الحديدة تحت عدوان مكرّر: إسرائيل لا تجد «صيداً ثميناً»

فشل العدوان الإسرائيلي الذي استهدف 3 موانئ في الحديدة غرب اليمن، أول من أمس، في إحداث أي تأثير فيها، في حين ردت صنعاء بعد ساعات بإطلاق صاروخ على إسرائيل.

 لم يتأخّر الردّ اليمني على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف موانئ الحديدة غربي اليمن بهجمات بحرية، وبدا – على ضخامته – قاصراً عن تعطيل الموانئ الثلاثة. إذ أطلقت قوات صنعاء صاروخاً دفع بملايين الإسرائيليّين إلى الملاجئ، في حين لم يعلن جيش العدو، على غير العادة، نجاح اعتراض الصاروخ اليمني، قائلاً بدلاً من ذلك إنه «تم اعتراض الصاروخ على الأرجح»، وإنّه تمّ «إطلاق صواريخ اعتراضية إضافية لمواجهة سقوط شظايا منه». وكانت انطلقت صفارات الإنذار في مناطق عدّة وسط فلسطين المحتلة، مع إعلان الجيش أنه رصد إطلاق صاروخ من اليمن.

وجاءت هذه العملية بعد ساعات قليلة من العدوان الإسرائيلي الذي استهدف موانئ اليمن، ورافقته كما العادة جولة من الحرب النفسية. وبعد ساعات من صدور أكثر من إنذار باستهداف موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، نفّذ جيش الاحتلال هجومه، مستخدماً لأول مرة سلاح البحرية. وزعم المتحدّث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، أنّ «سفن صواريخ تابعة لسلاح البحرية هاجمت ميناء الحديدة في اليمن». وأضاف في منشور على «إكس» إنّ «هذا الهجوم جاء ردّاً على الاعتداءات التي ينفّذها نظام الحوثي ضد إسرائيل، إذ يطلق صواريخ أرض- أرض وطائرات مسيّرة نحو الأراضي الإسرائيلية». وأشار إلى أنّ «استهداف ميناء الحديدة جاء لتعطيل الميناء».

العدو يستخدم سلاح البحرية في قصف اليمن للمرة الأولى

وفي الوقت الذي عمد فيه جيش الاحتلال إلى تضخيم العملية أمام الرأي العام الإسرائيلي، أكّدت مصادر محلّية في مدينة الحديدة، لـ«الأخبار»، أنّ «الهجوم الإسرائيلي الذي جرى بواسطة صاروخين لم يكن له أي أثر على الميناء والبنية التحتية فيه». ومن جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، نصر الدين عامر، في منشور على منصة «إكس»، إنّ «العدوان الصهيوني الجديد على ميناء الحديدة ليس له أي تأثير يُذكر على عمليّاتنا المساندة لغزة، ولا على التحضيرات للتصعيد وتوسيع العمليات في عمق كيان العدو الصهيوني، ولن يرفع الحصار البحري اليمني الذي أدّى إلى إغلاق كامل لميناء أم الرشراش (إيلات)، ولن يرفع الحظر عن مطار اللد (بن غوريون) والذي أجبر غالبية شركات الطيران العالمية على وقف تعاملها مع مطارات العدو، وليس له أي تأثير حتى على معنويات شعبنا الذي يخرج أسبوعياً إلى الشوارع بالملايين نصرة لغزة». وتابع إنّ «غزة ليست وحدها ولن تكون وحدها، والتصعيد وتوسيع العمليات قادم».

كذلك، أكّد مصدر عسكري مطّلع في صنعاء، لـ«الأخبار»، أنّ «إسرائيل استنفدت بنك أهدافها الإجرامي الذي طال بنىً تحتية في اليمن. وعليها الآن استقبال الردّ اليمني الذي سيكون وفق معادلة الميناء بالميناء». وأشار إلى أنّ «قوات صنعاء ستعلن عمّا قريب تحذيراً إلى كافة الشركات والسفن بإخلاء ميناء حيفا الذي وُضع في قائمة الأهداف العسكرية لصنعاء».

وكانت ذكرت مصادر عبرية إنّ «العدوان الجديد نفّذه الأسطول الثالث، باستخدام سفن ساعر 6 المتطوّرة، وسفن أخرى تعمل في شمال البحر الأحمر». ووفقاً لإذاعة جيش الاحتلال، فإنّ «سلاح البحرية التابع للكيان هاجم أهدافاً لنظام الحوثي في ميناء الحديدة». وزعمت الإذاعة أنّ «الهجوم يهدف إلى تعميق الضرر في ميناء الحديدة الذي لا يزال يُستخدم لعمليات إرهابية»، رغم أنّ الميناء مدني ويُستخدم لأغراض إنسانية. وأشاد وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بدوره، بسلاح البحرية لتنفيذه الهجوم الذي وصفه بـ«الناجح». وقال في تصريح تناقلته وسائل إعلام عبرية إنّ «يد إسرائيل الطويلة في الجو وفي البحر أيضاً، ستصل إلى كل مكان».

رشيد الحداد الأربعاء 11 حزيران 2025

قد يعجبك ايضا