الاستثمارات السعودية في أمريكا.. 700 مليار دولار «همشت» قانون «جاستا»

 

فيما وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية في أول جولة خارجية له منذ توليه الرئاسة لحضور أعمال ثلاث قمم، بهدف بحث أجندة واسعة تناقش مختلف قضايا المنطقة والعالم، تتطاير الأسئلة بشأن الأسباب التي دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبدء أولى جولاته الخارجية بالسعودية، فيما فسر بعض خبراء السياسة والاقتصاد الأمر بأن قوة السعودية ودورها في الشرق الأوسط واستثماراتها في واشنطن هما الدافع وراء تلك الزيارة، مستشهدين بتغريدة ترامب على تويتر قبيل أول زيارته إلى السعودية بأنه سيعمل على حماية المصالح الأمريكية بقوة.
العلاقات الأمريكية السعودية مترابطة منذ عقود، ورغم أنها شهدت عدة توترات كان آخرها ما يتعلق بمقاضاة المملكة نتيجة هجمات 11 سبتمبر بإقرار قانون «جاستا»، إلا أن التحركات الأمريكية تراجعت أمام قوة الاستثمارات السعودية في واشنطن وتهديد المملكة عبر وزير خارجيتها بسحب أصولها من أمريكا، الأمر الذي أدى لتوقف أمريكا والكونجرس عن تنفيذ القانون رغم إقراره.
ولا توجد أرقام رسمية محددة لحجم وقيمة الأصول السعودية في أمريكا وتدرج السعودية مع كل من البحرين وإيران والعراق والكويت وعُمان وقطر والإمارات العربية المتحدة في مجموعة واحد فيما يتعلق بالاستثمارات والأصول.
وبحسب تصريحات سابقة لفواز جرجس، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، لـCNN، فإن الأصول التي تمتلكها المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية تتراوح قيمتها بين 700 مليار وتريليون دولار.
وكشفت وزارة الخزانة الأمريكية عن حجم السندات السعودية في أمريكا ووصولها إلى ما يزيد على 116.8 مليار دولار حتى شهر مارس الماضي طبقا لتقرير الوزارة الرسمي.
ويبرز التواجد الكبير للشركات السعودية في الاقتصاد الأمريكي على الواجهة، حيث قامت شركة “أرامكو” السعودية مؤخرا بتملك أكبر مصفاة بأمريكا بعد شرائها مصفاة “بورت آرثر” بولاية تكساس التي تعتبر “جوهرة التاج” بالنسبة لصناعة النفط الأمريكية كون طاقتها الاستيعابية تصل إلى 600 ألف برميل يوميا، الأمر الذي سيسمح للشركة بالحصول على موقع استراتيجي يسمح لها بنقل نفطها الخام إليها وتصفيته ومن ثم بيعه في أسواق أمريكا الشمالية.
وقالت قناة «سي إن إن» إن شركة أرامكو النفطية تمتلك كامل مصفاة «بورت آرثر» التي تمتلك طاقة استيعابية تصل إلى إنتاج 600 ألف برميل يوميا، إلى جانب 26 منصة توزيع ورخصة «شل» لتوزيع الوقود والديزل في ولاية تكساس، ونقلت عن صندوق الاستثمارات العامة السعودي أن المملكة هي أكبر شريك تجاري لأمريكا في الشرق الأوسط بمستوى تبادل يصل إلى 62 مليار دولار سنويا، مضيفة: “خطة رؤية المملكة 2030 تتضمن عشرات المشاريع العملاقة التي يمكن لشركات أمريكية المشاركة فيها في المملكة”.
وكشف مستشار في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرياض وجلاس واليس في وقت سابق عن حجم الاستثمارات الأمريكية في السعودية ووصولها إلى نحو 10 مليارات دولار، مؤكدا أن المستثمرين الأمريكيين يرون في المملكة منطقة قوية للاستثمار في المستقبل.
وصل الرئيس الأمركيي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية في أول جولة خارجية له منذ توليه الرئاسة لحضور أعمال ثلاث قمم، بهدف بحث أجندة واسعة تناقش مختلف قضايا المنطقة والعالم.
وتجري القمة السعودية الأمريكية بسلسلة اجتماعات ثنائية بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وترامب بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين وتنسيق الجهود في مواجهة الإرهاب.
وفي قمة أخرى، يجتمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع ترامب لمناقشة التهديدات التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة، والعمل على بناء علاقات تجارية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون.
ويجري ترامب قمة عربية إسلامية مع 55 من قادة وممثلي الدول الإسلامية في العالم، لبحث سبل بناء شراكات أمنية أكثر قوة وفاعلية من أجل مكافحة ومنع التهديدات الدولية المتزايدة بسبب الإرهاب والتطرف.

قد يعجبك ايضا