إهانة إسرائيلية جديدة يقابلها صمت سعودي: هل تذكرون جورج قرداحي ؟

أحدثت تصريحات وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش حول ثمن التطبيع مع “السعودية”، ضجة على المستوى العربي، وبين رواد منصة “إكس”، حيث جاءت الإهانة الصهيونية هذه المرة دون أي رد فعل رسمي سعودي، وكأن “القط أكل ألسنتهم”.

على أية حال، شكلت هذه التصريحات منطلقا للعديد من أصحاب الرأي والمحللين والسياسيين لتسجيل موقف. إذ اعتبر القيادي في “لقاء” المعارضة بالجزيرة العربية الدكتور فؤاد إبراهيم أن ” هذا من يريد النظام السعودي التطبيع معه..

وسموتريتش ليس استثناء بل هو يمثل القاعدة العريضة في الكيان الصهيوني..يقول: “اذا ارادت السعودية التطبيع في مقابل دولة فلسطينية فليواصلوا ركوب الجمال”..هل هناك استحقار واستخفاف أكثر من هذا؟

ولكن من يهن يسهل الهوان عليه…” الأكاديمي أسعد أبو خليل تساءل ” إذا كانت قطر قد سامحت إسرائيل على قصف الدوحة وتعانق ديبلوماسيّوها مع ديبلوماسيّي وموساديّي العدوّ بعد أيّام فقط, تتوقّع ألا تغفر السعوديّة لإسرائيل عنصريّة وشناعة خطاب وزيرها سموتريش؟”

الإعلامي اللبناني خليل نصر الله ” سموتريتش أهان السعودية ونظر إليها بازدراء، وهذا موقفه الحقيقي، لكن سرعان ما صرح معتذرا، مطالبا الرياض بأن لا تضر “إسرائيل” (مقصده ضم الضفة).

أن يعتذر سموتريتش، وبشكل عاجل، ليس أمرا عاديا، من قبل شخص مثله. الاعتذار، حتما، تم بطلب ممن يدير عملية “التطبيع”، التي يبدو أنها تتقدم وليس مطلوبا التشويش عليها.”

 الباحث السياسي الفلسطيني صالح أبو عزة “اعتذار سموتريتش بعد إسائته للسعودية، التي فُهِمت بأنه ينظر إليهم بأنهم رُعاة متخلفين بدائيين، ليس لأنه لا يراهم كذلك. الاعتذار لأنه؛ يضر بعلاقات نتنياهو الوثيقة بابن سلمان، يضر في مسار التطبيع العلني المستقبلي، يضر بحجم الأموال التي تريد تل أبيب حلبها من ضرع الرياض.

الدكتور اليمني علي ظافر رأى أن ” المجرم الصهيوني سيموترتش يهين السعودية وينتقص من مكانتها ويمارس ضدها العنف الرمزي في التحقير والسخرية. لماذا لا يعلن النظام السعودي حرب داحس والغبراء على الكيان كما اعلنها سابقا على لبنان و قطر لأن أحدهم قال إن الحرب على اليمن عبثية وآخر انتقد جريمة خاشقجي..

الناشط حميد رزق كتب “تتقبل السعودية اساءات اليهود بطيب خاطر برغم انها اساءات قاسية كما جاء في تصريح المجرم سموتيرتس بينما شخص ناصح لهم كجورج قرداحي تعرض لهجوم كاسح بل تم محاصرة لبنان وسحب السفراء لمجرد نصيحة قالها قرداحي بدافع حرص صادق على السعودية واليمن ما سر الفصام السعودي من يفسر هذه الحالة “.

 رسام الكاريكاتور كمال شرف تساءل “لماذا لا يرد الذباب السعودي على هذا الحيوان الصهيوني ؟ لماذا ألسنتهم طويلة على المصري واليمني والعراقي واللبناني والقطري والكويتي وكل عربي ..ويبلعون ألسنتهم أمام الصهاينة ؟” الباحث السياسي والعسكري عبدالغني علي الزبيدي كتب ” طبعا الإعلام السعودي وجميع المطبلين له لن يكون لهم موقف تجاه هذا التصريح العنصري البغيض والمهين للسعوديين.. ذلك أنهم متخصصين في خدمة هذا العدو ومحاربة محور المقاومة..”

وفي السياق نفسه، الكاتب والصحفي اليمني عباس الضالعي “ماهو رد السعوديين الذي لايتركون شاردة ولا واردة الا وتناولوها؟ اين الجيش الالكتروني ؟”

مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده كتب ” التفاوت في ردود الفعل السعودية على تصريحات الوزير اللبناني عام 2021 جورج قرداحي والتصريحات المتكررة للوزير الإسرائيلي سمرتريتش، تخبرك الكثير”

يذكر أن وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش قال، الخميس 23 تشرين الأول/أكتوبر 2025، إنه “إذا قالت لنا السعودية: تطبيع مقابل دولة فلسطينية، الجواب لا شكرًا، فليواصلوا ركوب الجمال في صحراء السعودية”. وجاء كلام سموتريتش خلال مشاركته في مؤتمر معهد “تسيمت” وصحيفة “مكور ريشون”، قبل أن يعتذر في وقت لاحق عن التصريح.

وادّعى الوزير الصهيوني في المؤتمر بأنّ “”السيادة” هي نقطة الاختبار الحقيقية بالنسبة لـ”إسرائيل””، وذلك في سياق حديثه عن إمكانية التطبيع مع السعودية، مضيفًا: “نحن سنواصل التقدّم ببناء الاقتصاد والمجتمع و”الدولة”، وبكل الإنجازات “العظيمة” التي نعرف كيف نحققها”، وفق تعبيره.

وزعم بأنّ “”إسرائيل هي “دولة إسرائيل” ضمن جميع حدودها، ولن تُقام أبدًا دولة فلسطينية”. رئيس المعارضة الصهيونية يائير لابيد ردّ على تصريحات سموتريتش، وكتب في منصة “إكس” باللغة العربية: “لأصدقائنا في المملكة العربية السعودية وفي الشرق الأوسط، سموتريتش لا يمثل “دولة إسرائيل””. وفي المقابل، علّق رئيس حزب “الديمقراطيين” يائير غولان قائلًا: “بدلًا من السعي إلى التطبيع مع السعودية، يختار ائتلاف نتنياهو وسموتريتش التحالف مع حماس وقطر في غزة. المقاطعة المفروضة على السعوديين هي بمثابة جائزة لحماس، وستساعدها في الحفاظ على حكمها في القطاع، تمامًا كما يريد سموتريتش”.

وبعد ردود الفعل على كلمته، كتب سموتريتش عبر حسابه على “تليغرام”: “تصريحي بشأن السعودية لم يكن موفقًا على الإطلاق، وأنا آسف للإساءة التي تسبّب بها. ومع ذلك، وفي الوقت نفسه، أتوقّع من السعوديين عدم المساس بنا، وألّا ينكروا التراث والتقاليد وحقوق “الشعب اليهودي” في مناطقه التاريخية”، في الضفة الغربية، وأن “يقيموا معنا سلامًا حقيقيًا”، على حد قوله.

مرآة الجزيرة

قد يعجبك ايضا