حركة النفاق في العالم العربي المعاصر: دراسة تحليلية في خيانة الأنظمة والنخب المُدجَّنة

أعده للحقيقة: صادق البهكلي

مقدمة منهجية

تشهد الأمة العربية في مرحلتها الراهنة تحولات جذرية في طبيعة العلاقات السياسية والأمنية مع الكيان الصهيوني، تحولات تكشف عن ظاهرة نفاق سياسي غير مسبوقة في عمقها واتساعها.

إذ لم يعد التطبيع مجرد مبادرات دبلوماسية محدودة، بل تحول إلى منظومة متكاملة من التحالفات الاستراتيجية والتنسيق الأمني والعسكري والاقتصادي، تخدم بشكل مباشر أمن الكيان الصهيوني وهيمنته الإقليمية على حساب المصالح العربية والقضية الفلسطينية.

يهدف هذا التقرير إلى تعرية حركة النفاق هذه من خلال ثلاثة محاور أساسية: تطويع الشعوب وإعادة تشكيل صورة العدو ليصبح صديقاً، وحماية أمن الكيان الصهيوني من قبل الأنظمة العربية، وتسخير الموارد العربية العسكرية والاقتصادية لفرض هيمنة العدو وزعامته الإقليمية. ويستند التقرير إلى وثائق مُسرَّبة وتحليلات صحفية ومواقف معلنة، مع التركيز بشكل خاص على خطابات السيد عبد الملك الحوثي ومحاضرات السيد حسين بدر الدين الحوثي.

المحور الأول: تطويع الشعوب وتقديم العدو الصهيوني كصديق

التطبيع كاستراتيجية لإعادة تشكيل الوعي الجماهيري

يمثل التطبيع العربي الإسرائيلي في جوهره مشروعاً لإعادة صياغة الوعي العربي وتغيير ثوابته الدينية والقومية، فبعد عقود من اعتبار إسرائيل كياناً استعمارياً عدوانياً مغتصباً للأرض الفلسطينية، تسعى بعض الأنظمة العربية اليوم إلى تقديمه كـ”شريك طبيعي” وحليف استراتيجي في المنطقة. هذا التحول الجذري لم يأتِ عبثاً، بل جاء نتيجة ضغوط خارجية ومصالح ضيقة للأنظمة الحاكمة.

ومع أن أغلب الأنظمة العربية تمارس علاقات سياسية واقتصادية مع العدو الإسرائيلي منذ وقت طويل من تحت الطاولة خوفاً من غضب الشعوب، إلا أنه اليوم يُراد لهذه العلاقة أن تصبح طبيعية وأن تكون برضا الشعوب العربية، وأن تتطور هذه العلاقات إلى ما يطلق عليه العدو (شرق أوسط جديد) تكون الهيمنة فيه بيد العدو الإسرائيلي كرديف للهيمنة الأمريكية في المنطقة. فالأمريكي هو عرّاب ما يسمى اتفاقيات إبراهام التي تعني التطبيع وإقامة علاقات طبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته وأجهزته ومواطنيه، في مجالات سياسية واقتصادية وأمنية وثقافية، متجاهلين بذلك حالة الحرب القائمة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال، ومعترفين بمشروعية الدولة الإسرائيلية على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه. ويعتبر تحقيق التطبيع “حلماً” لقادة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بهدف الحصول على الشرعية الدولية وقبول كيانهم في المنطقة.

مسارات التطبيع الخيانية: من كامب ديفيد إلى اتفاقيات أبراهام

لقد شهد المسار التطبيعي عدة محطات تاريخية، بدأت باتفاقية كامب ديفيد عام 1978 التي أطلقتها مصر بانفرادها، مما أحدث شرخاً في الجسم العربي آنذاك. ولم تربط الاتفاقية السلام بحل القضية الفلسطينية بشكل كامل. وعلى الرغم من توقيعها منذ عقود، إلا أن التطبيع المصري الإسرائيلي توقف عند العلاقات الرسمية ولم يخترق عمق المجتمع المصري بفضل وعي الشعب المصري ورفضه للتطبيع، إلا أن العدو للأسف تمكن من التأثير على الوعي الشعبي العربي. ورأينا هذه التأثيرات في ردة فعل الشعوب العربية تجاه مجازر الإبادة التي مارسها العدو بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدار عامين دون أن تكون هناك استجابة شعبية عربية سواء في مصر أو في غيرها، باستثناء ما حدث في اليمن وفي بعض الدول العربية من مظاهرات كان بعضها لحظياً. لكن في مصر مثلاً لم تخرج حتى مظاهرة واحدة، وهذا شيء مؤسف ودليل واضح على أن الشعوب العربية لم تعد بخير، وأن سموم العدو على مدار عقود من الاستهداف قد أصابت العقل العربي.

ثم جاءت اتفاقية أوسلو عام 1993 التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع العدو الإسرائيلي، والتي اعتُبرت “ورطة” للشعب الفلسطيني حيث خدمت أمن الكيان الصهيوني وفككت فكرة الدولة الفلسطينية، وأعطت ذريعة للحكومات العربية الأخرى للتطبيع، تلتها اتفاقية وادي عربة عام 1994 التي وقعتها الأردن.

أما القفزة النوعية في مسار التطبيع فجاءت مع اتفاقيات أبراهام عام 2020، التي وقعتها الإمارات والبحرين والسودان والمغرب مع العدو الصهيوني المجرم بوساطة أمريكية. تهدف هذه الاتفاقيات إلى مد جذور التطبيع في مجتمعات هذه الدول بشكل تدريجي ومتسارع، لا يقتصر على العلاقات الرسمية فقط، بل يسعى لاختراق الوعي الجماهيري عبر التعاون الثقافي والتعليمي والإعلامي.

إعادة تعريف التهديدات: من إسرائيل إلى إيران

من أخطر أدوات تطويع الشعوب إعادة تعريف مفهوم التهديد في المنطقة. فقد تحولت رؤية غالبية الدول العربية للخطر، حيث أصبح يُنظر إلى التهديدات الإيرانية على أنها أهم من الصراع العربي الإسرائيلي، وباتت إسرائيل تُعد “حليفاً استراتيجياً للحفاظ على أنظمتهم من الانهيار”. هذا التحول المفاهيمي شمل مجالات متعددة مثل الاقتصاد والأمن والعسكر والثقافة والتكنولوجيا والإعلام.

هذه السياسة تخدم بشكل مباشر المشروع الصهيوني الذي يسعى لتحويل العداء العربي من الكيان المحتل إلى دول إسلامية أخرى، مما يحرر إسرائيل من الضغوط العربية ويمنحها حرية أكبر في توسعها الاستيطاني وعدوانها على الشعب الفلسطيني.

الفجوة بين الأنظمة والشعوب: رفض جماهيري واسع

رغم كل هذه الجهود المبذولة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، إلا أن الشعوب العربية لا تزال ترفض بشكل واسع هذا النهج. أظهرت استطلاعات الرأي رفضاً شعبياً كبيراً لاتفاقيات أبراهام المدعومة أمريكياً؛ ففي مصر، يرى 82% أن اتفاقيات السلام سلبية “إلى حد ما” على الأقل، مما يدل على أن الشعب لا يؤيد سياسات حكومته بشأن هذه المسألة. وفي دول أخرى، أظهر “البارومتر العربي” أن التوجه الشعبي العام ضد التطبيع سلبي ويصل إلى أقصى درجاته في الجزائر.

بعد عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023 وما تلاها من حرب إبادة على غزة، ازداد الرفض الشعبي للتطبيع بشكل كبير، فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية المشاركين وصفوا الهجوم الإسرائيلي على غزة بـ”الإبادة الجماعية” أو “المجزرة” أو “التطهير العرقي”. وفي المغرب، انخفض تأييد التطبيع من 31% عام 2022 إلى 13% بعد أحداث 7 أكتوبر 2023.

هذه الفجوة الواسعة بين مواقف الأنظمة والشعوب تكشف عن طبيعة النفاق السياسي الذي تمارسه هذه الأنظمة، التي تدّعي تمثيل شعوبها بينما تتخذ قرارات استراتيجية تتعارض مع إرادتهم وقناعاتهم.

رؤية السيد حسين بدر الدين الحوثي: التحذير المبكر من التطبيع

يعتبر السيد حسين بدر الدين الحوثي من أوائل المفكرين والثائرين الذين دعوا إلى مقاومة الاستكبار العالمي والنهوض من حالة التبعية والخضوع. وقد أطلق شعار “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام” في 17 يناير 2002، وهو شعار لم يكن مجرد صيغة خطابية، بل كان إعلاناً عن مسار سياسي وثقافي جديد يهدف إلى إعادة تشكيل وعي الإنسان العربي والمسلم وإحياء روحه الجهادية المفقودة، وإعادة ربطه بمسؤوليته الدينية والعربية.

لقد حذّر السيد حسين بدر الدين الحوثي أهل اليمن من النفوذ الأمريكي في البلاد، واعتبر حرية فلسطين محورية القضية الفلسطينية وأنها مسؤولية جميع المسلمين، مؤكداً على ضرورة إحياء يوم القدس ومقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية. وبيّن خطورة التطبيع مع إسرائيل، وحذّر من المؤامرات الغربية التي تُحاك بمساعدة بعض الأنظمة العربية لتصفية القضية الفلسطينية. وقد أعادت الأحداث اللاحقة تأكيد صدق تحذيراته، حيث شهدنا هرولة دول عربية نحو التطبيع، مما يبرز بُعد نظره وعمق فهمه للمؤامرات المحاكة ضد الأمة.

رؤية السيد عبد الملك الحوثي: فضح النفاق العربي المعاصر

أما السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي فقد وصف مشروع ما يسمى “الشرق الأوسط الجديد” بأنه خطة تهدف إلى جعل جميع الدول العربية عرضة للنفوذ الإسرائيلي والأمريكي، وتحويل الدول العربية إلى دول صغيرة ومفتتة، مما يوسع السيطرة الإسرائيلية عبر بلاد الشام وأجزاء من مصر والعراق والسعودية.

ويشير السيد عبد الملك الحوثي إلى أن “تخلي معظم المسلمين” عن القضية الفلسطينية، ومستوى “التخاذل العربي تجاه الشعب الفلسطيني” دليل على التحول الخطير في المواقف، ويدين “التطبيع العلني من قبل بعض الأنظمة” باعتباره شكلاً من أشكال “الخمول والاستسلام”.

من منظور السيد القائد، فإن تقديم “الخيانة في واقع الأمة كوجهة نظر” و”التعاون مع الأعداء والقتال ضد أبناء هذه الأمة”، يشير إلى انحراف أخلاقي وسياسي خطير، ويصف “المشروع الصهيوني” بأنه مدمر ويهدف إلى طمس هوية الأمة والتلاعب بفكرها من خلال الإعلام والتعليم.

كما يحذر السيد عبد الملك الأنظمة العربية التي تتحرك في الفلك الأمريكي من أن الولايات المتحدة تدعم التوسع الإسرائيلي للسيطرة على كل الأراضي العربية، ويتهم النظام السعودي مباشرة بتقديم “دعم عسكري مباشر للعدو”، ويصف صفقة مصرية لشراء الغاز الإسرائيلي بقيمة 35 مليار دولار بأنها “دعم فعلي للعدو”.

ويسلط الضوء على “الصمت والخضوع” في المواقف العربية الرسمية رداً على التصريحات الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بقضايا مثل سوريا والقضية الفلسطينية، كدليل على توافقها مع الأجندات الإسرائيلية الأمريكية. ويؤكد أن من “يتخلى عن فلسطين سيتخلى عن شعوب أخرى في المنطقة”، مما يشير إلى أن الخيانة ستفيد في النهاية إسرائيل وحدها.

ويؤكد أن “خمول” الدول العربية والإسلامية تجاه الأعمال الإسرائيلية هو “قرار سياسي، وليس صدفة”، مما يعني أن هذه الأنظمة اختارت عن وعي أن تكون شريكاً في حماية أمن الكيان الصهيوني.

المحور الثاني: حماية أمن الكيان الصهيوني من قبل الأنظمة العربية

التنسيق الأمني المباشر: من أوسلو إلى الوقت الحاضر

من المؤسف أن الواقع كشف أن حماية أمن الكيان الصهيوني أصبحت أولوية استراتيجية لعدد من الأنظمة العربية، في مقدمة هذا الأنظمة النظام السعودي الذي يعتبر الدينمو المحرك لكل الخيانات العربية، فلم يعد شعار تحرير فلسطين من البحر إلى النهر قائمًا بل بتنا نسمع هذه الأنظمة عبر أبواقها الإعلامية وبدون خجل تطالب بسحب سلاح المقاومة الفلسطينية وتسليمه للعدو الإسرائيلي كما انتهت مطالب إقامة دولة فلسطينية واستعاضت الأنظمة عنها بإقامة سلاح وتطبيع مع العدو الإسرائيلي المجرم من الصور المؤلمة ظاهرة التنسيق الأمني بين ما يسمى السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس وبين الأجهزة الأمنية للكيان الصهيوني، كما سعت أنظمة عربية للتنسيق مع العدو الإسرائيلي أمنيا ومخابراتيا وبرز هذا التعاون على شكل توطين أجهزة التجسس الصهيونية في البلدان العربية المطبعة وفتح غرف مشتركة مع أجهزة المخابرات الصهيونية من الدلائل ما كشفته الأجهزة الأمنية اليمنية عن شبكات تجسس مرتبطة بغرفة مشتركة تديرها المخابرات السعودية والموساد الصهيوني والمخابرات الأمريكية لمواجهة الموقف اليمني المناصر لغزة وما خفي أعظم وأطم..

التسريبات الأمريكية: فضح التعاون السري

كشفت وثائق أمريكية مسربة، حصلت عليها صحيفة “واشنطن بوست” والاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين، عن تعميق سري للتعاون العسكري والأمني بين إسرائيل وست دول عربية (مصر، الأردن، الإمارات، البحرين، السعودية، وقطر) خلال السنوات الثلاث الماضية، بما في ذلك فترة حرب الإبادة على غزة. هذا التعاون جرى تحت مظلة أمريكية، على الرغم من الإدانة العلنية الشديدة من قبل هذه الدول للعمليات الإسرائيلية في غزة.

تم هذا التعاون ضمن إطار عمل دفاعي إقليمي سري يُعرف باسم “الهيكل الأمني الإقليمي” (Regional Security Construct)، بتسهيل من القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM). وكان الهدف المعلن هو مواجهة التهديد الإيراني ونفوذ الميليشيات التابعة لها، والتي وصفت في وثائق CENTCOM بأنها “محور الشر”.

طبيعة التعاون الأمني والعسكري

شمل التعاون الأمني والعسكري السري عدة أنشطة محددة:

أولاً: تبادل المعلومات الاستخباراتية: تبادل المعلومات والأمن بشكل سري بين إسرائيل والدول العربية المشاركة، مما يوفر لإسرائيل معلومات حيوية عن التهديدات المحتملة لأمنها.

ثانياً: التدريبات المشتركة: عقد اجتماعات وتدريبات مشتركة في مواقع مثل البحرين، مصر، الأردن، قطر (قاعدة العديد الجوية)، وفورت كامبل بولاية كنتاكي الأمريكية. وشملت التدريبات على اكتشاف وتدمير الأنفاق، وهي تقنية تستخدمها المقاومة الفلسطينية في غزة، مما يعني أن هذه الدول تدربت على كيفية مواجهة المقاومة الفلسطينية.

ثالثاً: تكامل الدفاع الجوي: ربط بيانات الرادار وأجهزة الاستشعار بالأنظمة الأمريكية لمواجهة الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، واليمنية التي تنطلق باتجاه الأراضي المحتلة في سياق الرد الإيراني على الاعتداءات الصهيونية وفي سياق معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي أعلنتها القوات المسلحة اليمنية في سياق إسناد غزة في وجه الجبروت والإجرام الصهيوني, مما وفر حماية جوية متكاملة لإسرائيل من أي هجمات محتملة.

رابعاً: التواصل المشفر: استخدام منصة دردشة مشفرة وآمنة للتواصل المباشر بين الدول المشاركة وواشنطن، مما يضمن سرية التنسيق وعدم كشفه أمام الرأي العام.

خامساً: وصول مباشر للضباط الإسرائيليين: منح الضباط الإسرائيليين وصولاً مباشراً إلى قاعدة العديد الجوية في قطر لتجنب الكشف عن وجودهم علناً، وهو ما يعني أن قواعد عسكرية عربية أصبحت متاحة للاستخدام الإسرائيلي.

سادساً: الدور السعودي النشط: لعبت المملكة العربية السعودية دوراً نشطاً بشكل خاص، حيث قدمت معلومات استخباراتية لإسرائيل وجيرانها العرب حول الأنشطة في سوريا واليمن.

سابعاً: المساعدة في الدفاع المباشر: ساعدت الأردن والسعودية الولايات المتحدة وإسرائيل في إسقاط الصواريخ والطائرات الإيرانية بدون طيار التي كانت متجهة نحو إسرائيل خلال عمليات “الوعد الصادق” الإيرانية، وهو ما يعني أن هذه الدول دافعت عسكرياً عن الكيان الصهيوني بشكل مباشر.

التناقض الصارخ: إدانة علنية وتعاون سري

الأخطر في هذا السياق هو التناقض الصارخ بين المواقف العلنية والتعاون السري، فبينما كانت الدول العربية تُعمّق تعاونها الأمني سراً مع إسرائيل، كانت قياداتها تدين علناً الحرب في غزة، وصف أمير قطر حملة إسرائيل في غزة بأنها “حرب إبادة جماعية” في الأمم المتحدة، بينما اتهمت السعودية إسرائيل بـ “التطهير العرقي” و”تجويع الفلسطينيين”. هذا التناقض الفاضح يكشف عن عمق النفاق السياسي الذي تمارسه هذه الأنظمة.

الصفقات الأمنية والتقنيات الاستخباراتية

بالإضافة إلى التنسيق الأمني المباشر، كشفت الوثائق عن صفقات تقنية ومراقبة بين دول عربية وشركات إسرائيلية:

  • في عام 2008، وقعت هيئة المنشآت والمرافق الحيوية في أبوظبي عقداً مع شركة “آي جي تي إنترناشونال” السويسرية (مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي ماتي كوتشافي) لشراء معدات مراقبة، وزودت الشركة أبوظبي بطائرات مسيّرة ونظام “عين الصقر” للمراقبة الأمنية.
  • في عام 2012، استعانت السعودية بشركة إسرائيلية في الأمن السيبراني لحماية معلوماتها بعد هجوم على شركة أرامكو.
  • في عام 2019، اتهم تطبيق “واتساب” مجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية باستخدام تقنية بيغاسوس للتجسس لاختراق هواتف صحفيين وناشطين، وبيعها للسعودية، كما اشترت الإمارات من المجموعة نفسها تكنولوجيا لقرصنة الهواتف عام 2018.

التدريبات العسكرية المشتركة

شاركت دول عربية مثل السعودية والإمارات في تمارين عسكرية إلى جانب إسرائيل، منها تمرين “العلم الأحمر” الذي تشرف عليه القوات الجوية الأمريكية. وفي 2017 و2019، شارك سلاح الجو الإماراتي في تدريبات “إينيو هوس” باليونان، والتي شاركت فيها إسرائيل أيضاً. هذه المشاركات تعني تطبيع عسكري كامل وتبادل خبرات عسكرية بين الجيوش العربية والجيش الإسرائيلي.

المحور الثالث: تسخير الموارد العربية لفرض هيمنة العدو

الموارد العسكرية في خدمة الكيان الصهيوني

تكشف الوثائق والتحليلات أن الموارد العسكرية العربية، التي كان يُفترض أن تُستخدم للدفاع عن الأمة ومواجهة الكيان الصهيوني، أصبحت في كثير من الحالات تُسخر لحماية هذا الكيان وتعزيز أمنه.

أولاً: الصفقات العسكرية: أصبحت الاحتلال الإسرائيلي مصدراً رئيسياً للأسلحة لبعض الدول العربية. فعلى سبيل المثال، استمر المغرب في علاقات عسكرية كاملة مع الاحتلال الإسرائيلي بعد طوفان الأقصى، وأصبحت الاحتلال الإسرائيلي ثالث أكبر مورد للأسلحة للمغرب في عام 2023، مستفيداً من تكنولوجيا الطائرات بدون طيار المتقدمة، كما وقع المغرب اتفاقيات تعاون عسكري وأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

وفي عام 2019، أنشأت الإمارات روابط هاتفية مع الاحتلال الإسرائيلي، ووافقت الولايات المتحدة على بيعها طائرات “إف 35” بالتزامن مع التطبيع، كما كشفت البحرين عن شراء أنظمة رادارات مضادة للطائرات المسيرة من شركة إسرائيلية.

ثانياً: مشاركة في حماية الملاحة البحرية: تشارك دول عربية بالتمويل والمساهمة العسكرية في ما يسمى تحالف “حارس الازدهار” الذي أعلنته أمريكا إلى جانب دول أخرى، والذي يهدف إلى حماية الملاحة في البحر الأحمر ضد عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة في سياق وقوف اليمن إلى جانب المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى، وهي هجمات تستهدف السفن المتجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي أو المرتبطة بها، هذا يعني أن دولاً عربية تستخدم قواتها البحرية لحماية التجارة الإسرائيلية.

ثالثاً: استمرار العلاقات الاستراتيجية رغم الإبادة: على الرغم من حرب الإبادة على غزة، تشبثت الحكومات العربية بالتطبيع في الموضوعات الاستراتيجية، مثل الالتزام بالمعاهدات، واستمرار العلاقات التجارية، والحوار الدبلوماسي، وعدم تقديم أي مساندة استراتيجية للمقاومة. وقد اتُهم الأردن بفتح جسر بري لتصدير الأغذية للكيان الصهيوني أثناء الحرب على غزة.

الموارد الاقتصادية: تعزيز النفوذ الإسرائيلي

أسفرت اتفاقيات أبراهام عن تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين الاحتلال الإسرائيلي والإمارات نصف مليار دولار في السنة الأولى من التطبيع. بينما يرى البعض هذه المكاسب إيجابية، يعتبرها آخرون وسيلة لتعميق الاندماج الاقتصادي الذي قد يعزز نفوذ الاحتلال إسرائيلي وهيمنته الإقليمية.

التطبيع لم يتوقف على الجانب الاقتصادي بل صعد باتجاه “تحالف عسكري أمني استراتيجي” يهدف إلى تأمين الوجود الإسرائيلي بشكل مهيمن، مما يهدد الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدول المنطقة، وقد يؤدي إلى “التفكك والانهيار التام” للأنظمة العربية، وتحويلها إلى أنظمة هشة يهيمن عليها الاحتلال الإسرائيلي وتحركه لقمع أي صوت مناهض للإجرام الصهيوني.

تحريف بوصلة العداء

لم تكتف الأنظمة العربية المنافقة من تطبيع علاقتها مع العدو التاريخي لأمتنا والمجرم الذي يمارس جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني بل عملت منذ وقت طويل على تحريف بوصلة العداء، و تحويل “صفة العدو الرئيس” لبعض الدول العربية في القوانين السابقة من الاحتلال الإسرائيلي إلى إيران، مما قد يؤدي إلى إعادة توجيه الموارد العسكرية والاقتصادية نحو مواجهة تهديدات وهمية لحماية الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عنه وضمان أمنه و تعزيز موقعه الإقليمي دون رد عربي ولو على مستوى حركات المقاومة.

كشفت دراسة تحليلية أن معدل الإنفاق العسكري لدول التطبيع بلغ نحو 4.03% من الناتج المحلي الإجمالي، أي بزيادة قدرها 83% عن المعدل العالمي (2.2-2.3%). ويبقى معدل الإنفاق في دول مجلس التعاون الخليجي المطبعة أعلى بأكثر من الضعف من المعدل العالمي. هذا الإنفاق الضخم لا يُستخدم لتحرير فلسطين أو مواجهة العدو الحقيقي، بل يُوجه لصراعات داخلية أو لحماية أنظمة حاكمة أو لمواجهة تهديدات مفبركة.

المشروع القرآني: نموذج مضاد لتسخير الموارد

في مقابل هذا النهج الخياني، قدم المشروع القرآني الذي أسسه السيد حسين بدر الدين الحوثي نموذجاً مضاداً، رؤية قرآنية منهجية لطبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي باعتباره كيانًا طامعًا إجراميًا وأن البلاد العربية والإسلامية كلها لن تسلم من شر اليهود إلا باستئصالهم, والقضاء على كيانهم، أي شيء غير ذلك إنما هو ضياع للوقت، وإتاحة للفرصة أمام الاحتلال الإسرائيلي أن يتمكن أكثر وأكثر وقد واجه هذا المشروع، حروبا عدوانية منذ انطلاقته حتى اليوم أبرز هذه الحروب ما سمي بعاصفة الحزم بقيادة السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا، بهدف إجهاض هذا المشروع ونجاحه في إنهاء الهيمنة الأمريكية على اليمن.

وقد أثبت الواقع أن التجربة اليمنية، انطلاقاً من المشروع القرآني، لديها القدرة على المواجهة وتحدي الهيمنة الأمريكية في المنطقة وفرض حصار تام على الموانئ الصهيونية في الأراضي المحتلة ومنع دخول أي سفن إلى تلك الموانئ, وأثبت اليمنيون جدارتهم وشجاعتهم وأن الإسلام قادر على المواجهة حينما هزموا البحرية الأمريكية بأساطيلها وبارجاتها التي انتشرت في البحر الأحمر ومعها البحرية البريطانية، ولم يتوقف اليمن عن إطلاق الصواريخ والمسيرات على أهداف حساسة للعدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا بعد أن أوقف العدو حربه على قطاع غزة, وبعد أن وقع اتفاقية مع المقاومة الفلسطينية متحديا بذلك أقوى جيوش العالم، هذا يمثل عكساً كاملاً لتسخير الموارد لخدمة العدو، إذ وجِّهت الموارد اليمنية المتواضعة لمقاومته ونصرة القضية الفلسطينية.

المحور الرابع: دور الإعلام المملوك في تضليل الشعوب

الإعلام كأداة للتطبيع الثقافي

يمثل الإعلام المملوك للأنظمة العربية أحد أخطر أدوات تضليل الشعوب وتبرير التطبيع. فقد أصبح الإعلام العربي الرسمي في كثير من الدول منصة لترويج الرواية الرسمية حول التطبيع، وإعادة تشكيل صورة الكيان الصهيوني من عدو محتل إلى شريك طبيعي ومقبول.

أدوات الإعلام لتبرير التطبيع

تستخدم بعض الأنظمة العربية أدوات إعلامية مختلفة لتبرير التطبيع وتغيير القناعات الشعبية:

أولاً: مقالات الرأي الرسمية: نشر السفير الإماراتي في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، مقالاً في صحيفة “يديعوت أحرونوت” التابعة للعدو الإسرائيلي تحت عنوان “الضم أو التطبيع”، مبرراً فيه التواصل مع العدو الإسرائيلي بأنه “مهم وسيؤدي لنتائج أفضل من مسارات أخرى اتبعت في الماضي”. هذا النوع من المقالات يهدف إلى تقديم التطبيع كخيار براغماتي وعقلاني.

ثانياً: المشاركة في المنتديات الدولية: شارك وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في مؤتمر اللجنة اليهودية الأمريكية السنوي الافتراضي، مؤكداً على أهمية التواصل مع الاحتلال الإسرائيلي. هذه المشاركات تُبث عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية لتطبيع فكرة التعاون مع الكيان الصهيوني.

ثالثاً: الخطاب الإعلامي الموجه: تطرح بعض القنوات العربية المملوكة لأنظمة التطبيع “خطاب إعلامي عربي” يسعى لإعادة تشكيل صورة فلسطين في زمن التطبيع، هذا الخطاب يحاول تقليل أهمية القضية الفلسطينية وتقديمها كقضية من الماضي أو كعبء على الدول العربية.

رابعاً: التضليل ونشر معلومات كاذبة: تنشر بعض المطابخ الإعلامية المملوكة لأنظمة التطبيع روايات ومعلومات كاذبة لتشويه المقاومة الفلسطينية وقادتها وعن حزب الله وكل أحرار الأمة المناهضين لجرائم العدوان الصهيوني.

عمليات المعلومات وحرب الرواية

وثائق أمريكية مسربة أكدت أن نشطاء وإعلاميين تابعين لقوى التطبيع حصلوا على  تدريبات على “حرب المعلومات” (information warfare drills)  التي تهدف إلى مواجهة الدعاية الإيرانية وتعزيز “رواية إقليمية للشراكة من أجل الازدهار والتعاون”. وصفت إحاطات القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) الهيكل الأمني كطريقة لتعزيز رواية “الازدهار والتعاون الإقليمي” ومواجهة ادعاء طهران بالدفاع عن الفلسطينيين.

هذا يعني أن هناك حرب إعلامية منظمة تشارك فيها أجهزة الإعلام الرسمية العربية بالتنسيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف تغيير القناعات الشعبية وتبرير التطبيع وتصوير إيران كتهديد أكبر من الاحتلال الإسرائيلي.

دور النخب المثقفة المدجنة

تشتري قوى التطبيع نخب من أوساط أكاديمية وإعلامية وثقافية مهمتها إعادة تشكيل” الخطاب حول القضية الفلسطينية والترويج للتطبيع وتبريره وتقديمه بأسلوب منطقي “ليس بالضرورة خيانة”، بل يمكن أن يكون “تطبيعاً مشروطاً” يُستخدم كأداة ضغط سياسي لتحقيق مكتسبات فلسطينية، وهو ما يمثل محاولة لتأطير التطبيع بشكل مقبول جماهيرياً وسياسيًا. هذا الخطاب الذي تروجه النخب المدجنة يهدف إلى إضفاء شرعية فكرية على الخيانة السياسية.

المحور الخامس: تداعيات التطبيع على الدول العربية

تراجع الاستقرار السياسي

كشفت دراسة تحليلية لتداعيات التطبيع على تسع دول عربية (مصر، الأردن، المغرب، السودان، الإمارات، قطر، عمان، السعودية، البحرين) عن نتائج مهمة فيما يتعلق بالاستقرار السياسي:

  • مصر :لم يسهم التطبيع منذ عام 1979 في نقل مصر إلى مستوى إيجابي من الاستقرار، أدنى مراحل عدم الاستقرار كانت بعد التطبيع.
  • الأردن: منذ معاهدة السلام عام 1994 وحتى 2006/2005، تراجع الاستقرار، واستمر في التذبذب دون مغادرة المستوى السلبي.
  • المغرب: انحدر الاستقرار من +0.31 إلى سالب 0.4 بعد التطبيع المعلن والرسمي في التسعينيات.
  • السودان: لم يغادر المنطقة السالبة منذ منتصف التسعينيات، بلغ أدنى مستوياته بعد الانقلاب العسكري ولقاء البرهان مع نتنياهو، ووصل إلى -1.94.

هذه البيانات تكشف أن التطبيع لم يجلب الاستقرار الموعود، بل على العكس، أدى في كثير من الحالات إلى تراجع الاستقرار السياسي بسبب الفجوة بين مواقف الأنظمة والشعوب.

تراجع الديمقراطية

بلغ معدل الديمقراطية في دول التطبيع التسع 3.09 نقطة، وهو أدنى من المعدل العام للدول العربية (3.34 نقطة). الدول الأقدم في التطبيع (مصر والأردن) هي الأكثر تراجعاً في مؤشر الديمقراطية. ست من دول التطبيع التسع شهدت تراجعاً في مستوى الديمقراطية بين عامي 2012 و2022.

هذا التراجع الديمقراطي يُفسر بحاجة الأنظمة المطبعة إلى قمع المعارضة الشعبية للتطبيع، مما يدفعها نحو المزيد من الاستبداد والقمع لضمان استمرار سياساتها التطبيعية رغم الرفض الشعبي.

ارتفاع الإنفاق العسكري

بلغ معدل الإنفاق العسكري لدول التطبيع نحو 4.03% من الناتج المحلي الإجمالي، أي بزيادة قدرها 83% عن المعدل العالمي (2.2-2.3%). يبقى معدل الإنفاق في دول مجلس التعاون الخليجي المطبعة أعلى بأكثر من الضعف من المعدل العالمي.

هذا الإنفاق المرتفع يأتي في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تعاني منها الشعوب العربية، مما يعني أن موارد هذه الشعوب تُهدر في سباق تسلح لا طائل منه، بدلاً من استثمارها في التنمية والتعليم والصحة.

خاتمة: نحو وعي جماهيري مقاوم

ما سبق يكشف عن صورة قاتمة للواقع العربي الراهن، حيث تتكالب أنظمة عربية على خدمة الكيان الصهيوني وحماية أمنه، بينما تخون شعوبها وأمتها ومقدساتها وقضيتها المركزية..

إن حركة النفاق هذه ليست مجرد مواقف سياسية عابرة، بل هي منظومة متكاملة من الخيانة تشمل التنسيق الأمني والعسكري والاقتصادي، وتستخدم الإعلام المملوك لتضليل الشعوب وتبرير هذه الخيانة.

لكن في مقابل هذا الواقع المظلم، تبرز أصوات مقاومة تمثل الوعي الحقيقي للأمة،  على سبيل المثال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) ، استشهد دفاعاً مواقفه المناهضة للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، يمثل نموذجاً للمثقف العربي المسلم الثائر الذي يرفض الخضوع والاستسلام، من منطلق رؤية قرآنية تفرض على كل مسلم أن يتحرك لا أن يسكت ويخنع، كما استشهد قبله قادة الجهاد والمقاومة في لبنان كالسيد المؤسس عباس الموسوي وقادة فلسطينيون كيحيى عياش وفتحي الشقاقي كما استشهد بعده شهيد الإسلام والإنسانية السيد المجاهد حسن نصر الله (رضوان الله عليه), والقادة في حركات المقاومة الفلسطينية إسماعيل هنيه ويحيى السنوار وغيرهم من الشهداء الأبرار منذ بداية المشروع القرآني وإلى اليوم ممن جسدوا الصورة الحقيقية للإسلام العظيم وللإنسان المؤمن المجاهد الحر, ومن بعدهم يواصل أحرار الأمة في ذات الطريق ولن يكون للخونة ولا للعدو المجرم إلا العار والخسران والهزيمة..

إن التجربة اليمنية في مواجهة التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، وفرض حظر بحري على الكيان الصهيوني، ونصرة القضية الفلسطينية، تقدم دروساً مهمة للشعوب العربية،

الدرس الأول هو أن المواجهة ممكنة عندما تتوفر الإرادة والوعي.

الدرس الثاني هو أن الشعوب هي القوة الحقيقية، وليست الأنظمة الخائنة.

الدرس الثالث هو أن القضية الفلسطينية لا تزال قضية مركزية للأمة، وأن كل محاولات تصفيتها أو تهميشها ستفشل أمام وعي الشعوب ومقاومتها.

إن المطلوب اليوم هو تعميق الوعي الجماهيري بحجم الخيانة التي تمارسها هذه الأنظمة، وفضح التضليل الإعلامي الذي تمارسه وسائل الإعلام المملوكة لها، وبناء جبهة شعبية مقاومة ترفض التطبيع وتدعم المقاومة وتناضل من أجل تحرير فلسطين. إن المستقبل ليس للأنظمة الخائنة، بل للشعوب الواعية المقاومة التي ترفض الذل والخضوع وتناضل من أجل كرامتها وحريتها.

المصادر والمراجع

  1. “التطبيع بعد طوفان الأقصى: المسارات والنتائج”، مجلة أصوات نقدية CIGA، 2024.
  2. “تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل”، ويكيبيديا العربية.
  3. “اتفاقيات أبراهام: موجة التطبيع العربي”، الجزيرة نت، 2024.
  4. “عام على حرب غزة: مسلسل التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية”، فرانس 24، 2024.
  5. “التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي: الدوافع والمظاهر والتداعيات”، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة.
  6. “أثر التطبيع على الأمن القومي للدول العربية المُطبعة والمنطقة العربية”، المركز الديمقراطي العربي.
  7. “الاحتلال الإسرائيلي والأمن القومي العربي: اختبار مستمر لإرادة الأمة”، الجزيرة نت، 2025.
  8. خطابات السيد عبد الملك الحوثي).
  9. “السيد حسين بدر الدين الحوثي: الفكر الجهادي والانتماء اليمني”، الميادين نت، 2023.
  10. مقالات حول السيد حسين بدر الدين الحوثي .
  11. “الاتفاقيات الإبراهيمية: ماذا نعرف عنها، وما تأثيرها في منطقة الشرق الأوسط”، بي بي سي عربي.
  12. “كيف يُقيّد الرأي العام العربي سياسات التطبيع؟”، البارومتر العربي، 2024.
  13. تسريبات التعاون العسكري العربي الإسرائيلي، واشنطن بوست والاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين (ICIJ).
  14. “التطبيع العربي الإسرائيلي وتدا
قد يعجبك ايضا