القرآن كتاب هداية ومرتبط بهداة

[فمن لم يستدل على أمر دنياه وآخرته بكتاب الله] يستدل: يجعله دليله، يجعله هاديه؛ لينير له الطريق؛ لأن القرآن يرسم الطريق, وينيرها, ويرغبك لأن تسير فيها, وفي نفس الوقت يدافع عنك وأنت تسير فيها. ما هو ما بلى مثلما يسير واحد معه [اتريك] أو [كشاف], لا يرسم له الطريق, ولا يوجد أكثر من كونه معه كشاف يبصر به الطريق.

أما القرآن فهو يرسم هو الطريقة, ويبين الطرق الأخرى كيف أنها طرق خسارة, هادي بكل ما تعنيه الكلمة.

[فمن لم يستدل على أمر دنياه وآخرته بكتاب الله فلن يصيب عليه أبداً دليلاً] لن يصيب على أمر دنياه وآخرته أي دليل غيره يهتدي به. [ومن لم ينج به من خبوت الحيرة والجهالة] الخُبُوت يعني: الخبت, المتاهات, الصحاري, خبت مثلما بين نقول معروفة الكلمة هذه. [ويحيا بروحه من موت العمى والضلالة, لم يزل لسبيل الجهل سالكا] ولو عنده أنه علامة, ولو قال له الناس علامة, ولو كتبه كما كانت ومؤلفاته كما كانت.

هنا يقطع بأنه [لم يزل لسبيل الجهل سالكاً, وبموت العمى والضلال هالكاً؛ لأن الله جعله روحاً من موت الضلالة محيياً, وضياء من ظلم الجهالة منيراًً مصحياًً]. طيب: المشكلة أننا نقول: القرآن صحيح هو هكذا, أليس الناس مؤمنين بهذا؟ ويكون عندهم عندما يأتي يفسر القرآن يقول لك: هذه الآية نتركها محلها, وهذه معناها كذا, وهذه معناها كذا! أليس هو هنا يرى أنه يتعامل مع القرآن؟ لكن المشكلة أن معه غلطة من البداية في النظر إلى القرآن, في النظر إلى التعامل مع القرآن, إلى الاهتداء بالقرآن الكريم كيف يكون.

يأتي يحكِّم أشياء أخرى, مقاييس من عنده, يرسم هو رؤى معينة, الناس يأتوا يرسموا رؤى معينة تحت عنوان خدمة دين, تحت عنوان بأنها أيضاً من علوم الدين, وانطلقنا إلى القرآن ننظر إليه من خلالها فلم نبصر, وفي الأخير نقدم موضوع القرآن عمى على عمى بالنسبة للناس! يتخبط الإنسان حتى ولو عنده أنه يسير على طريقة هدى, ولو عنده أنه يخدم القرآن نفسه, يقرأ هنا, يقرأ يقرأ؛ لأجل يعرف في الأخير كيف يتعامل مع القرآن.

القرآن نفسه مرتبط بهداة, والقرآن نفسه يرسم الطريقة في التعامل معه, حتى ما ترك هذا الموضوع؛ لأنه هو المفتاح, حتى طريقة التعامل معه, طريقة الاهتداء به, الأسس التي تسير عليها لتهتدي به, العلاقة التي تبتعد عنها لتهتدي به, رسمها أيضاً.

أليس هذا هو المفتاح للموضوع بالنسبة للقرآن؟ أي حتى نفس المفتاح هذا هو هدى إليه, هو هدى إليه.

دروس من هدي القرآن الكريم

مديح القرآن [الدرس الرابع]

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 31/5/2003م

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا