراتِ تدُلُّ على أن الجهاز الأمني اليوم أكثرَ جُهُوزية وصلابة، ولن يتسامَحَ مع أي اختراق مهما كان حجمه.

النتيجة، يمكنُ القولُ إن بيانَ وزارة الداخلية لم يكن مُجَـرّدَ خبر أمني، بل رسالةٌ سياسية واستراتيجية إلى الداخل والخارج: اليمنُ بات يمتلِكُ منظومةً أمنيةً قادرة على المواجهة، وإن النهاية الحتمية لكل خلية تجسسية أصبحت مسألة وقت لا أكثر.

قد يعجبك ايضا